اكاديمية الحب Academy of Love
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اكاديمية الحب Academy of Love

منهج الحب التعليمي الاول على مستوى العالم الذي يدرس الحب وفق مقرر كامل يشمل جميع جوانب الحب يالاضافة لاكبر مكتبة حب عربية أقواال وعبارات حب كتب وأشعار ومؤلفات صور رومانسية ومقاطع صوت وفيديو امسيات شعرية وحوارات ابحاث ودرسات وكل ماهو مفيد وشيق في عالم الحب
 
الرئيسية قـــــدســــــــــــــــية الحـــــــــــــــــــبحكمة الحبأدب الحـــــــــبقانون الحبأحدث الصورفلسفة الحبسيكولوجية الحباتكيت الحبأهلا بكالتسجيلدخول

 

 أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
my love
مؤسس أكاديمية الحب
ALI ATHAB

مؤسس أكاديمية الحب ALI ATHAB
my love


عدد المساهمات : 4583
المدينة المدينة : طيبة الطيبة
تاريخ التسجيل : 25/04/2009
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Empty
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ 8141-710
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Empty
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ 21415510


أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Empty
مُساهمةموضوع: أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟   أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Emptyالأحد أكتوبر 17, 2010 5:31 am

قال سهل بن عبد الله: ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهي, لأن آدم نهي عن أكل الشجرة فأكل منها فتاب عليه, وإبليس أمر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه. قلت هي مسألة عظيمة لها شأن وهي أن ترك الأوامر أعظم عند الله من ارتكاب المناهي, وذلك من وجوه عديدة:

(الوجه الأول):

ما ذكره سهل من شأن آدم وعدو الله إبليس.

(الوجه الثاني):

أن ذنب ارتكاب النهي مصدره في الغالب الشهوة والحاجة,

وذنب ترك الأمر مصدره في الغالب الكبر والعزة,

و "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر", ويدخلها من مات على التوحيد وإن زنى وسرق.

(الوجه الثالث):

أن فعل المأمور أحب إلى الله من ترك المنهي, كما دل على ذلك النصوص كقوله صلى الله عليه وسلم:" أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها" أخرجه البخاري في المواقيت 2\12 رقم 527, ومسلم في الإيمان 1\89 90 رقم 137-140. وقوله: ألا أنبئكم بخير أعمالكم, وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من أن تلقو عدوكم, فتضربوا أعناقهم, ويضربوا أعناقكم". قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "ذكر الله" وقوله: "واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة", وغير ذلك من النصوص. وترك المناهي عمل فإنه كف النفس عن الفعل, ولهذا علّق سبحانه المحبة بفعل الأوامر كقوله: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً }, الصف 4, { وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }آل عمران 134, وقوله:{ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الحجرات 9, { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } آل عمران 146. أما في جانب المنهي فأكثر ما جاء النفي للمحبة كقوله:{ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }البقرة 205, وقوله: { وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } الحديد23, وقوله: { وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } البقرة 190, وقوله:{ لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ }النساء 148,وقوله:{ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ



كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } النساء 36 .ونظائره وأخبر في موضع آخر أنه يكرهها ويسخطها, كقوله: { كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً } الإسراء 38, وقوله:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ } محمد 28.
إذا عرف هذا ففعل ما يحبه سبحانه مقصود بالذات. ولهذا يقدر ما يكرهه ويسخطه لإفضائه إلى ما يحب, كما قدر المعاصي والكفر والفسوق لما ترتب على تقديرها مما يحبه من لوازمها من الجهاد واتخاذ الشهداء. وحصول التوبة من العبد والتضرّع إليه والاستكانة وإظهار عدله وعفوه وانتقامه وعزه. وحصول الموالاة والمعاداة لأجله, وغير ذلك من الآثار التي وجودها بسبب تقديره ما يكره أحب إليه من ارتفاعها بارتفاع أسبابها, وهو سبحانه لا يقدر ما يحب لإفضائه إلى حصول ما يكرهه ويسخطه كما يقدر ما يكرهه لإفضائه إلى ما يحبه, فعلم أن فعل ما يحبه أحب إليه مما يكرهه. يوضحه الوجه الرابع:

أن فعل المأمور مقصود لذاته وترك المنهي مقصود لتكميل فعل المأمور, فهو منهي عنه لأجل كونه يخل بفعل المأمور أو يضعفه وينقصه, كما نبه سبحانه على ذلك في النهي عن الخمر والميسر بكونهما يصدان عن ذكر الله وعن الصلاة كما قال تعالى في الآية 91 من سورة المائدة , فالمنهيات قواطع وموانع صادة عن فعل المأمورات أو عن كمالها, فالنهي عنها من باب المقصود لغيره, والأمر بالواجبات من باب المقصود لنفسه. يوضحه

الوجه الخامس:

أن فعل المأمورات من باب حفظ قوة الإيمان وبقائها وترك المنهيات من باب الحمية عما يشوش قوة الإيمان ويخرجها عن الاعتدال, وحفظ القوة مقدم على الحمية, فإن القوة كلما قويت دفعت المواد الفاسدة وإذا ضعفت غلبت المواد الفاسدة, فالحمية مرادة لغيرها وهو حفظ القوة وزيادتها وبقاؤها, ولهذا كلما قويت قوة الإيمان دفعت المواد الرديئة ومنعت من غلبتها وكثرتها بحسب القوة وضعفها, وإذا ضعفت غلبت المواد الفاسدة. فتأمل هذا الوجه.

