الصّلاة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
صيغ الصّلاة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
1- عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاريّ- رضي اللّه عنه- قال: أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن في مجلس سعد بن عبادة- رضي اللّه عنه- فقال له بشير بن سعد- رضي اللّه عنه- قد أمرنا اللّه أن نصلّي عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال: «قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد، وعلى آل محمّد، كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد، وعلى آل محمّد، كما باركت على آل إبراهيم، والسّلام كما قد علمتم» «1». وزاد ابن خزيمة فيه: «فكيف نصلّي عليك إذا نحن صلّينا في صلاتنا ...» الحديث.
2- عن أبي مسعود- رضي اللّه عنه- قال: أقبل رجل «2» حتّى جلس بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن عنده، فقال: يا رسول اللّه أمّا السّلام عليك فقد عرفناه، فكيف نصلّي عليك إذا نحن صلّينا في صلاتنا صلّى اللّه عليك؟ قال: فصمت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى أحببنا أنّ الرّجل لم يسأله. ثمّ قال: «إذا أنتم صلّيتم عليّ فقولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد النّبيّ الأمّي، وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم ...»».
3- عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هديّة؟ خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقلنا: قد عرفنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال: «قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد، اللّهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد» «4».
4- عن أبي حميد السّاعديّ- رضي اللّه عنه- أنّهم قالوا: يا رسول اللّه! كيف نصلّي عليك؟ فقال رسول اللّه
__________
(1) أحمد (5/ 274)، ومسلم (405)، والنسائي (3/ 45، 46)، والترمذي (3220)، وقال حديث حسن صحيح. وأبو داود (980، 981)، ومالك في «الموطأ» (1/ 165، 166).
(2) هو بشير بن سعد.
(3) أحمد في «المسند» (4/ 119). والحاكم في «المستدرك» (1/ 268) وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وهو عند ابن خزيمة في صحيحه.
(4) البخاري- الفتح (1/ 6357)، ومسلم (406) واللفظ له، وفي لفظ آخر عند البخاري [الفتح (61/ 3370)] من طريق عبد اللّه ابن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ سمعتها من النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلت: بلى، فاهدها لي، فقال: سألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلنا: يا رسول اللّه! كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ فإنّ اللّه قد علّمنا كيف نسلّم. قال: «قولوا: اللّهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللّهمّ بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وقد جمع هذا الحديث بين إبراهيم وآله في الصلاة والبركة، وهو على خلاف ما جزم به المؤلف من أن أكثر الأحاديث الصحاح والحسان، مصرحة بذكر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وبذكر آله، أما في حق المشبه به وهو إبراهيم وآله، فإنما جاءت بذكر آل إبراهيم فقط دون ذكر إبراهيم أو بذكره فقط دون ذكر آله، ولم يجىء حديث صحيح فيه لفظ إبراهيم وآل إبراهيم وهو سهو منه رحمه اللّه، وبتفصيل أكثر. انظر فتح الباري (11/ 158- 159).
صلّى اللّه عليه وسلّم: «قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وأزواجه وذرّيّته، كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد وأزواجه وذرّيّته، كما باركت على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد» «1».
5- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: قلنا: يا رسول اللّه هذا السّلام عليك قد عرفناه، فكيف الصّلاة عليك؟ قال: «قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد عبدك ورسولك، كما صلّيت على إبراهيم، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على آل إبراهيم» «2».
6- عن طلحة بن عبيد اللّه- رضي اللّه عنه- قال: قلت: يا رسول اللّه كيف الصّلاة عليك؟ قال: «قل:
اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم إنّك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد».
وفي لفظ آخر عند النّسائيّ أنّ رجلا أتى نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: كيف نصلّي عليك يا نبيّ اللّه؟ قال: «قولوا:
اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم، إنّك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على إبراهيم، إنّك حميد مجيد» «3».
7- عن زيد بن خارجة- رضي اللّه عنه- «4» قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف الصّلاة عليك؟ فقال:
«صلّوا واجتهدوا، ثمّ قولوا: اللّهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد» «5».
8- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: إذا صلّيتم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأحسنوا الصّلاة عليه، فإنّكم لا تدرون لعلّ ذلك يعرض عليه. قال: فقالوا له: فعلّمنا، قال: قولوا: اللّهمّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيّد المرسلين وإمام المتّقين وخاتم النّبيّين محمّد عبدك ورسولك، إمام الخير وقائد الخير، ورسول الرّحمة، اللّهمّ ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأوّلون والآخرون، اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، اللّهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد» «6».
__________
(1) البخاري- الفتح (11/ 6360)، ومسلم (407)، وأبو داود (979)، والنسائي (3/ 49)، وابن ماجه (905).
(2) البخاري- الفتح (11/ 6358)، والنسائي (3/ 49)، وابن ماجه (903).
