2215ـ حدثنا الحسن بن عليّ، ثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ الحرّاني، ثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق بهذا الإِسناد نحوه، إلا أنه قال: والعرق: مكتل يسع ثلاثين صاعاً.
قال أبو داود: وهذا أصح من حديث يحيى بن آدم.
2216ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا يحيى، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال:
يعني بالعرق زنبيلاً يأخذ خمسة عشر صاعاً.
2217ـ حدثنا ابن السَّرح، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث، عن بُكير بن الأشج، عن سليمان بن يسار بهذا الخبر قال:
فأُتِيَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بتمر فأعطاه إياه، وهو قريب من خمسة عشر صاعاً قال: "تصدق بهذا" قال: يارسول اللّه، أعلى أفقر مني ومن أهلي؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "كله أنت وأهلك".
2218ـ قال أبو داود: قرأت على محمد بن وزير المصري [قلت له]: حدثكم بشر بن بكر، ثنا الأوزاعي، ثنا عطاء، عن أوس أخي عبادة بن الصامت
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أعطاه خمسة عشر صاعاً من شعير إطعام ستين مسكيناً.
قال أبو داود: وعطاء لم يدرك أوساً، وهو من أهل بدر قديم الموت، والحديث مرسل [وإنما رووه عن الأوزاعي، عن عطاء أن أوساً].
2219ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن هشام بن عروة
أن جميلة كانت تحت أوس بن الصامت، وكان رجلاً به لَمَمٌ فكان إذا اشتدَّ لَمَمُهُ ظاهر من امرأته، فأنزل اللّه عزوجل فيها كفارة الظهار.
2220ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا محمد بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها مثله.
2221ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، ثنا سفيان، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة
أن رجلاً ظاهر من امرأته ثم واقعها قبل أن يكفِّر، فأتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فأخبره فقال: "ما حملك على ما صنعت؟" قال: رأيت بياض ساقيها في القمر، قال: "فاعتزلها حتى تكفر عنك".
2222ـ [حدثنا الزعفراني، ثنا سفيان بن عيينة، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة
أن رجلاً ظاهر من امرأته فرأى بريق ساقها في القمر فوقع عليها، فأتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فأمره أن يكفِّر].
2223ـ حدثنا زياد بن أيوب، ثنا إسماعيل، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم نحوه، ولم يذكر الساق.
2224ـ حدثنا أبو كامل، أن عبد العزيز بن المختار حدثهم، قال: ثنا خالد، قال: حدثني محَدِّثٌ، عن عكرمة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بنحو حديث سفيان.
2225ـ قال أبو داود: وسمعت محمد بن عيسى يحدث به، ثنا معتمر قال: سمعت الحكم بن أبان يحدث بهذا الحديث، ولم يذكر ابن عباس.
قال أبو داود: كتب إليَّ الحسين بن حُريث قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن معمر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس بمعناه، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم.
18- باب في الخلع
2226ـ حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أيما امرأةٍ سألت زوجها طلاقاً في غير ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحة الجنة".
2227ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرَةَ بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة أنها أخبرته
عن حبيبة بنت سهل الأنصارية، أنها كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس، وأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج إلى الصبح فوجد حبيبة بنت سهلٍ عند بابه في الغلس، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من هذه؟" فقالت: أنا حبيبة بنت سهل، قال: "ما شأنك؟" قالت: لا أنا ولا ثابت بن قيس، لزوجها؛ فلما جاء ثابت بن قيس قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "هذه حبيبة بنت سهلٍ" وذكرت ما شاء اللّه أن تذكر، وقالت حبيبة: يارسول اللّه، كلُّ ما أعطاني عندي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لثابت بن قيس: "خُذْ منها" فأخذ منها، وجلست [هي] في أهلها.
2228ـ حدثنا محمد بن معمر، ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، ثنا أبو عمرو السدوسيُّ المدينيُّ، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة،
عن عائشة أن حبيبة بنت سهل كانت عند ثابت بن قيس بن شمَّاس فضربها فكسر بعضها، فأتت النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم بعد الصبح [فاشتكته إليه] فدعا النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم ثابتاً فقال: "خذ بعض مالها وفارقها" فقال: ويصلح ذلك يارسول اللّه؟ قال: "نعم" قال: فإِني أصدقتها حديقتين وهما بيدها، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "خذهما ففارقها" ففعل.
2229ـ [حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز، ثنا عليّ بن بحر القطان، ثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن عمرو بن مسلم، عن عكرمة،
عن ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس اختلعت منه، فجعل النبي صلى اللّه عليه وسلم عدتها حيضةً].
قال أبو داود: وهذا الحديث رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن عمرو بن مسلم، عن عكرمة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مرسلاً.