الوجه السادس:

أن فعل المأمورات حياة القلب وغذاؤه وزينته وسروره وقرة عينه ولذته ونعيمه, وترك المنهيات بدون ذلك لا يحصل له شيء من ذلك, فإنه لو ترك جميع المنهيات ولم يأت بالإيمان والأعمال المأمور بها لم ينفعه ذلك الترك شيئا وكان خالدا مخلدا في النار. وهذا يتبين

بالوجه السابع:

أن من فعل المأمورات والمنهيات فهو إما ناج مطلقا إن غلبت حسناته سيئاته, وإما ناج بعد أن يؤخذ منه الحق ويعاقب على سيئاته فمآله إلى النجاة وذلك بفعل المأمور. ومن ترك المأمورات والمنهيات فهو هالك غير ناج ولا ينجو إلا بفعل المأمور وهو التوحيد.
فإن قيل: فهو إنما هلك بارتكاب المحظور وهو الشرك, قيل: يكفي في الهلاك ترك نفس التوحيد المأمور به وإن لم يأت بضد وجودي من الشرك, بل متى خلا قلبه من التوحيد رأسا فلم يوحد الله فهو هالك وان لم يعبد معه غيره, فإذا انضاف إليه عبادة غيره عذب على ترك التوحيد المأمور به وفعل الشرك المنهي عنه. يوضحه

الوجه الثامن:

أن المدعو إلى الإيمان إذا قال: لا أصدق ولا أكذب ولا أحب ولا أبغض ولا أعبده ولا أعبد غيره, كان كافرا بمجرد الترك والإعراض, بخلاف ما إذا قال: أنا أصدق الرسول وأحبه وأؤمن به وأفعل ما أمرني, ولكن شهوتي وإرادتي وطبعي حاكمة علي لا تدعني أترك ما نهاني عنه وأنا أعلم أنه قد نهاني وكره لي فعل المنهي ولكن لا صبر لي عنه, فهذا لا يعد بذلك كافرا, ولا حكمه حكم الأول؛ فإن هذا مطيع من وجه, وتارك المأمور جملة لا يعد مطيعا بوجه. يوضحه

الوجه التاسع:

أن الطاعة والمعصية إنما تتعلق بالأمر أصلا, وبالنهي تبعا, فالمطيع ممتثل المأمور, والعاصي تارك المأمور, قال تعالى:{ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ } التحريم 6, وقال موسى لأخيه: { مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي } طه 92 93. وقال عمرو بن العاص عند موته: أنا الذي أمرتني فعصيت, ولكن لا إله إلا أنت. وقال الشاعر: أمرتك أمرا جازما فعصيتني.
والمقصود من إرسال الرسل طاعة المرسل ولا تحصل إلا بامتثال أوامره, واجتناب المناهي من تمام امتثال الأوامر ولوازمه. ولهذا لو اجتنب المناهي ولم يفعل ما أمر به لم يكن مطيعا وكان عاصيا, بخلاف ما لو أتى المأمورات وارتكب



المناهي. فإنه وإن عد عاصيا مذنبا فإنه مطيع بامتثال الأمر, عاص بارتكاب النهي بخلاف الأمر فإنه لا يعد مطيعا باجتناب المنهيات خاصة.

الوجه العاشر:

أن امتثال الأمر عبودية وتقرب وخدمة, وتلك العبادة التي خلق لأجلها الخلق كما قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات56,فأخبر سبحانه أنه إنما خلقهم للعبادة , وكذلك إنما أرسل إليهم رسله وأنزل عليهم كتبه ليعبدوه. فالعبادة هي الغاية التي خلقوا لها ولم يخلقوا لمجرد الترك فإنه أمر عدمي لا كمال فيه من حيث هو عدم, بخلاف امتثال المأمور فإنه أمر وجودي مطلوب الحصول. وهذا يتبين

بالوجه الحادي عشر:

وهو أن المطلوب بالنهي عدم الفعل وهو أمر عدمي, والمطلوب بالأمر إيجاد فعل وهو أمر وجودي, فمتعلق الأمر بالإيجاد, ومتعلق النهي الإعدام أو العدم وهو أمر لا كمال فيه إلا إذا تضمّن أمرا وجوديا, فإن العدم من حيث هو عدم لا كمال فيه ولا مصلحة إلا إذا تضمن أمرا وجوديا مطلقا, وذلك الأمر الوجودي مطلوب مأمور به فعادت حقيقة النهي إلى الأمر, وأن المطلوب به ما في ضمن النهي من الأمر الوجودي المطلوب به. وهذا يتضح بالوجه الثاني عشر:

وهو أن الناس اختلفوا في المطلوب بالنهي على أقوال: أحدها: أن المطلوب به كف النفس عن الفعل, وحبسها عنه, وهو أمر وجودي. قالوا: لأن التكليف إنما يتعلق بالمقدور, والعدم المحض غير مقدور. وهذا قول الجمهور. وقال أبو هاشم وغيره: بل المطلوب عدم الفعل, ولهذا يحصل المقصود من بقائه على العدم, وإن لم يخطر بباله فعل, فضلا أن يقصد الكف عنه, ولو كان المطلوب الكف لكان عاصيا إذا لم يأت به, ولأن الناس يمدحون بعدم فعل القبيح من لم يخطر بباله فعله والكف عنه. وهذا أحد قولي القاضي أبي بكر( صاحب كتاب إعجاز القرآن) ولأجله التزم أن عدم الفعل مقدور للعبد وداخل تحت الكسب, قال: والمقصود بالنهي الإبقاء على العدم الأصلي وهو مقدور. وقالت طائفة: المطلوب بالنهي فعل الضد فإنه هو المقدور وهو المقصود للناهي, فإنه إنما نهاه عن الفاحشة طلبا