(3) أحمد في «المسند» (1/ 126)، والنسائي (3/ 48) وإسناده حسن.
(4) هو زيد بن خارجة بن أبي زهير الأنصاري الخزرجي شهد بدرا وتوفي في خلافة عثمان رضي اللّه عنه، وانظر «الإصابة» لابن حجر (1/ 547)، وراجع «جلاء الأفهام» لابن القيم (ص 13).
(5) أحمد في «المسند» (1/ 199)، والنسائي (3/ 49)، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في «فضل الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم» (ص 69)، وقال الأرنؤطيان: إسناده صحيح.
(6) ابن ماجه (ص 906)، وقال في «الزوائد: رجاله ثقات. إلا أن المسعودي اختلط بآخر عمره.
9- عن عبد الرّحمن بن بشير بن مسعود «1»، قال: قيل: يا رسول اللّه! أمرتنا أن نسلّم عليك، وأن نصلّي عليك، فقد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال: «تقولون: اللّهمّ صلّ على آل محمّد، كما صلّيت على آل إبراهيم، اللّهمّ بارك على آل محمّد، كما باركت على آل إبراهيم» «2».
طلب الصلاة من اللّه:
في الصّيغ السّابقة لاحظنا أنّ الصّلاة عليه صلّى اللّه عليه وسلّم تتحقّق من خلال طلبها من اللّه- عزّ وجلّ- أن يصلّي عليه، وهنا سؤال مهمّ هو: لماذا لا نصلّي عليه مباشرة وإنّما نطلب ذلك من اللّه عزّ وجلّ؟ وعن هذا السّؤال يجيب ابن القيّم فيقول:
أولا: إنّ الصّلاة من اللّه تعالى من أجلّ المراتب وأعلاها، ومحمّد صلّى اللّه عليه وسلّم أفضل الخلق فلا بدّ أن تكون الصّلاة الحاصلة له أفضل من كلّ صلاة تحصل لمخلوق فلا يكون غيره مساويا له فيها «3».
ثانيا: إنّ اللّه تعالى أخبر أنّه وملائكته يصلّون عليه، ثمّ أمر بالصّلاة عليه ولا ريب أنّ المطلوب من اللّه هو نظير الصّلاة المخبر بها لا ما دونها، وهو أكمل الصّلاة وأرجحها لا الصّلاة المرجوحة المفضولة «4».
كما كان أجر فضل صلاة اللّه- عزّ وجلّ- أعلى رتبة من فضل صلاة الإنسان بنفسه، فقد كان هذا الفضل- الحاصل بصلاة اللّه- عزّ وجلّ- عائدا على الإنسان له فائدة وأجر أعظم.
__________
(1) عبد الرحمن بن بشير ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبّان في التابعين. وقال ابن القيم معدود في الصحابة، وراجع «جلاء الأفهام» (ص 65).
(2) «فضل الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم» لإسماعيل بن إسحاق القاضي (ص 71)، وقال فضيلة الشيخ الألباني في تخريجه: إسناده مرسل صحيح، رجاله كلهم رجال مسلم.
(3) راجع (جلاء الأفهام) ص 154).
(4) راجع (جلاء الأفهام) ص 153.
مواطن الصّلاة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
(1) في آخر التّشهّد «1»:
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاريّ- رضي اللّه عنه- قال: أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن في مجلس سعد بن عبادة- رضي اللّه عنه- فقال له بشير بن سعد- رضي اللّه عنه-: قد أمرنا اللّه أن نصلّي عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال: «قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد، وعلى آل محمّد، كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد، وعلى آل محمّد، كما باركت على آل إبراهيم، والسّلام كما علمتم» «2». وزاد ابن خزيمة فيه: «فكيف نصلّي عليك إذا نحن صلّينا في صلاتنا ...» الحديث.
عن فضالة بن عبيد- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، سمع رجلا يدعو في صلاته فلم يصلّ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «عجل هذا» ثمّ دعاه فقال له أو لغيره: «إذا صلّى أحدكم فليبدأ بتحميد اللّه والثّناء عليه، ثمّ ليصلّ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ ليدع بعد بما شاء» «3».
عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- مرفوعا، قال: «لا تكون صلاة إلّا بقراءة وتشهّد وصلاة عليّ» «4».
(2) في صلاة الجنازة بعد التّكبيرة الثّانية:
عن أبي أمامة «5» بن سهل أنّه أخبره رجل من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّ السّنّة «6» في الصّلاة على الجنازة أن
__________
(1) ذكر المؤلف رحمه اللّه- خلافا طويلا في حكم الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم من حيث الوجوب أو الاستحباب فقال: الموضع الأول- وهو أهمها وآكدها-: في الصلاة في آخر التشهد، وقد أجمع المسلمون على مشروعيته، واختلفوا في وجوبه فيها، فقالت طائفة: ليس بواجب فيها، ونسبوا من أوجبه إلى الشذوذ، ومخالفة الإجماع، منهم الطحاوي، والقاضي عياض، والخطابي، فإنه قال: ليست بواجبة في الصلاة، وهو قول جماعة الفقهاء إلّا الشافعي، ولا يعلم له قدوة، وكذلك ابن المنذر ذكر أن الشافعي تفرد بذلك، واختار عدم الوجوب. راجع «جلاء الأفهام» ص 263- 293.