2230ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال:
عِدَّةُ المختلعة حيضة. [قال أبو داود: عدة المختلعة عدة المطلقة، قال أبو داود: والعمل عندنا على هذا هو].
19- باب في المملوكة تُعتَق وهي تحت حُرٍّ أو عبد
2231ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن مغيثاً كان عبداً فقال: يارسول اللّه، اشفع [لي] إليها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يا بريرة اتقي اللّه فإِنه زوجك وأبو ولدك" فقالت: يارسول اللّه، أتأمرني بذلك؟ قال: "لا، إنما أنا شافعٌ" فكان دموعه تسيل على خده، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم للعباس: "ألا تعجب من حبِّ مغيثٍ بريرة وبغضها إياه؟".
2232ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عفان، ثنا همام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن زوج بريرة كان عبداً أسود يسمى مُغيثاً، فخيَّرَها يعني النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم وأمرها أن تَعْتَدَّ.
2233ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة في قصة بريرة، قالت: كان زوجها عبداً فخيرها النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، فاختارت نفسها، ولو كان حرّاً لم يخيرها.
2234ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا حسين بن عليّ والوليد بن عقبة، عن زائدة، عن سماك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة:
أن بريرة خيرها النبي صلى اللّه عليه وسلم، وكان زوجها عبداً.
20- باب من قال: كان حرّاً
2235ـ حدثنا ابن كثير، أخبرنا أبو سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة
أن زوج بريرة كان حرّاً حين أعتقت، وأنها خُيِّرت، فقالت: ما أحبُّ أن أكون معه وإن لي كذا وكذا.
21- باب حتى متى يكون لها الخيار؟
2236ـ حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني، حدثني محمد يعني ابن سلمة عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر، وعن أبان بن صالح، عن مجاهد، وعن هشام بن عروة عن أبيه،
عن عائشة أن بريرة أُعْتِقَتْ وهي عند مغيث عبدٍ لآل أبي أحمد فخيَّرها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال لها: "إن قربك فلا خيار لك".
22- باب في المملوكين يُعتقان معاً، هل تخيَّر امرأته؟
2237ـ حدثنا زهير بن حرب، ونصر بن عليَّ، قال زهير: ثنا عبيد اللّه بن عبد المجيد، ثنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن وموهب، عن القاسم،
عن عائشة أنها أرادت أن تعتق مملوكين لها زوجين، قال: فسألت النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم عن ذلك، فأمرها أن تبدأ بالرجل قبل المرأة، قال نصر: أخبرني أبو علي الحنفي عن عبيد اللّه.
23- باب إذا أسلم أحد الزوجين
2238ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن رجلاً جاء مسلماً على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ثم جاءت امرأته مسلمةً بعده، فقال: يارسول اللّه، إنها قد كانت أسلمت معي، فرُدَّها عليّ.
2239ـ حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرني أبو أحمد، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
أسلمت امرأة على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فتزوجت، فجاء زوجها إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: يارسول اللّه إني قد كنت أسلمت وَعلِمَتْ بإِسلامي، فانتزعها رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم من زوجها الآخر، وَردها إلى زوجها الأول.
24- باب إلى متى تُردُّ عليه امرأته إذا أسلم بعدها؟
2240ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، ح وثنا محمد بن عمرو الرازي، ثنا سلمة يعني ابن الفضل ح وثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد، المعنى كلهم عن ابن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
ردَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ابنته زينب على أبي العاص بالنكاح الأول لم يحدث شيئاً، قال محمد بن عمرو في حديثه: بعد ستِّ سنين، وقال الحسن بن عليٍّ: بعد سنتين.
25- باب من أسلم وعنده نساء أكثر من أربع أو أختان
2241ـ حدثنا مسدد، ثنا هشيم، ح وثنا وهب بن بَقِية، أخبرنا هشيم، عن ابن أبي ليلى، عن حُمَيْضة بن الشمرذل، عن الحارث بن قبيس، قال مسدد: ابنُ عميرة، وقال وهب: الأسدي [قال: أسلمت وعندي ثمان نسوة، فذكرت ذلك للنبي صلى اللّه عليه وسلم، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم]: "اختر منهنَّ أربعاً".
قال أبو داود: وحدثنا به أحمد بن إبراهيم، ثنا هشيم بهذا الحديث، فقال: قيس بن الحارث، مكان الحارث بن قيس، قال أحمد بن إبراهيم: هذا هو الصواب، يعني قيس بن الحارث.
2242ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا بكر بن عبد الرحمن قاضي الكوفة، عن عيسى بن المختار، عن ابن أبي ليلى، عن حُميضة بن الشمرذل، عن قيس بن الحارث بمعناه.
2243ـ حدثنا يحيى بن معين، ثنا وهب بن جرير، عن أبيه قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب الجيشاني، عن الضحاك بن فيروز، عن أبيه قال:
قلت: يارسول اللّه، إني أسلمت وتحتي أختان، قال: "طلِّق أيتهما شئت".