للعفة وهي المأمور بها, ونهاه عن الظلم طلبا للعدل المأمور به, وعن الكذب طلبا للصدق المأمور به وهكذا جميع المنهيات. فعند هؤلاء أن حقيقة النهي الطلب لضد المنهي عنه, فعاد الأمر إلى أن الطلب إنما تعلق بفعل المأمور.
والتحقيق أن المطلوب نوعان: مطلوب لنفسه وهو المأمور به, ومطلوب إعدامه لمضادته المأمور به وهو المنهي عنه, لما فيه من المفسدة المضادة للمأمور به. فإذا لم يخطر ببال المكلف ولا دعته نفسه إليه بل استمر على العدم الأصلي لم يثب على تركه, وإن خطر بباله وكف نفسه عنه لله وتركه اختيارا أثيب على كف نفسه وامتناعه, فإنه فعل وجودي. والثواب إنما يقع على الأمر الوجودي دون العدم المحض وإن تركه مع عزمه الجازم على فعله لكن تركه عجزا, فهذا وإن لم يعاقب عقوبة الفاعل لكن يعاقب على عزمه وإرادته الجازمة التي إنما تخلف مرادها عجزا. وقد دلت على ذلك النصوص الكثيرة فلا يلتفت إلى ما خالفها, كقوله تعالى:{ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ } البقرة 284. وقوله في كاتم الشهادة:{ فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ } البقرة283, وقوله:{ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ } البقرة225, وقوله:{ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ } الطارق 9. وقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا تواجه المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار", قالوا: هذا القاتل, فما بال المقتول؟ قال: "إنه أراد قتل صاحبه" وقوله في الحديث الآخر:" ورجل قال: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته وهما في الوزر سواء" الترمذي في الزهد رقم 2326, وابن ماجه وأحمد. وقول من قال: أن المطلوب بالنهي فعل الضد ليس كذلك, فإن المقصود عدم الفعل والتلبس بالضدين, فإن مالا يتم الواجب إلا به فهو غير مقصود بالقصد الأول, وإن كان المقصود بالقصد الأول المأمور الذي نهى عما يمنعه ويضعفه, فالمنهي عنه مطلوب إعدامه طلب الوسائل والذرائع, والمأمور به مطلوب إيجاده طلب المقاصد والغايات: وقول أبي هاشم: إن تارك القبائح يحمد وإن لم يخطر بباله كف النفس. فإن أراد



بحمده أنه لا يذم فصحيح, وإن أراد أنه يثني عليه بذلك ويحب عليه ويستحق الثواب فغير صحيح. فإن الناس لا يحمدون المحبوب (أي مقطوع الذكر) على ترك الزنا ولا الأخرس على عدم الغيبة والسب, وإنما يحمدون القادر الممتنع عن قدرة وداع إلى الفعل. وقول القاضي الإبقاء على العدم الأصلي مقدور, فإن أراد به كف النفس ومنعها فصحيح, وإن أراد مجرّد العدم فليس كذلك. وهذا يتبين

بالوجه الثالث عشر:

وهو أن الأمر بالشيء نهي عن ضده من طريق اللزوم العقلي لا القصد الطلبي, فإن الأمر إنما مقصوده فعل المأمور. فإذا كان من لوازمه ترك الضد صار تركه مقصودا لغيره, وهذا هو الصواب في مسألة الأمر بالشيء هل هو نهي عن ضده أم لا؟ فهو نهي عنه من جهة اللزوم لا من جهة القصد والطلب. وكذلك النهي عن الشيء, مقصود الناهي بالقصد الأول الانتهاء عن المنهي عنه وكونه مشتغلا بضده جاء من جهة اللزوم العقلي, لكن إنما نهى عما يضاد ما أمر به كما تقدم, فكأن المأمور هو المقصود بالقصد الأول في الموضعين.
وحرف المسألة: أن طلب الشيء طلب له بالذات ولما هو من ضرورته باللزوم, والنهي عن الشيء طلب لتركه بالذات ولفعل ما هو من ضرورة الترك باللزوم, والمطلوب في الموضعين فعل وكف, وكلاهما أمر وجودي.

الوجه الرابع عشر:

أن الأمر والنهي في باب الطلب نظير النفي والإثبات في باب الخبر, والمدح والثناء لا يحصلان بالنفي المحض إن لم يتضمن ثبوتا, فإن النفي كاسمه عدم لا كمال فيه ولا مدح, فإذا تضمن ثبوتا صح المدح به كنفي النسيان المستلزم لكمال العلم وبيانه. ونفي اللغوب والإعياء والتعب المستلزم لكمال القوة والقدرة. ونفي السنة والنوم المستلزم لكمال الحياة والقيّوميّة, ونفي الولد والصاحبة المستلزم لكمال الغنى والملك والربوبية. ونفي الشريك والولي والشفيع بدون الإذن المستلزم لكمال التوحيد والتفرّد بالكمال والإلهية والملك ونفي الظلم المتضمن لكمال العدل. ونفي إدراك الأبصار له المتضمن لعظمته وأنه أجلّ من أن يدرك وإن رأته



الأبصار, وإلا فليس في كونه لا يرى مدح بوجه من الوجوه, فإن العدم المحض كذلك.
وإذ عرف هذا, فالمنهي عنه إن لم يتضمن أمرا وجوديا ثبوتيا لم يمدح بتركه, ولم يستحق الثواب والثناء بمجرد الترك, كما لا يستحق المدح والثناء بمجرد الوصف العدمي.

الوجه الخامس عشر:

أن الله سبحانه جعل جزاء المأمورات عشرة أمثال فعلها, وجزاء المنهيات مثل واحد وهذا يدل على أن فعل ما أمر به أحب إليه من ترك ما نهى عنه. ولو كان الأمر بالعكس لكانت السيئة بعشرة أمثالها والحسنة بواحدة أو تساويا.

