الابتسامة
من أهم القيم والمبادئ التي حث عليها الدين الاسلامي لما لها من أثر بليغ على النفوس فهي تضفي على الوجه البشاشة الّتي تدلّ بحسب وضع اللّغة على معنى واحد هو اللّقاء الجميل
والبشاشة: طلاقة الوجه. والبشّ: اللّطف في الاقبال . وقيل الفرح باللقاء وبشاشة اللّقاء: الفرح بالمرء والانبساط إليه والأنس به،
والبشاشة : هي سرور يظهر في الوجه يدلّ به على ما في القلب من حبّ اللّقاء والفرح بالمقابلة.
وقد قال الله تعالى فيها :
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38)
ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39)سورة عبس
وفي الحديث الشريف :
-* (عن أبي طلحة الأنصاريّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: جاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يوما وهو يرى البشر في وجهه، فقيل: يا رسول اللّه، إنّا نرى في وجهك بشرا لم نكن نراه؟ قال: «أجل إنّ ملكا أتاني فقال لي: يا محمّد إنّ ربّك يقول لك: أما يرضيك أن لا يصلّي عليك أحد من أمّتك إلّا صلّيت عليه عشرا، ولا يسلّم عليك إلّا سلّمت عليه عشرا .. قال: قلت: بلى)*
-النسائي- (3/ 44).
(كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أكثر النّاس تبسّما وضحكا في وجوه أصحابه وتعجّبا ممّا تحدّثوا به وخلطا لنفسه بهم، ولربّما ضحك حتّى تبدو نواجذه. قال الحافظ العراقيّ: حديث «كان أكثر النّاس تبسّما وضحكا في وجوه أصحابه وتعجّبا مما تحدّثوا به وخلطا لنفسه بهم» أخرجه التّرمذيّ في الشّمائل من حديث عبد اللّه بن الحارث بن جزء. ما رأيت أحدا أكثر تبسّما من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
و(قال عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه-:
«من الدّهاء حسن اللّقاء»)* الآداب الشرعية (3/ 556).
وقال الشاعر :
«أزور خليلي ما بدا لي هشّه ... وقابلني منه البشاشة والبشر
فإن لم يكن هشّ وبشّ تركته ... ولو كان في اللّقيا الولاية والبشر
وحقّ الّذي ينتاب داري زائرا ... طعام وبرّ قد تقدّمه بشر»)*
قال بعض الحكماء: من جاد لك بمودّته، فقد جعلك عديل نفسه. فأوّل حقوقه اعتقاد مودّته، ثمّ إيناسه بالانبساط إليه في غير محرّم،
فمن فوائد طلاقة الوجه وتبسمك في وجه من تلقاه تثير المحبة في القلوب وتبعث الطمئنينة والانس في النفوس
أكاديمية الحب Academy of Love (اتكيت الحب ) 1