الزوجات .. والضرة الإلكترونية !
)أسماء المحمد(
لا أعرف كم رجلا تجسد حالته هذه السطور، ولا كم زوجة تكابد نار الشك والغيرة والإحساس بالإهمال.. هي تعتبر اهتمامه بالعالم الافتراضي والشبكة العنكبوتية «ضرة إلكترونية» تهدد استقرارها ومنزلها، في كلتا الحالتين إن انطلقت هذه المخاوف من احتمالات علاقة تعارف يقيمها زوجها ثم تحولت إلى واقع وشريكة تناصفها فيه، أو كان الاهتمام بالشبكة العنكبوتية يفوق اهتمام الزوج بها.. سيحاكم من وجهة نظرها على أنه يخونها مع أخرى ، حتى أوشكت على الإحساس بأنها ظاهرة وليس من دراسات أو بحوث ترصدها كالعادة!
الزوج يتوقع أن لديه اهتمامات يجب احترامها، وسيتصفح الانترنت ويتواصل ويطلع على المستجدات، ولا بأس من التعاطي مع المؤنث في شبكة اجتماعية، على أن زوجته مطالبة بالضرورة، وغالبا أن تكون حياتها مسخرة له ولأبنائها.. هذا إن لم تكن موظفة مطحونة تحلم بالتقاط الأنفاس والنوم قليلا!!
فلاشات
ــ في قضايا الأزواج، لا أحبذ الحديث العام؛ لأن كل حالة على حدة مهما تشابهت مع أخرى لها ظروفها وخصائصها ومقوماتها وصعوبة وتعقيد شخصية بعض الأطراف فيها، أحيانا يغلب شك وغيرة وعدم ثقة الزوجة في نفسها، وأحيانا يكون الزوج روميو الشبكة (ومقطع السمكة وذيلها)، وأحيانا كلاهما يتطاحنان على إثبات جريمة الطرف الآخر متقمصين دور الملاك، والواقع يقول إنهما على خطأ ويتقاسمان تحمل المسؤولية!!
ــ الزوجة التي تتصور أن بيتها يجب أن يخلو من الكمبيوتر وأن لا يتصفح زوجها الشبكة أو أن كل تصفح بالضرورة يعني خيانتها «متخلفة» تبحث عن إنسان متخلف ترتبط به، وأدعوها أن تتحرر من فكرة امتلاك الآخر، وعليها استيعاب أن الناس مختلفون، فمن لا أخلاق له في الواقع لا أخلاق له على الشبكة، والإنترنت وسيلة تواصل، وإن لم يتصفح زوجها من المنزل سيحدث ذلك من أي مقهى أو استراحة أو مقر عمله أو هاتفه المحمول... إلخ!
ــ الزوج الذي يهرب من الواقع، ويقصر في حق زوجته، ويتركها تلتهمها الغيرة والشك والإحساس بالنقص والغبن.. كم هو جميل لو يستريح ويتزوج الحرية ويريح بنات الناس، أو يشارك زوجته عالمه إذا لم يكن لديه «بطحا يحسس عليها»، والحكمة تقول «لا تسرق.. لا تخاف»!
للمناقشة: ما الذي يحدث في منازلنا، ولماذا تحولت (بعض) الزوجات إلى عالم الجاسوسية بكل خفاياه لإثبات أن زوجها يخونها أو سيتزوج عليها بمجرد أن يجد الفرصة لذلك.. والرجال الأزواج، ما هي المشكلة في أن تكون الأولوية للزوجة والمنزل والأبناء، وتصفح الشبكة في المرتبة الثانية؟!