الوجه السادس عشر:

أن المنهي عنه المقصود إعدامه, وأن لا يدخل في الوجود, سواء نوى ذلك أو لم ينوه, وسواء خطر بباله أو لم يخطر. فالمقصود أن لا يكون. وأما المأمور به فالمقصود كونه وإيجاده والتقرب به نية وفعلا.
وسر المسألة أن وجود ما طلب إيجاده أحب إليه من عدم ما طلب إعدامه, وعدم ما أحبه أكره إليه من وجود ما يبغضه, فمحبته لفعل ما أمر به أعظم من كراهته لفعل ما نهى عنه. يوضحه

الوجه السابع عشر:

أن فعل ما يحبه والإعانة عليه وجزاءه وما يترتب عليه من المدح والثناء من رحمته. وفعل ما يكرهه وجزاءه وما يترتب عليه من الذم والألم والعقاب من غضبه. ورحمته سابقة على غضبه غالبة له, وكل ما كان من صفة الرحمة فهو غالب لما كان من صفة الغضب, فإنه سبحانه لا يكون إلا رحيما, ورحمته من لوازم ذاته كعلمه وقدرته وحياته وسمعه وبصره وإحسانه, فيستحيل أن يكون على خلاف ذلك. وليس كذلك غضبه, فإنه ليس من لوازم ذاته ولا يكون غضبان دائما غضبا لا يتصور انفكاكه, بل يقول رسله وأعلم الخلق به يوم القيامة: "إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعد مثله" جزء من حديث أخرجه البخاري في تاب الأنبياء باب قول الله عز وجل {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه} 6\428 رقم 3340, ومسلم في الإيمان 1\184 رقم 327 من حديث أبو هريرة عن الرسول . ورحمته وسعت كل شيء, وغضبه لم يسع كل شيء وهو سبحانه كتب على نفسه الرحمة ولم يكتب على نفسه الغضب, ووسع كل شيء رحمة وعلما ولم يسع كل شيء غضبا وانتقاما. فالرحمة وما كان بها ولوازمها وآثارها غالبة على الغضب



وما كان منه وآثاره. فوجود ما كان بالرحمة أحب إليه من وجود ما كان من لوازم الغضب. ولهذا كانت الرحمة أحب إليه من العذاب, والعفو أحب إليه من الانتقام. فوجود محبوبه أحب إليه من فوات مكروهه, ولا سيما إذا كان في فوات مكروهه فوات ما يحبه من لوازمه, فإنه يكره فوات تلك اللوازم المحبوبة كما يكره وجود ذلك الملزوم المكره.

الوجه الثامن عشر:

أن آثار ما يكرهه وهو المنهيات أسرع زوالا بما يحبه من زوال آثار ما يحبه بما يكرهه, فآثار كراهته سريعة الزوال وقد يزيلها سبحانه بالعفو والتجاوز, وتزول بالتوبة والاستغفار والأعمال الصالحة والمصائب المكفرة والشفاعة والحسنات يذهبن السيئات, ولو بلغت ذنوب العبد عنان السماء ثم استغفره غفر له ولو لقيه بقراب الأرض خطايا, ثم لقيه لا يشرك به شيئا لأتاه بقرابها مغفرة وهو سبحانه يغفر الذنوب وإن تعاظمت ولا يبالي, فيبطلها ويبطل آثارها بأدنى سعي من العبد وتوبة نصوح وندم على ما فعل, , وما ذاك إلا لوجود ما يحبه من توبة العبد وطاعته وتوحيده, فدلّ على أن وجود ذلك أحب إليه وأرضى له. يوضحه

الوجه التاسع عشر:

وهو أنه سبحانه قدر ما يبغضه ويكرهه من المنهيات لما يترتب عليها مما يحبه ويفرح به من المأمورات. فإنه سبحانه أفرح بتوبة عبده من الفاقد الواجد, والعقيم الوالد, والظمآن الوارد. وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لفرحه بتوبة العبد مثلا (في صحيح مسلم في كتاب التوبة باب في الحض على التوبة والفرح بها 4\2104 رقم (7) عن أنس بن مالك " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه..." وهو في صحيح البخاري بلفظ آخر.) ليس في المفروح به أبلغ منه, وهذا الفرح إنما كان بفعل المأمور به وهو التوبة, فقدر الذنب لما يترتب عليه من هذا الفرح العظيم الذي وجوده أحب إليه من فواته ووجوده بدون لازمه ممتنع فدل على أن وجود ما يحب أحب إليه من فوات ما يكره. وليس المراد بذلك أن كل فرد من أفراد ما يحب أحب إليه من فوات كل فرد مما يكره حتى تكون ركعتي الضحى أحب إليه من فوات قتل المسلم, وإنما المراد أن جنس فعل المأمورات أفضل من جنس ترك المحظورات, كما إذا فضل الذكر على الأنثى والإنسي على الملك, فالمراد الجنس لا عموم الأعيان



والمقصود أن هذا الفرح الذي لا فرح يشبهه بفعل مأمور التوبة يدل على أن هذا المأمور أحب إليه من فوات المحظور الذي تفوت به التوبة وأثرها ومقتضاها. فإن قيل: إنما الفرح بالتوبة لأنها ترك للمنهي فكان الفرح بالترك, قيل: ليس كذلك, فإن الترك المحض لا يوجب هذا الفرح بل ولا الثواب ولا المدح. وليست التوبة تركا, وإن كان الترك من لوازمها, وإنما هي فعل وجودي يتضمن إقبال التائب على ربه وإنابته إليه والتزام طاعته. ومن لوازم ذلك ترك ما نهى عنه, ولهذا قال الله تعالى:{ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ } هود3. فالتوبة رجوع عما يكره إلى ما يحب, فإن من ترك الذنب تركا مجردا ولم يرجع عنه إلى ما يحبه الرب تعالى لم يكن تائبا, فالتوبة رجوع وإقبال وإنابة لا ترك محض.

الوجه العشرون:

أن المأمور به إذا فات فاتت الحياة المطلوبة للعبد, وهي التي قال الله تعالى فيها:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }الأنفال 24, وقال: { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ } الأنعام 122, وقال في حق الكفار:{ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ } النحل 21, وقال: { إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى }النحل 8. وأما المنهي عنه فإذا وجد فغايته أن يوجد المرض, وحياة مع السقم خير من موت. فإن قيل: ومن المنهي عنه ما يوجب الهلاك وهو الشرك. قيل: الهلاك إنما حصل بعدم التوحيد المأمور به الذي به الحياة, فلما فقد حصل الهلاك, فما هلك إلا من عدم إتيانه بالمأمور به. وهذا

وجه حاد وعشرون في المسألة:

وهو أن في المأمورات ما يوجب فواته الهلاك والشقاء الدائم, وليس في المنهيات ما يقتضي ذلك.