- باب إذا أسلم أحد الأبوين مع من يكون الولد؟
2244ـ حدثنا إبراهيم بن موسى الرازيُّ، أخبرنا عيسى، ثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: أخبرني أبي،عن جدِّي رافع بن سنان أنه أسلم، وأبت امرأته أن تسلم، فأتت النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فقالت: ابنتي وهي فطيم أو شبهه، وقال رافع: ابنتي، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "اقعد ناحيةً" وقال لها: "اقعدي ناحيةً" قال: وأقعد الصبية بينهما، ثم قال: "ادعواها" فمالت الصبية إلى أمها، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "اللهمَّ اهدها" فمالت الصبية إلى أبيها فأخذها.
27- باب في اللعان
2245ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب أن سهل بن سعد الساعديَّ أخبره
أن عويمر بن أشقر العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي فقال له: ياعاصم، أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ سلْ لي يا عاصم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن ذلك، فسأل عاصم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المسائل، وعابها حتى كبُرَ على عاصم ما سمع من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما رجع عاصم إلى أهله جاءه عويمر فقال له: يا عاصم، ماذا قال لك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فقال عاصم: لم تأتِني بخير، قد كَرِهَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المسألة التي سألته عنها، فقال عويمر: واللّه لا أنتهي حتى أسأله عنها، فأقبل عويمر حتى أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو وسط الناس فقال: يارسول اللّه، أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "قد أنزل [اللّه] فيك وفي صاحبتك قرآناً فاذهب فأت بها" قال سهل: فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما فرغا قال عويمر: كذبت عليها يارسول اللّه إن أمسكتها، فطلقها عويمر ثلاثاً قبل أن يأمره النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم، قال ابن شهاب: فكانت تلك سنّةَ المتلاعنين.
2246ـ حدثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ الحراني، حدثنا محمد يعني ابن سلمة عن محمد بن إسحاق، حدثني عباس بن سهل [بن سعد]، عن أبيه
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لعاصم بن عدي: "أمسك المرأة عندك حتَّى تلد".
2247ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، ع سهل بن سعد الساعدي قال:
حضرت لعانهما عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة سنةً وساق الحديث، قال فيه: ثم خرجت حاملاً فكان الولد يدعى إلى أمه.
2248ـ حدثنا محمد بن جعفر الوَرْكاني، أخبرنا إبراهيم يعني ابن سعد [عن الزهري، عن سهل بن سعد] في خبر المتلاعنين، قال:
قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "أبصروها فإِن جاءت به أدعج العينين عظيم الأليتين فلا أراه إلا قد صدق، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرةٌ فلا أراه إلاَّ كاذباً" قال: فجاءت به على النعت المكروه.
2249ـ حدثنا محمود بن خالد الدمشقي، ثنا الفِريابي، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سهل بن سعد الساعدي بهذا الخبر قال:
فكان يدعى يعني الولد لأمه.
2250ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السَّرح، ثنا ابن وهب، عن عياض بن عبد اللّه الفهري وغيره، عن ابن شهاب، عن سهل بن سعد في هذا الخبر قال:
فطلَّقها ثلاث تطليقات عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأنفذه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وكان ما صُنِعَ عند النبي صلى اللّه عليه وسلم سُنَّةً.
قال سهل: حضرت هذا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فمضتِ السُّنة بعد في المتلاعنين أن يُفرَّقَ بينهما ثم لا يجتمعان أبداً.
2251ـ حدثنا مسدد ووهب بن بيان وأحمد بن عمرو بن السرح وعمرو بن عثمان قالوا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن سهل بن سعد، قال مسدد:
قال شهدت المتلاعنين على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة [سنة]؛ ففرَّق بينهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين تلاعنا، وتمَّ حديث مسدد، وقال الآخرون: إنه شهد النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فرَّقَ بين المتلاعنين، فقال الرجل: كذبت عليها يارسول اللّه إن أمسكتها.
[قال أبو داود: و] بعضهم لم يقل "عليها".
قال أبو داود: لم يتابع ابن عيينة أحدٌ على أنه فرَّق بين المتلاعنين.
2252ـ حدثنا سليمان بن داود [أبو الربيع] العتكي، ثنا فليح، عن الزهري، عن سهل بن سعد في هذا الحديث:
وكانت حاملاً فأنكر حملها، فكان ابنها يُدْعَى إليها، ثم جرت السُّنَّة في الميراث أن يرثها وترث منه ما فرض اللّه عزوجل لها.
