الحمد لله رب
العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين وبعد:
قال الله تعالى آمراً نبيه
:
قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ
الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن
قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ [إبراهيم:31].
ويقول جل وعلا:
وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ... [البقرة:195].
وقال سبحانه:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا
رَزَقْنَاكُم [البقرة:254].
وقال سبحانه:
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ
مَا كَسَبْتُمْ [البقرة:267].
وقال سبحانه:
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا
وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ
نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن:16].
ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله
:
{ ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه
ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا
ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو
بشق تمرة } [في الصحيحين]. والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة
بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها
من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: ( ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول
الصدقة: أنا أفضلكم ) [صحيح الترغيب].
فضائل وفوائد الصدقة
أولاً: أنها تطفىء غضب الله سبحانه
وتعالى كما في قوله
:
{ إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى } [صحيح الترغيب].
ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما
في قوله
:
{ والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار } [صحيح الترغيب].
ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله
:
{ فاتقوا النار، ولو بشق تمرة }.
رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن
عامر
قال: سمعت رسول
الله
يقول:
{ كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس }.
قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو
بصلة )، قد ذكر النبي
أن من السبعة
الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
{
رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه } [في الصحيحين].
خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية
كما في قوله
:
{ داووا مرضاكم بالصدقة }