الوجه الثاني والعشرون:

أن فعل المأمور يقتضي ترك المنهي عنه إذا فعل على وجهه من الإخلاص والمتابعة والنصح لله فيه, قال تعالى:{ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ }العنكبوت 45. ومجرد ترك المنهي لا يقتضي فعل المأمور ولا يستلزمه.

الوجه الثالث والعشرون:

أن ما يحبه من المأمورات فهو متعلّق بصفاته, وما يكرهه من المنهيات فمتعلق بمفعولاته, وهذا وجه دقيق يحتاج إلى بيان فنقول:



المنهيات شرور وتفضي إلى الشرور, والمأمورات خير وتفضي إلى الخيرات, والخير بيديه سبحانه والشر ليس إليه, فإن الشر لا يدخل في صفاته ولا في أفعاله ولا في أسمائه, وإنما هو في المفعولات مع أنه شر بالإضافة والنسبة إلى العبد, وإلا من حيث إضافته ونسبته إلى الخالق سبحانه فليس بشر من هذه الجهة. فغاية ارتكاب المنهي أن يوجب شرا بالإضافة إلى العبد مع أنه في نفسه ليس بشر. وأما فوات المأمور فيفوت به الخير الذي بفواته يحصل ضده من الشر, وكلما كان المأمور أحب إلى الله سبحانه كان الشر الحاصل بفواته أعظم كالتوحيد والإيمان. وسر هذه الوجوه: أن المأمور به محبوبه, والمنهي مكروهه, ووقوع محبوبه أحب إليه من فوات مكروهه, وفوات محبوبه أكره إليه من وقوع مكروهه, والله أعلم.

من كتاب الفوائد لابن القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://twitter.com/fagee7i https://www.facebook.com/fage7i http://www.4f2go.com
NAJATGREEN
اسطورة الفكر العربي
اسطورة الفكر العربي
NAJATGREEN


أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Edara10
عدد المساهمات : 3445
المدينة المدينة : عمان
تاريخ التسجيل : 29/05/2009
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Oouu_o10
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ 35a0471452
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Empty
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Oou_uo10

أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Ase10

أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟   أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Emptyالأحد أكتوبر 17, 2010 3:39 pm

تحياتي ..

بداية وهي الأهم ..

ان الفكرة الرئيسية للطرح هي توضيح اهمية اطاعة الله وتنفيذ اوامره اكثر من اهمية اجتناب نواهيه ولتوضيح

الفكرة قسّمت الأمثلة على ثلاثه وعشرين وجها لهذا المجال ..


الوجه الأول ..

ان ترك اوامر الله وارتكاب المناهي هي شان عائد الى بداية الخلق مع آدم وابليس منذ كان بالجنة حيث نهاه الله

سبحانه من الإقتراب من الشجرة فزينها له ابليس وفعل ما نهاه الله عنه واطاع ابليس


الوجه الثاني ..

حين يقوم العبد بعمل امر نهى عنه الله عز وجل يكون الدافع او السبب عنده هو اما الشهوة او الحاجة لهذا الشيء

بينما رفض تنفيذ الأمر الإلهي يعتبر تكبرا على الله وتعاليا وعزّه وبما أنّ الجنة قد حرمّت على من في نفسه ذرة

من كبر ولكنها لم تحرم على من ارتكب ذنب نهي عنه ولكن بشرط انه مات وهو موحداً لله غير مشركا به احد

فذنبه اخف وقد يدخل الجنة


الوجه الثالث ..
يبيّن الله في كتابه العزيز انّه يشجّع العبد على تنفيذ الأوامر ويطالبهم بها اكثر من تشديده على ترك ما نهى عنه

ويظهر ذلك فيما يلي من ايات تحدثت عن ( الأمر ) فقد قال تعالى ..

اعلموا انّ خير اعمالكم الصلاة

انّ الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً

والله يحب المحسنين

اما الآيات التي دلت على ( النهي ) فقد قال تعالى ..

والله لا يحب المفسدين

والله لا يحب كل مختال فخور

ولا تعتدوا انّ الله لا يحب المعتدين

وضحت الأيات السابقة ان بعض الألمور عند الله تعود الى اعلانه لما يكرهه سبحانه كي يصل الى ما ضده وهو

ما يحبه ويطالب به

ووضح لنا ما يكرهه كي نتجنبه ونصل الى ما يحبه ويرضى عنه ويوصل الى رحمته وعفوه وعدله


الوجه الرابع ..

الفرق بين فعل المأمور وترك المنهي هو ..

المهم هو تنفيذ المأمور لأنه امر الهي والقيام بالنواهي قد تمنع من تحقيق تنفيذ الأمر لذلك نهى عنها مثلا ..

من اوامر الله عز وجل الصلاة والذكر

ومن نواهيه الخمر والميسر

العلاقة بينهما هي .. انه لو قام العبد بما نهى الله عنه ستكون النتيجة هي ابتعاده عما امر به لأنها ستذهب بعقله

وتركيزه فمن يشرب الخمر ( المنهي عنه ) لن يصلي اي انه لن يحقق ( الأمر )

في الحالتين ( الأمر والنهي ) المطلوب هو تنفيذ الأمر لذلك فقد نهى عن اي شيء يعيق تنفيذه


الوجه الخامس ..
حين فرض الله بعض المأمورات كان القصد منها تقوية الإيمان وتوطيد العلاقة بين الآمر والمأمور ،، وحين نهى

عن بعض الأعمال فقد نهى عن كل ما يؤثر على قوة هذه العلاقة واضعافها لذلك ..

فان تنفيذ الأوامر تعتبر سبب للقوة لذلك هي اهم من النواهي التي تساهم في اضعافها فكلما نفذت الأوامر زادت

القوة وضعفت امكانية القيام بالنواهي التي تؤثر عليها وذلك لأن المسلم حين يقوي علاقته بالله سيسعى الى ارضائه


الوجه السادس ...