(2) أحمد (5/ 274)، ومسلم (405)، والنسائي (3/ 45، 46)، والترمذي 3220)، وقال حديث حسن صحيح، وأبو داود (980، 981)، ومالك في «الموطأ» (1/ 165، 166).
(3) رواه أبو داود برقم (1481)، والترمذي برقم (3477) وقال: حديث حسن صحيح والنسائي (3/ 44)، والإمام أحمد في المسند (6/ 18)، والحاكم في المستدرك (1/ 230)، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(4) قال الحافظ ابن حجر: أخرجه العمري في «عمل اليوم والليلة» بسند جيد. انظر الفتح (11/ 196).
(5) أبو أمامة: صحابي صغير، كما قال ابن القيم. راجع «جلاء الأفهام» (ص 292) وقد رواه عن جماعة من الصحابة. فقال يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف وكان من صغار الأنصار وعلمائهم وأبناء الذين شهدوا بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخبره رجال من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الصلاة على الجنازة، أن يكبّر الإمام ثمّ يصلّي على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ... الحديث.
(6) من السنّة: قال ابن كثير: هذا من الصحابي في حكم المرفوع على الصحيح. انظر تفسير ابن كثير (3/ 521).
يكبّر الإمام، ثمّ يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التّكبيرة الأولى سرّا في نفسه، ثمّ يصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ويخلص الدّعاء للجنازة في التّكبيرات لا يقرأ في شيء منهنّ، ثمّ يسلّم سرّا في نفسه «1».
عن سعيد بن المسيّب- رحمه اللّه- قال: «إنّ السّنّة في صلاة الجنازة أن يقرأ بفاتحة الكتاب، ويصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ يخلص الدّعاء للميّت حتّى يفرغ، ولا يقرأ إلّا مرّة واحدة، ثمّ يسلّم في نفسه» «2».
عن أبي سعيد المقبريّ أنّه سأل أبا هريرة- رضي اللّه عنه-: كيف نصلّي على الجنازة؟ فقال أبو هريرة- رضي اللّه عنه-: أنا لعمر اللّه أخبرك، أتبعها من أهلها، فإذا وضعت كبّرت وحمدت اللّه تعالى وصلّيت على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ أقول: اللّهمّ إنّه عبدك وابن عبدك وابن أمتك كان يشهد أن لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّدا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللّهمّ إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا، فتجاوز عن سيّئاته، اللّهمّ لا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده» «3».
(3) في الخطب: كخطبة الجمعة، والعيدين، وغيرهما:
عن عون بن أبي جحيفة قال: كان أبي من شرط «4» عليّ، وكان تحت المنبر، فحدّثني أنّه صعد المنبر- يعني عليّا- رضي اللّه عنه- فحمد اللّه، وأثنى عليه، وصلّى على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال: خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر، والثّاني عمر، وقال: يجعل اللّه الخير حيث شاء» «5».
عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- أنّه كان يقول بعد ما يفرغ من خطبة الصّلاة ويصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ حبّب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الرّاشدون، اللّهمّ بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وقلوبنا وذرّيّاتنا».
(4) بعد الأذان:
روى مسلم في صحيحه من حديث عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:
«إذا سمعتم المؤذّن فقولوا مثل ما يقول، ثمّ صلّوا عليّ فإنّه من صلّى عليّ صلاة صلّى اللّه عليه بها عشرا، ثمّ سلوا اللّه
__________
(1) رواه الشافعي في «الأم» (1/ 239، 240). والحاكم في المستدرك (1/ 360) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي والبيهقي في «السنن الكبرى» (4/ 39، 40) والنسائي مختصرا (4/ 75).
(2) رواه إسماعيل بن إسحاق القاضي في كتابه «فضل الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم» (ص 79). وقال مخرج الكتاب الألباني: إسناده صحيح، وكذا أخرجه الحاكم (1/ 360) وصححه ووافقه الذهبي.
(3) أخرجه عبد الرزاق في «المصنّف» (6425) وإسماعيل القاضي في: فضل الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم (93)، وذكره الهيثمي في «المجمع» (3/ 33) ونسبه إلى أبي يعلى وقال: رجاله رجال الصحيح.
(4) الشرط جمع شرطة، وهو الجندي الذي يقوم بالحراسة.
