حارثة بن النعمان بن نفيع الأنصاري
يكنى أبا عبد الله. شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن محمد بن سعد قال: قال حارثة: رأيت جبريل مرتين: حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بن قريظة مر بنا في صورة دحية. ويوم موضع الجنائز حين رجعنا من حنين مررت وهو يكلم النبي صلى الله عليه وسلم. فلم أسلم. فقال جبريل: من هذا? قالوا: حارثة. قال لو سلم لرددنا عليه.
قال ابن سعد: وقال الواقدي: كانت لحارثة منازل قرب منازل النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فكان كلما أحدث النبي صلى الله عليه وسلم أهلا تحول له حارثة عن منزل بعد منزل. حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد استحييت من حارثة مما يتحول لنا عن منازله.
وتوفي حارثة في خلافة معاوية.
عن محمد بن عثمان، عن أبيه أن حارثة بن النعمان كان قد كف بصره، فجعل خيطا من مصلاه إلى باب حجرته، ووضع عنده مكتلا فيه تمر وغير ذلك فكان إذا سلم المسكين أخذ من ذلك التمر ثم أخذ على ذلك الخيط حتى يأخذ إلى باب الحجرة فيناوله المسكين. فكان أهله يقولون: نحن نكفيك. فيقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن مناولة المسكين تقي ميتة السوء .
وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نمت فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ. فقلت: من هذا? قالوا: حارثة ابن النعمان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذاك البر . وكان أبر الناس بأمه.