قد يبتعد المسلم عن التنفيذ في الحالتين ( الأمر والنهي ) فلا ينفذ ما امره الله ولا يقوم باي عمل منهي عنه

هنا لن يشعر بتلك اللذة والإستقرار الذي يشعر به من نفذ الأمر وابتعد عن النهي

فترك المنهيات دون تطبيق الأوامر والإيمان بها لم بنفعه هنا الإبتعاد عن المنهيات وسيكون مصيره النار


الوجه السابع ..

النوع الآخر من الناس هو من يطبق الحالتين معاً ( الأمر والنهي ) فنجده مثلا يصلي وبنفس الوقت شارب للخمر

هذا يكون مصيره حسب توازن سيئاته وحسناته فان غلبت حسناته فقد نجا وقد يعاقبه الله على سيئاته وتشفع له

حسناته بتنفيذ الأوامر فتقوده الى النجاة

اما من ترك الأوامر والنواهي معا فقد هلك الا في حالة واحده .. وهي انه موحد له غير مشركا احد بعبادته


الوجه الثامن ..

هي نوعية من الناس لا تؤمن باله ولا تؤمن بشي ولا تصدق ما جاء به الرسل وبنفس الوقت لا تكذبه

تلك النوعية تعتبر كافرة لأنهم تركوا ما امر الله به واعرضوا عنه

وذلك عكس ممن قال .. انا اؤمن بالله واؤمن بالرسول وما جاء به واحبه وانفذ ما امرني الله به الا انني اعجز عن

ترك ما نهاني عنه والإبتعاد عنه بسبب ضعف ارادتي وشهوتي ولا صبر لي عنه

هذا لا يعد كافرا فالأول انكر كل امر وعصاه اما الثاني فقد اعترف ببعض وترك بعض لذا يختلف الحكم علىهما


الوجه التاسع ..

الطاعة والمعصية مرتبطة بالأمر ويليه النهي

فالمطيع هو ممتثل لأوامر الله ومنفذ لها اما العاصي فهو تارك ما امر به ورافض له

وصورهم الله سبحانه وتعالى حيث قال ( لا يعصون الله ما امرهم )

واظهر الحكمة من ارسال الرسل وهي المطالبة بعبادة الله وتنفيذ اوامره والإمتثال لها واجتناب ما نهى عنه

ولهذا فلو اجتنب العبد النواهي ولكنه لم ينفذ الأوامر فانه عاصٍ لله

بخلاف من نفذ اوامر الله واطاعه وبنفس الوقت ارتكب النواهي فانه وان كان عاصيا ا انه اطاعه بامتثال اوامره


الوجه العاشر ...

تنفيذ اوامر الله هي عبادة له وتقرب منه وهي عبادة خلقنا من اجلها اي انها سبب الوجود حيث قال تعالى ..

( وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون )

فوضح الله سبحانه الحكمة من الخلق وهي عبادته وحده وارسل لهم الرسل والكتب ليعبدوه وليحققوا الهدف من

وجودهم وخلقهم والغاية التي خلقوا لأجلها

وهم لم يخلقوا لمجرد ترك النواهي بل خلقوا لتنفيذ الأمر بعبادته والأيمان به وحده لا شريك له

لذا فقد كان الهدف من الخلق وهو تنفيذ الأمر اهم عند الله من ترك المناهي لأن تحقيق الأمر وتنفيذه يكون قد حقق

الهدف من الوجود اما عمل النهي فانه يؤثر فقط على الكمال الا انه ليس له تاثير على الوجود


الوجه الحادي عشر ...
القصد من النهي هو ..

الإبتعاد عن القيام بفعل لذلك سمي امر ( عدمي ) اي انه تابع لكلمة عدم ( عدم القيام )

اما القصد من الأمر فهو وجود امر يجب تنفيذه لذلك سمي ( وجودي ) اي انه يتم تطبيقه اذا ما وجد الفعل المطلوب

تنفيذه

والنهي مرتبط بالأمر حيث لا يكون هناك نهي ان لم يكن هناك امر مطلوب تحقيقه اصلا


الوجه الثاني عشر ..

اختلفت الناس في تفسير النهي ..

فمنهم من قال انه امر النفس بترك الفعل المنهي عنه فيصبح الأمر هنا ( وجودي ) اي ان الشيء موجود وهو

المعاصي والمطلوب هو الإبتعاد عنه

وبعضهم مثل ابو هاشم قال .. ان المقصود من النهي هو عدم فعل المنهي عنه لذلك يبقى محصورا ضمن ..

( العدم وليس الوجود ) لأنه لو كان المطلوب هو الكف عن الفعل لكان هذا امرا وعدم تنفيذه يعتبر عصيانا لله

اما القاضي ابي بكر فقد وضح ان النهي يوصل الى الأمر بمعنى ..

حين تمدح الناس من لا يفعل القبيح فهذا تشجيع له على الأمر المضاد الا وهو الخير

فالنهي عن الفاحشة يوصلنا الى العفة وهي امر من اوامر الله

والنهي عن الكذب يوصلنا الى الصدق وهو امر من اوامر الله

والنهي عن الظلم يحقق لنا العدل وهو امر من اوامر الله

وبهذا فسروا النهي بانه طلب لضد ما نهوا عنه ( نهي عن الكذب طلبا للصدق هو ضد الكذب )

ووضحوا ايضا ان المأمور نوعان ..