(5) أحمد في المسند (1/ 106) وقال محققه الشيخ أحمد شاكر إسناده صحيح، وقال الأرنؤطيان في تحقيقهما لجلاء الأفهام: أخرجه عبد اللّه ابن الإمام أحمد في «زوائده» (1/ 106) وإسناده حسن.
لي الوسيلة فإنّها منزلة في الجنّة لا تنبغي إلّا لعبد من عباد اللّه وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشّفاعة» «1».
(5) عند الدّعاء:
وله ثلاثة مراتب:
إحداها: أن يصلّي عليه قبل الدّعاء وبعد حمد اللّه تعالى.
المرتبة الثّانية: أن يصلّي عليه في أوّل الدّعاء وأوسطه وآخره.
والثّالثة: أن يصلّي عليه في أوّله وآخره، ويجعل حاجته متوسّطة بينهما.
فأمّا المرتبة الأولى، فالدّليل عليها حديث فضالة بن عبيد- رضي اللّه عنه- قال: سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلا يدعو في صلاته فلم يصلّ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «عجل هذا»، ثمّ دعاه فقال له ولغيره: «إذا صلّى أحدكم فليبدأ بتحميد اللّه والثّناء عليه، ثمّ ليصلّ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ ليدع بعد بما شاء» وقد تقّدم «2».
عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: كنت أصلّي والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وأبو بكر وعمر معه، فلمّا جلست بدأت بالثّناء على اللّه تعالى، ثمّ بالصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ دعوت لنفسي، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «سل تعطه سل تعطه» «3».
عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: «إذا أراد أحدكم أن يسأل اللّه تعالى فليبدأ بحمده والثّناء عليه بما هو أهله، ثمّ يصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ يسأل بعد، فإنّه أجدر أن ينجح أو يصيب» «4».
وعن عليّ- رضي اللّه عنه- ما من دعاء إلّا بينه وبين اللّه حجاب حتّى يصلّي على محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم، فإذا صلّى على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، انخرق الحجاب، واستجيب الدّعاء، وإذا لم يصلّ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، لم يستجب الدّعاء» «5».
قال المؤلّف: وهذه المواطن الّتي تقدّمت كلّها شرعت الصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فيها أمام الدّعاء، فمفتاح
__________
(1) أخرجه مسلم (384).
(2) تقدم تخريجه.
(3) أخرجه الترمذي (593) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقال محقق جامع الأصول (4/ 156) إسناده حسن.
(4) رجاله ثقات لكنه منقطع. وانظر جلاء الأفهام بتحقيق الأرناؤوط (ص 307).
(5) قال المنذري في «الترغيب والترهيب» (3/ 165): وعن علي- رضي اللّه عنه- قال: كل دعاء محجوب حتى يصلّي على محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، رواه الطبراني في «الأوسط موقوفا، ورواته ثقات، ورفعه بعضهم، والموقوف أصح، وذكره الهيثمي في «المجمع» (10/ 160). وقال: رجاله ثقات، وأخرج الترمذي (486) عن عمر موقوفا «الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى يصلّي على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم» وفي سنده أبو قرة الأسدي وهو مجهول. قال الحافظ ابن حجر رحمه اللّه: ورد له شاهد مرفوع في جزء الحسن بن عرفة. انظر فتح الباري (11/ 169).
الدّعاء: الصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، كما أنّ مفتاح الصّلاة الطّهور. والصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، بمنزلة الفاتحة من الصّلاة، فصلّى اللّه عليه وعلى آله وسلّم تسليما.
قال أحمد بن أبي الحواريّ: سمعت أبا سليمان الدّارانيّ يقول: «من أراد أن يسأل اللّه حاجته، فليبدأ بالصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وليسأل حاجته، وليختم بالصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فإنّ الصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مقبولة، واللّه أكرم أن يردّ ما بينهما.
(6) عند دخول المسجد والخروج منه:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا دخل أحدكم المسجد، فليسلّم على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وليقل: اللّهمّ افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج، فليسلّم على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وليقل: اللّهمّ أجرني من الشّيطان الرّجيم» «1».
وفي المسند والتّرمذيّ، وسنن ابن ماجه من حديث فاطمة بنت الحسين عن جدّتها فاطمة الكبرى قالت:
كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا دخل المسجد قال: «اللّهمّ صلّ على محمّد وسلّم، اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج قال مثل ذلك، إلّا أنّه يقول: أبواب فضلك» ولفظ التّرمذيّ: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا دخل المسجد صلّى على محمّد وسلّم «2».
(7) على الصّفا والمروة:
عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يكبّر على الصّفا ثلاثا يقول: «لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، ثمّ يصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ يدعو، ويطيل القيام والدّعاء، ثمّ يفعل على المروة مثل ذلك» وهذا من توابع الدّعاء أيضا «3».
