قتادة بن النعمان بن زيد
شهد العقبة مع السبعين وكان من الرماة المذكورين وشهد بدرا وأحدا فرميت يومئذ عينه فسالت.
عن الهيثم بن عدي عن أبيه قال: أصيبت عين قتادة بن النعمان يوم أحد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وهي في يده فقال: ما هذا يا قتادة? قال: هذا ما ترى يا رسول الله. قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت رددتها ودعوت الله لك فلم تفتقد منها شيئا . فقال: والله يا رسول الله إن الجنة لجزاء جزيل وعطاء جليل ولكني رجل مبتلى بحب النساء وأخاف أن يقلن أعور فلا يردنني ولكن تردها لي وتسأل الله لي الجنة. فقال: أفعل يا قتادة. ثم أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فأعادها إلى موضعها، فكانت أحسن عينيه إلى أن مات، ودعا الله له بالجنة. فدخل ابنه على عمر بن عبد العزيز فقال له عمر: من أنت يا فتى? فقال:
أنا ابن الذي سالت على الخد عينـه فردت بكف المصطفى أحسن الرد
فعادت كما كانت لأحسن حالـهـا فيا حسن ماعين ويا طـيب مـايد فقال عمر: بمثل هذا فليتوسل إلينا المتوسلون. ثم قال:
تلك المكارم لا قعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد أبـوالا
وشهد قتادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، وكانت معه يوم الفتح راية بني ظفر. وتوفي سنة ثلاث وعشرين وهو ابن خمس وستين وصلى عليه عمر.