my love
مؤسس أكاديمية الحب ALI ATHAB
عدد المساهمات : 4583 المدينة : طيبة الطيبة تاريخ التسجيل : 25/04/2009
| موضوع: القاعدة الثانية : العلم والبصيرة بحقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : السبت يونيو 05, 2010 3:12 am | |
|
القاعدة الثانية : العلم والبصيرة بحقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :من القواعد العامة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : أن يكون الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر عالما بما يأمر به وبما ينهى عنه ،.. يعلم ما هو المنهي عنه شرعا حتى ينهى عنه ، ويعلم ما هو المأمور به شرعا حتى يأمر الناس به ، فإنه إن أمر ونهى بغير علم فإن ضرره يكون أكثر من نفعه ، لأنه قد يأمر بما ليس بمشروع ، وينهى عما كان مشروعا وقد يحلل الحرام ويحرم الحلال وهو لا يعلم (1) .ولأهمية العلم النافع أمر الله به ، وأوجبه قبل القول والعمل ، فقال تعالى : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } (2) .وقد بوب الإمام البخاري - رحمه الله - لهذه الآية بقوله : ( باب العلم قبل القول والعمل) (3) ._________(1) انظر محاضرات في العقيدة والدعوة ، للدكتور صالح الفوزان ، 2 / 328 .(2) سورة محمد ، الآية 19 .(3) صحيح البخاري مع الفتح ، 1 / 159 ، كتاب العلم ، باب العلم قبل القول والعمل . وذلك أن الله أمر نبيه بأمرين : بالعلم ، ثم بالعمل ، والمبدوء به العلم في قوله تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } ، ثم أعقبه بالعمل في قوله : { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ } ، فدل ذلك على أن مرتبة العلم مقدمة على مرتبة العمل، وأن العمل شرط في صحة القول والعمل ، فلا يعتبران إلا به ، فهو مقدم عليهما، لأنه مصحح للنية المصححة للعمل (1) .يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عند حديثه عن شروط الأمر والنهي : ( ولا يكون عمله صالحا إن لم يكن بعلم وفقه .. وهذا ظاهر فإن العمل إن لم يكن بعلم كان جهلًا وضلالا ، واتباعا للهوى وهذا هو الفرق بين أهل الجاهلية وأهل الإسلام فلا بد من العلم بالمعروف والمنكر والتمييز بينهما ، ولا بد من العلم بحال المأمور وحال المنهي) (2) .وأضاف يقول : وهذا كما جاء في الأثر عن بعض السلف ورووه مرفوعاً ذكره القاضي أبو يعلى في المعتمد ( لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيها فيما يأمر به ، فقيها فيما ينهى عنه ، رفيقاً فيما يأمر به ، رفيقا فيما ينهى عنه ، حليما فيما يأمر به ، حليما فيما ينهى عنه) (3) ._________(1) انظر فتح الباري ، 1 / 160 ، وحاشية الأصول الثلاثة ، للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ص15 .(2) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ص 17 .(3) المرجع السابق ، ص18 ، وانظر مختصر منهاج القاصدين ، لابن قدامة ، ص 131 .ويقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - مخاطبا الداعية إلى الله الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر : ( أن تكون على بينة في دعوتك أي على علم ، لا تكن جاهلا بما تدعو إليه { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } (1) .فلا بد من العلم ، فالعلم فريضة ، فإياك أن تدعو على جهالة ، وإياك أن تتكلم فيما لا تعلم ، فالجاهل يهدم ولا يبني ويفسد ولا يصلح، وإياك أن تقول على الله بغير علم ، لا تدع إلى شئ إلا بعد العلم به ، والبصيرة بما قاله الله ورسوله والبصيرة هي العلم، فعلى طالب العلم وعلى الداعية أن يتبصر فيما يدعو إليه ، وأن ينظر فيما يدعو إليه ودليله ، فإن ظهر له الحق وعرفه دعا إلى ذلك ، سواء كان ذلك فعلا أو تركا ، يدعو إلى الفعل إذا كان طاعة لله ورسوله ، ويدعو إلى ترك ما نهى الله عنه ورسوله على بينة وبصيرة ) (2) ._________(1) سورة يوسف ، الآية 108 .(2) الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وأخلاق الدعاة ، ص 35 ، بتصرف .وأكد فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - حفظه الله - على أهمية العلم والبصيرة للداعية إلى الله الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر فقال : ( وإن أول زاد يتزود به الداعية إلى الله عز وجل أن يكون على علم مستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة المقبولة، وأما الدعوة بدون علم فإنها دعوة على جهل ، والدعوة على جهل ضررها أكبر من نفعها ، لأن الداعية قد نصب نفسه موجها ومرشدا ، فإذا كان جاهلا، فإنه يكون ضالا مضلا ، والعياذ بالله .ثم قال : تأمل أيها الداعية إلى لله قول الله تعالى { عَلَى بَصِيرَةٍ } أي على بصيرة في ثلاثة أمور :1-على بصيرة فيما يدعو إليه بأن يكون عالما بالحكم الشرعي فيما يدعو إليه ، لأنه قد يدعو إلى شئ يظنه واجبا وهو في شرع الله غير واجب ، فيلزم عباد الله بما لم يلزمهم الله به ، وقد يدعو إلى ترك شئ يظنه محرما وهو في دين الله غير محرم ، فيحرم على عباد الله ما أحل الله لهم .2- على بصيرة من حالة المدعو ، ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال له : « إنك ستأتي قوما أهل كتاب » ..الحديث (1) ._________(1) صحح البخاري مع الفتح ، 3 / 357 ، كتاب الزكاة ، باب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء حيث كانوا رقم 1496 ، ومسلم 1 / 50 ، كتاب الإيمان ، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام ، رقم 19 ، عن ابن عباس رضي الله عنهما .3- على بصيرة في كيفية الدعوة قال تعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } (1) .وإذا كان تزود الداعية بالعلم الصحيح المبني على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو مدلول النصوص الشرعية ، فإنه كذلك مدلول العقول الصريحة التي ليس فيها شبهات ولا شهوات ، لأنك كيف تدعو إلى الله عز وجل وأنت لا تعلم الطريق الموصل إليه ، وإذا كنت لا تعرف شريعته فكيف يصح أن تكون داعية ؟فإذا لم يكن الإنسان ذا علم فإن الأولى به أن يتعلم أولا ثم يدعو ثانيا ، قد يقول قائل: هل قولك هذا يعارض قول الرسول صلى الله عليه وسلم « بلغوا عني ولو آية » (2) ؟فالجواب : لا ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : « بلغوا عني » إذا فلا بد أن يكون ما نبلغه قد صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا ما نريده ولسنا عندما نقول إن الداعية محتاج إلى العلم لسنا نقول إنه لا بد أن يبلغ شوطا بعيداً في العلم، ولكننا نقول لا يدعو إلا بما يعلم فقط ، ولا يتكلم بما لا يعلم أ . هـ (3) ._________(1) سورة النحل ، الآية 125 .(2) صحيح البخاري مع الفتح ، 6 / 496 ، كتاب الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني اسرائيل ، رقم 3461 ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه(3) انظر زاد الداعية ، ص 6-10 ، باختصار وتصرف . | |
|
نبع موقوف
عدد المساهمات : 3862 تاريخ التسجيل : 27/05/2009
| موضوع: رد: القاعدة الثانية : العلم والبصيرة بحقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : السبت يونيو 05, 2010 5:33 am | |
| الله يجزاك الجنه تقبل ودي | |
|