وعن وهب بن الأجدع قال: سمعت عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- يخطب النّاس بمكّة يقول: «إذا قدم الرّجل منكم حاجّا، فليطف بالبيت سبعا، وليصلّ عند المقام ركعتين، ثمّ يستلم الحجر الأسود، ثمّ يبدأ بالصّفا، فيقوم عليها، ويستقبل البيت فيكبّر سبع تكبيرات، بين كلّ تكبير حمد اللّه عزّ وجلّ وثناء عليه، وصلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ومسألة لنفسه، وعلى المروة مثل ذلك» «4».
__________
(1) صححه ابن خزيمة (452) وابن حبان (321) وقال الأرنؤطيان وهو كما قالا.
(2) رواه أبو داود (465) والترمذي (304) وابن ماجة (771) وابن السني (87) قال الحافظ ابن حجر: رجال إسناده ثقات إلّا أن فيه انقطاعا وقال الأرنؤطيان حديث صحيح بشواهده.
(3) فضل الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لإسماعيل بن إسحاق القاضي رقم (87) قال الألباني: سنده متصل صحيح.
(4) رواه إسماعيل بن إسحاق في كتاب فضل الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم (ص 71)، وقال الحافظ ابن كثير: إسناده جيد حسن قوي، وانظر تفسير ابن كثير (3/ 533).
(8) عند اجتماع القوم وقبل تفرّقهم:
عن جابر- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما اجتمع قوم ثمّ تفرّقوا عن غير ذكر اللّه وصلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، إلّا قاموا عن أنتن من جيفة»».
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا اللّه فيه ولم يصلّوا على نبيّهم إلّا كان عليهم ترة «2» فإن شاء عذّبهم وإن شاء غفر لهم» «3».
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون اللّه عزّ وجلّ ويصلّون على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، إلّا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنّة للثّواب» «4».
(9) عند ورود ذكره صلوات اللّه وسلامه عليه:
عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «من ذكرت عنده فليصلّ عليّ فإنّه من صلّى عليّ مرّة صلّى اللّه عليه عشرا» «5».
وعن كعب بن عجرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «احضروا المنبر» فحضرنا فلمّا ارتقى درجة قال: «آمين». فلمّا ارتقى الثّانية قال: «آمين». فلمّا ارتقى الدّرجة الثّالثة قال: «آمين». فلمّا نزل قلنا يا رسول اللّه! لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنّا نسمع، قال: «إنّ جبريل عرض لي، فقال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت: آمين، فلمّا رقيت الثّانية قال: بعد من ذكرت عنده فلم يصلّ عليك، فقلت: آمين، فلمّا رقيت الثّالثة،
__________
(1) رواه أبو داود الطيالسي (1756)، والبيهقي في شعب الإيمان، والضياء المقدسي في المختارة والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 411) بلفظ «ما جلس قوم مجلسا ثم تفرقوا عن غير صلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إلّا تفرقوا على أنتن من ريح الجيفة». قال ابن القيم رحمه اللّه: قال أبو عبد اللّه المقدسي (الضياء): هذا عندي على شرط مسلم. راجع جلاء الأفهام (ص 78) وأيضا صحح الحديث الألباني، انظر صحيح الجامع الصغير برقم (5382).
(2) (ترة): نقص وتبعة وحسرة. انظر النهاية لابن الأثير (1/ 189).
(3) رواه الإمام أحمد في المسند (2/ 446، 452، 481، 484، 495)، والترمذي برقم (3380) وقال: حديث حسن صحيح، ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 496)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم (ص 51)، وصحح الحديث أيضا الألباني، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (74)، وعبد القادر الأرناؤوط، انظر تعليقه على كتاب «جامع الأصول» (4/ 472).
(4) رواه الإمام أحمد في المسند (2/ 463) وابن حبان (2322) كما في موارد الظمآن. والحاكم (1/ 492)، وإسماعيل القاضي في «فضل الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم» (ص 52، 53)، وقال الحافظ الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. انظر مجمع الزوائد (10/ 79) وأيضا صححه الألباني، انظر السلسلة الصحيحة برقم (76)، وصحيح الجامع الصغير برقم (7500).
(5) رواه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (ص 60)، وابن السني (383)، والبخاري في الأدب المفرد (ص 463)، قال النووي: إسناده جيد. انظر كتابه «الأذكار» (ص 145)، وقال ابن القيم: إسناده صحيح، انظر كتابه «جلاء الأفهام» (ص 295).
قال: بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنّة. قلت: آمين» «1».
وعن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «رغم «2» أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثمّ انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنّة» «3».
عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنهما- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «بخيل من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ» «4».
(10) عند طرفي النّهار:
عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من صلّى عليّ حين يصبح وحين يمسي عشرا، أدركته شفاعتي يوم القيامة» «5».