اولا .. المأمور لنفسه وهو الأمر المباشر من الله سبحانه وتعالى

ثانيا .. المطلوب اعدامه لأنه ضد المامور بمعنى عدم فعل العمل المنهي عنه هو تحقيق للأمر وتنفيذ له

فترك المنهي عنه لما فيه مفسده يكون اما تنفيذا لأمر النهي وتطبيقا خارجيا فقط دون نية النفس بالإبتعاد عنه وهنا

لا يثاب تارك النهي على فعله

اما من ترك النهي بتشجيع وقبول من نفسه وكف نفسه عن المنهي عنه برضاها فقد اثيب

وهناك بعض الأوامر يتركها الإنسان ويبتعد عنها ليس بعزم ونية في نفسه بل لأنه عجز عن تنفيذها والوصول لها

الا ان نية تنفيذها موجوده

هنا لا يعاقب على الفعل لأنه لم يقم به ولكنه يعاقب على العزم والإرادة للتنفيذ لو اتيحت له فرصة اي انه يعاقب

على النية التي اخفاها في نفسه وهذا ماتوضحه الآية الكريمة ..

( وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ) صدق الله العظيم

ويتصف بهذا من يقومون بالفعل ظاهرا فقط ويخفون عكسه فيصلون الى رضى الناس وحمدهم حتى لو لم تضمر

انفسهم القبول لما اظهروه



يتبع ان شاءالله


عدل سابقا من قبل NAJATGREEN في الأحد أكتوبر 17, 2010 3:50 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
NAJATGREEN
اسطورة الفكر العربي
اسطورة الفكر العربي
NAJATGREEN


أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Edara10
عدد المساهمات : 3445
المدينة المدينة : عمان
تاريخ التسجيل : 29/05/2009
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Oouu_o10
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ 35a0471452
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Empty
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Oou_uo10

أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Ase10

أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟   أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Emptyالأحد أكتوبر 17, 2010 3:41 pm

نعود لإكمال الأوجه المتبقية من الثالث عشر الى الثالث والعشرون باذن الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
NAJATGREEN
اسطورة الفكر العربي
اسطورة الفكر العربي
NAJATGREEN


أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Edara10
عدد المساهمات : 3445
المدينة المدينة : عمان
تاريخ التسجيل : 29/05/2009
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Oouu_o10
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ 35a0471452
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Empty
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Oou_uo10

أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Ase10

أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟   أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Emptyالإثنين أكتوبر 18, 2010 4:03 am

الوجه الثالث عشر ..

العلاقة بين الأمر والنهي هي علاقة عكسية بمعنى ..

ان الأمر بتنفذ فعل معين هو بنفس الوقت نهي عن القيام بضده

ومسألة الأمر بالشيء هل هو نهي عن ضده ام لا ؟

اجابتها نعم .. هي نهي عن ضده من ناحية اللزوم بمعنى تحقيق الفعل المامور يستوجب تجنب وابتعاد المسلم

عن ما نهي عنه بهذا الخصوص

هنا نعود الى مسالة نوعي الأمر وهي الأمر من الله سبحانه وتعالى والأمر بترك المنهيات للوصول الى تنفيذ

الموجبات


الوجه الرابع عشر ..

العلاقة بين الأمر والنهي من جهة والنفي والإثبات من جهة اخرى هي علاقه تشابه

فالوصول الى المدح والشكر لا يحصل بالنهي فقط بل يجب ان يثبت بالفعل

فالنفي كالنهي حكمه هو فقط ( العدم ) اي عدم القيام بالفعل

فان تم تطبيقه نكون قد حققنا ( الأمر ) وهو ما يستحق المدح والثواب

مثال ذلك ..

نفي صفة النسيان يعني ( الحضور العقلي الدائم ) وهو ما يستلزمه كمال العلم وبيانه

ونفي الإعياء والتعب واللغوب والتعب وانعدامهما في الجسم يعني وجود الصحة والكمال والقوة

ونفي السنة والنوم يعني الحياة القيومية الدائمة

ونفي الولد والصاحبة يعني .. كمال الربوبية

ونفي الشريك والولي والشفيع يدون اذن يعني .. اكتمال لمعنى التوحيد والتفرد بالملك

ونفي الظلم يعني .. استحقاق العدل الكامل

اي ان المنهى عنه ان لم يتحقق ضده ولم يثبت وجود العمل المضاد له اذا هو لا يستحق المدح لمجرد النهي فقط

انما يستحق المدح والثواب الوصول الى الأمر المكتمل بعد اجتناب النفي


الوجه الخامس عشر ..

ما يظهر لنا اهمية القيام بالمأمورات هو جزاء الله سبحانه وتعالى لمن اطاعه بها فجعل جزاء تنفيذ المأمورات

بعشرة امثالها وجعل جزاء المنهيات بمثلها حيث ان ثواب الحسنة بعشرة امثالها والسيئة بسيئة مثلها فقط

وهذا يثبت ان الطاعة اهم من اجتناب المنهي عنه


الوجه السادس عشر

المقصود من النهي هو اعدامه اي عدم فعله وان لا يدخله الى الموجود ( بالتطبيق الفعلي له )

اما المأمور فيقصد به القيام بالفعل وايجاده بالواقع والتقرب به لله نية وفعلا اي ظاهرا وباطنا وهذا احب الى الله

من عدم القيام بما نهى عنه وترك ما امر به


الوجه الساابع عشر ..

ان تنفيذ الأوامر والإعانه عليها يكون جزاءه المدح والثناء من رحمة الله

اما فعل المنهي عنه يترتب عليه الذم واللوم والعقاب من غضبه

العلاقة بين الحالتين هي ..

ان المدح والرحمة من الله هي تحقيق لذاته وواحده من صفاته فالرحمة من صفات الله الدائمة ويستحيل ان يكون

خلاف ذلك

بينما غضبه وسخطه هو حالة آنية تتفكك وتغيب لأنها ليست صفة متلازمه من صفات الله ويؤكد على هذا الحديث

القائل على لسان الرسل يوم القيامة ..

( ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب من قبله مثله ولن يغضب من بعد ) اخرجه البخاري

ومن احاديث ابو هريره عما قاله الرسول الكريم .. ان رحمته سبحانه وسعت كل شيء ولكن غضبه لم يسع كل شيء لذلك فقد كتب الله

على نفسه الرحمة ولم يكتب على نفسه الغضب

وبهذا يثبت ان الوصول الى رحمته ورضاه احب اليه واهم من الإبتعاد عما يثير غضبه لآني لأن الرحمة احب

اليه من العذاب والعفو احب اليه من الإنتقام


الوجه الثامن عشر ..

