رضي الله عن جعفر الطيار
في العام الثامن من الهجرة، أرسل النبي جيشًا إلى الشام لقتال الروم، وجعل
زيد بن حارثة أميرًا على الجيش وقال: "عليكم
بزيد بن حارثة، فإن أصيب زيد، فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر
فعبد الله بن رواحة". ودارت معركة رهيبة بين الفريقين عند
مؤتة، وقتل زيد بن حارثة، فأخذ الراية جعفر، ومضى يقاتل في شجاعة وإقدام وسط صفوف الروم.
وظل يقاتل حتى قطعت يمينه، فحمل الراية بشماله فقطعت هي الأخرى، فاحتضن الراية بعضديه حتى استشهد، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة
[2]، ويقول ابن عمر: "كنت مع جعفر في غزوة مؤتة، فالتمسناه فوجدناه وبه بضع وتسعون جراحة، ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، وعلم الرسول خبر استشهاده، فذهب إلى بيت ابن عمه، وطلب أطفال جعفر وقبلهم، ودعا لأبيهم.