(11) عند الوقوف على قبره صلّى اللّه عليه وسلّم:
عن عبد اللّه بن دينار قال: رأيت عبد اللّه بن عمر يقف على قبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فيصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ويدعو لأبي بكر وعمر- رضي اللّه عنهما- «6».
(12) عند الخروج إلى السّوق، أو إلى دعوة أو نحوها:
قال ابن أبي حاتم: حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطّان، حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا مسعر، حدّثنا عامر بن شقيق، عن أبي وائل قال: «ما رأيت عبد اللّه جلس في مأدبة ولا جنازة ولا غير ذلك، فيقوم حتّى يحمد اللّه، ويثني عليه، ويصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ويدعو بدعوات. وإن كان يخرج إلى السّوق، فيأتي أغفلها مكانا، فيجلس، فيحمد اللّه، ويصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ويدعو بدعوات» «7».
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 153، 154)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(2) (رغم): قال الحافظ المنذري: بكسر الغين المعجمة أي: لصق بالرغام وهو التراب؛ وقال ابن الأعرابي: هو بفتح الغين، ومعناه: ذلّ. انظر الترغيب والترهيب (2/ 508).
(3) رواه الترمذي برقم (3539) وقال: حديث حسن غريب، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في «فضل الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم»، (ص 31)، وحسّنه ابن حجر، وصححه الألباني، انظر صحيح الجامع برقم (3504).
(4) رواه الترمذي (3546) وقال حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند (1/ 201).
(5) قال الحافظ الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين وإسناد أحدهما جيّد ورجاله وثقوا. انظر مجمع الزوائد (10/ 120). وأيضا حسّن الحديث الألباني، انظر صحيح الجامع الصغير برقم (6233).
(6) ذكره مالك في الموطأ (1/ 166)، وقال محققا جلاء الأفهام (ص 228) إسناده موقوف صحيح. وقال الألباني في تخريج فضل الصلاة على النبي: إسناده موقوف صحيح.
(7) ذكره السخاوي في القول البديع (ص 217) وقال: أخرجه ابن أبي حاتم وابن أبي شيبة.
(13) في صلاة العيد:
عن علقمة أنّ ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة: خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل العيد يوما فقال لهم: «إنّ هذا العيد قد دنا فكيف التّكبير فيه؟» قال عبد اللّه: «تبدأ فتكبّر تكبيرة تفتتح بها الصّلاة وتحمد ربّك، وتصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ تدعو وتكبّر وتفعل مثل ذلك، ثمّ تكبّر وتفعل مثل ذلك، ثمّ تقرأ، ثمّ تكبّر وتركع، ثمّ تقوم وتقرأ وتحمد ربّك وتصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ تدعو وتكبّر، وتفعل مثل ذلك، ثمّ تكبّر وتفعل مثل ذلك، ثمّ تكبّر وتفعل مثل ذلك، ثمّ تركع». فقال حذيفة وأبو موسى: «صدق أبو عبد الرّحمن» «1».
(14) يوم الجمعة وليلتها:
عن أوس بن أوس- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ من أفضل أيّامكم يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النّفخة، وفيه الصّعقة، فأكثروا عليّ من الصّلاة فيه، فإنّ صلاتكم معروضة عليّ» قال:
قالوا يا رسول اللّه، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت «2»؟ يقولون بليت، فقال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ حرّم على الأرض أجساد الأنبياء» «3».
عن أنس رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أكثروا الصّلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن صلّى عليّ صلاة صلّى اللّه عليه بها عشرا» «4».
عن أبي مسعود الأنصاريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أكثروا الصّلاة عليّ في يوم الجمعة، فإنّه ليس أحد يصلّي عليّ يوم الجمعة إلّا عرضت عليّ صلاته» «5».
(15) عند ختم القرآن:
قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: من مواطن الصّلاة عليه صلّى اللّه عليه وسلّم، عقب ختم القرآن، وهذا لأنّ
__________
(1) رواه إسماعيل القاضي في كتاب فضل الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم (ص 75، 76) وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/ 521) إسناده صحيح.
(2) أرمت: بفتح الراء أو كسرها: أي (بليت).
(3) رواه: أبو داود برقم (1047)، والنسائي (3/ 19)، وابن ماجه برقم (1085، 1636)، والإمام أحمد في المسند (4/ 8)، والحاكم في المستدرك (4/ 560)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح. انظر «رياض الصالحين» (ص 413).
(4) رواه البيهقي في سننه (3/ 249)، وحسّنه الألباني، انظر صحيح الجامع برقم (1220)، وأورد له شواهد كثيرة، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (1407).
(5) رواه الحاكم (2/ 421) وقال: صحيح الإسناد، والبيهقي في «شعب الإيمان» وصححه الألباني لشواهده، انظر صحيح الجامع الصغير برقم (1216)، والسلسلة الصحيحة برقم (1527).