الآثار الناجمة عما يقوم به البشر من منهيات هي اثار تزول سريعا اكثر من اثار التنفيذ لأوامره وما يحبه

فاثر كراهته يزول سريعا بالمغفره والعفو والتجاوز والتوبة والإستغفار والقيام بالأعمال الصالحة

فالحسنات يذهبن السيئات .. ولو بلغت ذنوب العبد عنان السماء ثم استغفر الله وتاب اليه وقابله موحدا له غير

مشرك به احدا لقابله الله بالمغفرة والتوبه

وذلك لأن العبد اوجد ما يحبه الله الا وهو التوحيد


الوجه التاسع عشر ..

ان الله سبحانه وتعالى بقدر ما يبغضه القيام بالنواهي الا انه قدّرها لما يترتب عليها من القيام بالمامورات مثل ..

القيام بالذنب بفعل منهي عنه فيلحقه بالتوبة والإستغفار وطلب الرحمة حينها يفرح الله سبحانه وتعالى بتوبة عبده

كفرح فاقد شيء بوجود هذا الشيء او كفرح عقيم بالحصول على ولد او كفرح الظمآن اذا ما وجد ماء

وذلك الفرح سببه ان العبد قام بما امره الله بعدما قام بما نهي عنه وهو التوبة والإستغفار (المأمور به ) بعد الذنب

( اي ما نهي عنه )

ولذلك قدّر الله المنهي عنه كي يصل الى تنفيذ المامور

المراد هنا ان جنس فعل المأمورات افضل من جنس فعل المحظورات كتفضيله جنس الذكر على الإنثى والمقصود

هو الفرح الذي يدل على ان هذا المامور احب اليه من فوات المحظور ام عدم القيام بالمنهي عنه

ومن شروط التوبة الخالصة لله ليس فقط الترك (اي ترك ما نهي عنه ) لأن الترك واجب وليس عمل يستحق

الثواب انما الترك والحاقه بانابة العبد الى ربه والتزام طاعته هو ما يسمى التوبة التي تستحق الثواب والفرح


الوجه العشرون ..

عدم القيام بالمأمور هو انتهاء وفوات الحياة للعبد ويتضح ذلك بقوله تعالى ..

( يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم )

وقال مخاطبا الكفار ممن لا يطيعون الأمر .

( اموات غير احياء )

( انك لا تسمع الموتى )

اي انهم فقدوا خاصية الحياة بتركهم للمأمور وعدم طاعتهم لله

اما المنهي عنه فقد صوّره وكانه مرض يصيب الحياة فالحياة بمرض خير من الموت الكلي

ومن المنهي عنه ما يوجب الهلاك والهلاك هو الشرك اي عدم التوحيد فان وصل اليه فقد هلك ومن آمن بوحدانية

الله فقد حيا


الوجه الواحد والعشرون

الفرق بين المامورات والمنهيات هو ..

ان في المامورات ما اذا فات دون تطبيق فقد اوجب الهلاك والشقاء الدائم

اما المنهيات فلا يوجد بها ما يوصل الى ذلك


الوجه الثاني والعشرون ..

ان فعل المامور يستوجب ترك المنهي عنه لإكتمال الإخلاص والمتابعة بالعمل فقد قال تعالى ..

( ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) اما المنهي عنه فتركه لا يعني بان العبد سيقوم بالمأمور


الوجه الثالث والعشرون ..

ان ما امرنا الله به من افعال هي افعال متعلقة بصفاته وما يكرهه من منهيات هي افعال متعلقة بافعاله بمعنى ..

المنهيات شرور نتيجتها شرور

المامورات خير وتوصل الى الخير

والخير من صفات الله سبحانه وتعالى اما الشر فليس له ولا ينسب الى صفاته ولا اسمائه

لذلك كلما كان المامور احب الى الله كان الشر الذي سيتحقق بعدم تنفيذ هذا الأمر هو شر عظيم ضاع باطاعة

العب لله سبحانه وتعالى

فالقيام بما يحب احب اليه من ضياع ما يكره

والله اعلم

واتمنى الفائدة لكم جميعا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
my love
مؤسس أكاديمية الحب
ALI ATHAB

مؤسس أكاديمية الحب ALI ATHAB
my love


عدد المساهمات : 4583
المدينة المدينة : طيبة الطيبة
تاريخ التسجيل : 25/04/2009
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Empty
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ 8141-710
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Empty
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ 21415510


أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟   أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟ Emptyالثلاثاء أكتوبر 19, 2010 10:44 pm

ماشاء الله تبارك الله
العقل والفهم والذكاء من أجل نعم الله
فسبحان من ميزك بها وفضلك على كثير من خلقه تفضيلا
اشكرك على هذا العمل المفيد
وأسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك
ويكون صدقة جاريه لك
وينفعنا بما تعلمنا
ويرزقنا العمل به وتطبيقه في حياتنا
ويرزقنا السعادة في الدنيا والاخرة
ولك خالص شكري وتقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://twitter.com/fagee7i https://www.facebook.com/fage7i http://www.4f2go.com
 
أيهما أعظم عند الله : ترك الأمر ام اجتناب النهي ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما أعظم جنود الله ؟؟‎
» أيهما أهـــم بحياااتك كرامتك أم قلبك؟
» حسان بن ثابت رضي الله عنه يرثي رسول الله صلى الله عليه وسلم
» انظر عظمة الله في فائدة الخطوط التي بيدك !!! ســبحان الله
» القاعدة الأولى: الشرع هو الأصل في تقرير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اكاديمية الحب Academy of Love :: المنتدى :: المنتديات الاسلاميه :: المنتدى الاسلامي العام للدعوة والنصح والارشاد-
انتقل الى: