فعلا انتشرت بشكل كبير ربي يصلح ويهدي شبابنا وبناتنا ويردهم عن التقليد الاعمى
واسرد هذه القصه لعلى بعض من يحتفل به يفكر قليل
هذه القصة تحكي عن رجل يعيش في ريف إحدى الولايات الأمريكية، اختار أن يعيش في الريف بعيداً عن ضوضاء المدينة، ليستمتع بجو الريف وهدوئه مع زوجته وابنتيه الصغيرتين، وولده الذي بدأ لتوه دراسته الجامعية.
عندما اقترب شهر ذي الحجة أبدى “جون” - وهو اسم صاحب قصتنا – اهتماماً كبيراً بمعرفة بدايته ليعرف متى يكون يوم عرفة ويوم العيد، وكم كانت سعادته غامرة حينما تأكد من معرفة هذين اليومين، وأنهما يوم السبت ويوم الأحد.
في يوم الوقفة أخذ “جون” أسرته في سيارته ثم ذهب إلى سوق القرية، وهناك ساوم على كبشٍ متوسط الحجم، نعم.. لقد اشتراه بمبلغ كبير، لكن لا بأس، فقد كان يدخر من رابته منذ فترة لأجل هذا الغرض، فهو يريد أن يذبح الكبش بيده ويطبق الشعائر الإسلامية في الأُضحية.
حمل صاحبنا الأُضحية ووضعها في سيارته، وجعل الأولاد يرددون مع الكبش ثغاءه في فرح وسرور، ونظر “جون” إلى أضحيته وابتسم، فهي مطابقة للمواصفات، فليست عوراء، ولا عرجاء، ولا عجفاء، ثم قال: ما أجمل عيد الأضحى، سنقطع اللحم بأيدينا، ونطعم جيراننا، ونصل رحمنا، ونزور أقاربنا. لقد سمعت أن الأُضحية تقسم أثلاثًا: ثلث للمساكين والفقراء، وثلث نهديه للأحباب والأصدقاء، وثلث نأكله. وسوف نفعل ذلك.
وفي صباح العيد تجمعت العائلة حول الكبش ووجهوه إلى القبلة وذبحه “جون” بيده وقسَّمه أثلاثًا، ثم لما فرغ نادى بأعلى صوته على أفراد أسرته: "هيّا أسرعوا، نريد أن نذهب إلى الكنيسة، فاليوم يوم الأحد!!".
وكان صاحبنا لا يدع الذهاب إلى الكنيسة، بل ويحرص كل الحرص على أن يأخذ جميع أفراد أسرته معه.
انتهت قصة “جون”..، ولعلك أيها القارئ الحبيب قد تحيرت، ولعلك تتساءل: هل “جون” مسلم، أم نصراني، أم ماذا هو بالضبط؟
أما هو فيرى نفسه نصرانياً إلى النخاع، يؤمن بأن عيسى ابن الله وأن الله ثالث ثلاثة، وهو يحافظ على كل عبادات النصارى وطقوسهم ويحرص على أن يكون جميع أفراد أسرته كذلك!!.
وأنا أعلم أنك تتساءل: نصراني ويفعل ذلك؟!! وقبل أن تسيء بي الظن اسمع مني قصة أخرى أعجب ولكنها ستهون عنك وطأة الأولى.
عائشة بنت من بنات الإسلام، تربت في بيت من بيوته، سماها أبوها عائشة على اسم أطهر النساء وأحبهنَّ إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم عساها تشبهها في الفعل كما أشبهتها في الاسم.
كبرت عائشة وأخوها عبد الرحمن، وفي كل عام وبالتحديد يوم 21 مارس كانت تشتري لأمها هدية قيمة وتقدمها لها، وتقول: كل عام وأنت بخير فاليوم عيد الأم..
وفي يوم 14 من فبراير كل عام تلبس عائشة فستانها الأحمر وحذاءها الأحمر وتشتري وروداً حمراء تهديها لصديقاتها مهنئة لهنَّ قائلة: كل عام وأنتن بخير فاليوم "عيد الحب".
وفي مثل هذه الأيام من كل عام تذهب عائشة مع أخيها وأسرتها إلى السوق ليشتروا شجرة عيد الميلاد المزينة بالأجراس والكرات الفضية وغيرها، ولا تنسى أيضا أن تشتري تورتة الميلاد، وطرطور سانتا كلوز المشهور، ومعه بعض الهدايا .
وفي ليلة رأس السنة تحتفل عائشة مع أسرتها في سهرة داخل البيت أو خارجه، وربما ذهبت عائشة لتحتفل برأس السنة مع صويحباتها في احتفال تقيمه إحداهن. وفي بعض السنين كانت تسافر مع الوالد والأسرة ليحتفلوا بهذا العيد في بعض بلدان الغرب...!!!
فهل تصدق ـ بالله عليك ـ أن عائشة تفعل ذلك؟ هل تصدق أن من أبناء المسلمين من يحتفل بأعياد النصارى؟!!!
إي والله لقد فعلته عائشة وأسماء، وهند، وعلياء، وهبة، وإسراء، وكذلك فعله عبد الله، وعبد الرحمن، وأحمد، ومحمد، وحسن، وعليّ، وربما كان منا نحن القراء من يفعل ذلك.
فلماذا تستكثرون على “جون” أن يحتفل بعيد الأضحى، ولا تستكثرون علينا نحن المسلمين أن نحتفل بأعياد الكافرين؟!!
ولماذا تأخذنا الدهشة من “جون” ونشكك في انتمائه للنصرانية عندما سمعنا أنه احتفل بعيد المسلمين، ولا نندهش نفس الدهشة ويأخذنا نفس الشعور حينما نرى ونسمع ونشاهد أبناء الإسلام وهم يحتفلون بأعياد النصارى؟!
هل هو الجهل بالدين؟ هل هو الإلف والعادة؟ هل هو الجهل بالحكم؟! هل هو فعل المنهزمين حضاريا ونفسيا؟ هل هي التبعية المخزية، والانهزامية المحزنة؟!
قد يكون ذلك كله أو بعضه.. لكن الذي لا يمكن أن يفوت المسلم أن اليهود والنصارى ـ في الحقيقة والواقع ـ لا يحتفلون بأعيادنا ولا يأبهون لها.. وقد قرأت عن أحد أبناء المسلمين الذين عاشوا في الغرب زمنا يقول: "لقد عشت في أمريكا عشر سنوات، والله ما رأيت أحداً من الكفار احتفل بأعيادنا، ولا رأيت أحداً سأل عن مناسباتنا ولا أفراحنا، حتى عيدي الصغير بعد رمضان أقمته بشقتي المتواضعة، ولم يجب أحد دعوتي عندما علموا أن ما احتفل به عيد إسلامي.. ولكنني عندما عدت إلى بلادي وجدت أبناء الإسلام يحتفلون بأعياد الكفار، وربما يفضلونها على أعياد المسلمين".