المحلّ محلّ دعاء، وقد نصّ الإمام أحمد- رحمه اللّه- على الدّعاء عقيب الختمة، وفي رواية أبي الحارث: «كان أنس- رضي اللّه عنه- إذا ختم القرآن جمع أهله وولده»، وإذا كان هذا من أكبر مواطن الدّعاء وأحقّها بالإجابة فهو من أكبر مواطن الصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم» «1».
(16) عند القراءة:
قال الإمام أحمد بن حنبل- رحمه اللّه-: إذا مرّ المصلّي بآية فيها ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فإن كان في نفل صلّى عليه صلّى اللّه عليه وسلّم «2».
قال ابن سنان: سمعت عبّاس العنبريّ وعليّ ابن المدينيّ يقولان: ما تركنا الصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، في كلّ حديث سمعناه «3».
قال عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- حدّثني بعض إخواني ممّن أثق بهم قال: رأيت رجلا من أهل الحديث في المنام، فقلت: ماذا فعل اللّه بك؟ قال: رحمني أو غفر لي، قلت: وبم ذلك؟ قال: إنّي كنت إذا أتيت على اسم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، كتبت «صلّى اللّه عليه وسلّم» «4».
قال سفيان الثّوريّ: لو لم يكن لصاحب الحديث فائدة إلّا الصّلاة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، لكفته فإنّه يصلّي عليه ما دام في ذلك الكتاب صلّى اللّه عليه وسلّم» «5».
(17) عند الهمّ، والشّدائد، وطلب المغفرة:
عن أبيّ بن كعب- رضي اللّه عنه- قال: «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، إذا ذهب ثلثا اللّيل قام فقال: «يا أيّها النّاس، اذكروا اللّه، جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه». قال أبيّ: قلت: يا رسول اللّه إنّي أكثر الصّلاة عليك، فكم أجعل لك في صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قال: قلت: الرّبع؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك». قلت: النّصف؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك». قال: قلت: فالثّلثين؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك». قلت: أجعل لك صلاتي كلّها؟ قال: «إذا تكفى همّك ويغفر لك ذنبك» «6».
والمعنى أنّ من يجعل دعاءه صلاة على النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام يكفيه اللّه ما أهمّه من أمر دينه ودنياه.
__________
(1) انظر جلاء الأفهام (ص 330، 331).
(2) انظر جلاء الأفهام لابن القيم (ص 355).
(3) انظر جلاء الأفهام (ص 338).
(4) انظر جلاء الأفهام (ص 337).
(5) انظر جلاء الأفهام (ص 336).
(6) رواه الترمذي (2457) وقال: حديث حسن صحيح. وأحمد في المسند (5/ 136)، والحاكم في المستدرك (2/ 421)، وصححه ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده جيّد.
(13) في صلاة العيد:
عن علقمة أنّ ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة: خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل العيد يوما فقال لهم: «إنّ هذا العيد قد دنا فكيف التّكبير فيه؟» قال عبد اللّه: «تبدأ فتكبّر تكبيرة تفتتح بها الصّلاة وتحمد ربّك، وتصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ تدعو وتكبّر وتفعل مثل ذلك، ثمّ تكبّر وتفعل مثل ذلك، ثمّ تقرأ، ثمّ تكبّر وتركع، ثمّ تقوم وتقرأ وتحمد ربّك وتصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ تدعو وتكبّر، وتفعل مثل ذلك، ثمّ تكبّر وتفعل مثل ذلك، ثمّ تكبّر وتفعل مثل ذلك، ثمّ تركع». فقال حذيفة وأبو موسى: «صدق أبو عبد الرّحمن» «1».
(14) يوم الجمعة وليلتها:
عن أوس بن أوس- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ من أفضل أيّامكم يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النّفخة، وفيه الصّعقة، فأكثروا عليّ من الصّلاة فيه، فإنّ صلاتكم معروضة عليّ» قال:
قالوا يا رسول اللّه، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت «2»؟ يقولون بليت، فقال: «إنّ اللّه عزّ وجلّ حرّم على الأرض أجساد الأنبياء» «3».
عن أنس رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أكثروا الصّلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن صلّى عليّ صلاة صلّى اللّه عليه بها عشرا» «4».
عن أبي مسعود الأنصاريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أكثروا الصّلاة عليّ في يوم الجمعة، فإنّه ليس أحد يصلّي عليّ يوم الجمعة إلّا عرضت عليّ صلاته» «5».
(15) عند ختم القرآن:
قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: من مواطن الصّلاة عليه صلّى اللّه عليه وسلّم، عقب ختم القرآن، وهذا لأنّ
__________
(1) رواه إسماعيل القاضي في كتاب فضل الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم (ص 75، 76) وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/ 521) إسناده صحيح.
(2) أرمت: بفتح الراء أو كسرها: أي (بليت).
(3) رواه: أبو داود برقم (1047)، والنسائي (3/ 19)، وابن ماجه برقم (1085، 1636)، والإمام أحمد في المسند (4/ 8)، والحاكم في المستدرك (4/ 560)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح. انظر «رياض الصالحين» (ص 413).
(4) رواه البيهقي في سننه (3/ 249)، وحسّنه الألباني، انظر صحيح الجامع برقم (1220)، وأورد له شواهد كثيرة، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (1407).
(5) رواه الحاكم (2/ 421) وقال: صحيح الإسناد، والبيهقي في «شعب الإيمان» وصححه الألباني لشواهده، انظر صحيح الجامع الصغير برقم (1216)، والسلسلة الصحيحة برقم (1527).
المحلّ محلّ دعاء، وقد نصّ الإمام أحمد- رحمه اللّه- على الدّعاء عقيب الختمة، وفي رواية أبي الحارث: «كان أنس- رضي اللّه عنه- إذا ختم القرآن جمع أهله وولده»، وإذا كان هذا من أكبر مواطن الدّعاء وأحقّها بالإجابة فهو من أكبر مواطن الصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم» «1».
(16) عند القراءة:
قال الإمام أحمد بن حنبل- رحمه اللّه-: إذا مرّ المصلّي بآية فيها ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فإن كان في نفل صلّى عليه صلّى اللّه عليه وسلّم «2».
قال ابن سنان: سمعت عبّاس العنبريّ وعليّ ابن المدينيّ يقولان: ما تركنا الصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، في كلّ حديث سمعناه «3».
قال عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- حدّثني بعض إخواني ممّن أثق بهم قال: رأيت رجلا من أهل الحديث في المنام، فقلت: ماذا فعل اللّه بك؟ قال: رحمني أو غفر لي، قلت: وبم ذلك؟ قال: إنّي كنت إذا أتيت على اسم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، كتبت «صلّى اللّه عليه وسلّم» «4».
قال سفيان الثّوريّ: لو لم يكن لصاحب الحديث فائدة إلّا الصّلاة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، لكفته فإنّه يصلّي عليه ما دام في ذلك الكتاب صلّى اللّه عليه وسلّم» «5».
(17) عند الهمّ، والشّدائد، وطلب المغفرة:
عن أبيّ بن كعب- رضي اللّه عنه- قال: «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، إذا ذهب ثلثا اللّيل قام فقال: «يا أيّها النّاس، اذكروا اللّه، جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه». قال أبيّ: قلت: يا رسول اللّه إنّي أكثر الصّلاة عليك، فكم أجعل لك في صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قال: قلت: الرّبع؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك». قلت: النّصف؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك». قال: قلت: فالثّلثين؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك». قلت: أجعل لك صلاتي كلّها؟ قال: «إذا تكفى همّك ويغفر لك ذنبك» «6».
والمعنى أنّ من يجعل دعاءه صلاة على النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام يكفيه اللّه ما أهمّه من أمر دينه ودنياه.
__________
(1) انظر جلاء الأفهام (ص 330، 331).
(2) انظر جلاء الأفهام لابن القيم (ص 355).
(3) انظر جلاء الأفهام (ص 338).
(4) انظر جلاء الأفهام (ص 337).
(5) انظر جلاء الأفهام (ص 336).
(6) رواه الترمذي (2457) وقال: حديث حسن صحيح. وأحمد في المسند (5/ 136)، والحاكم في المستدرك (2/ 421)، وصححه ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده جيّد.
(18) عند خطبة الرّجل المرأة في النّكاح:
عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ .. «1» الآية ..
قال: يعني أنّ اللّه تعالى يثني على نبيّكم، ويغفر له، وأمر الملائكة بالاستغفار له يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ أثنوا عليه في صلاتكم، وفي مساجدكم، وفي كلّ موطن، وفي خطبة النّساء فلا تنسوه.
(19) الصّلاة في كلّ مكان:
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تجعلوا بيوتكم قبورا. ولا تجعلوا قبري عيدا.
وصلّوا عليّ فإنّ صلاتكم معروضة تبلغني حيث كنتم» «2».
(20) آخر القنوت:
عن عبد اللّه بن الحارث أنّ أبا حليمة معاذا «3» كان يصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، في القنوت. قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: وهو مستحبّ في قنوت رمضان.
__________
(1) سورة الأحزاب: 56.
(2) أبو داود (2042)، وأحمد في المسند (2/ 367)، وحسّنه الحافظ في تخريج الأذكار. وانظر «جامع الأصول» (4/ 407).
(3) هو معاذ بن الحارث الأنصاري القارىء: أقامه عمر بن الخطاب إماما يصلّي بالناس في شهر رمضان صلاة التراويح. وانظر جلاء الأفهام (ص 279).