2253ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال:
إنََّا لليلة جمعةٍ في المسجد إذ دخل رجل من الأنصار في المسجد فقال: لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فتكلَّم به جلدتموه، أو قتل قتلتموه، فإِن سكت سكت على غيظ، واللّه لأسألنَّ عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما كان من الغد أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسأله، فقال: لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فتكلََّم به جلدتموه، أو قتل قتلتموه، أو سكت سكت على غيظٍ، فقال: "اللهم افتح" وجعل يدعو فنزلت آية اللعان: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم} هذه الآية، فابْتُلِيَ به ذلك الرجل من بين الناس، فجاء هو وامرأته إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فتلاعنا فشهد الرجل أرْبَع شهاداتٍ باللّه إنه لمن الصادقين، ثم لعن الخامسة [لعنة اللّه] عليه إن كان من الكاذبين، قال: فذهبت لتلتعن، فقال لها النبي صلى اللّه عليه وسلم: "مَهْ" فأبت، ففعلت، فلما أدبرا قال: "لعلّها أن تجيء به أسود جعداً.
2254ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا ابن أبي عديٍّ، أخبرنا هشام بن حسان، قال: حدثني عكرمة، عن ابن عباس
أن هِلالَ بن أمية قَذَفَ امرأته عند النبيّ صلى اللّه عليه وسلم بِشَرِيكِ بن سَحْماء، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "البينة أو حدٌّ في ظهرك" فقال يارسول اللّه: إذا رأى أحدنا رجلاً على امرأته يلتمس البينة؟ فجعل النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول: "البينة وإلا فحدٌّ في ظهرك" فقال هلال: والذي بعثك بالحق [نبيًّا] إني لصادق، ولينزلنَّ اللّه في أمري ما يبرىء به ظهري من الحد، فنزلت: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلاّ أنفسهم} فقرأ حتى بلغ {من الصادقين} فانصرف النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأرسل إليهما فجاءا، فقام هلال بن أمية فشهد والنبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يقول: "[إن] اللّه يعلم أنَّ أحدكما كاذبٌ، فهل منكما من تائبٍ؟" ثم قامت فشهدت، فلما كان عند الخامسة {أن غضب اللّه عليها إن كان من الصادقين} وقالوا لها: إنها موجبة، قال ابن عباس: فتلكَّأت ونكصت حتى ظننا أنها سترجع فقالت: لا أفضح قومي سائر اليوم فمضت، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "أبصروها فإِن جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلج الساقين فهو لشريك بن سحماء" فجاءت به كذلك، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "لولا ما مضى من كتاب اللّه لكان لي ولها شأنٌ".
قال أبو داود: وهذا مما تفرَّد به أهل المدينة، حديث ابن بشار حديث هلال.
2255ـ حدثنا مخلد بن خالد الشعيري، ثنا سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أمر رجلاً حين أمر المتلاعِنَين أن يتلاعنا أن يضع يده على فيه عند الخامسة يقول: إنها موجبةٌ.
2256ـ حدثنا الحسن بن عليّ، ثنا يزيد بن هارون، ثنا عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
جاء هلال بن أمية وهو أحد الثلاثة الذين تاب اللّه عليهم فجاء من أرضه عَشِيّاً فوجد عند أهله رجلاً، فرأى بعينه وسمع بأذنه، فلم يهِجْه حتى أصبح، ثم غدا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: يارسول اللّه، إني جئت أَهلي عشاءً فوجدت عندهم رجلاً فرأيت بعيني وسمعت بأذني، فكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما جاء به، واشتدَّ عليه، فنزلت: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شُهَداءُ إلا أنفسهم فشهادة أحدهم} الآيتين كلتيهما، فسُرِّيَ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "أبشر يا هلال، قد جعل اللّه [عزوجل] لك فرجاً ومخرجاً" قال هلال: قد كنت أرجو ذلك من ربي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أرسلوا إليها" فجاءت، فتلا عليهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وذكرهما وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا، فقال هلال: واللّه لقد صدقت عليها، فقالت: قد كذب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لاعنوا بينهما" فقيل لهلال: اشهد، فشهد أربع شهاداتٍ باللّه إنه لمن الصادقين، فلما كانت الخامسة قيل له: يا هلال اتق اللّه فإِن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب، فقال: واللّه لا يعذبني اللّه عليها كما لم يُجلِدْني عليها، فشهد الخامسة أن لعنة اللّه عليه إن كان من الكاذبين، ثم قيل لها: اشهدي. فشهدت أربع شهادات باللّه إنه لمن الكاذبين، فلما كانت الخامسة قيل لها: إتقي اللّه فإِن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب، فتلكَّأت ساعة ثم قالت: واللّه لا أفضح قومي، فشهدت الخامسة أن غضب اللّه عليها إن كان من الصادقين، ففرَّق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بينهما وقضى أن لا يُدْعَى ولدها لأبٍ، ولا تُرْمَى ولا يُرْمَى ولدها، ومن رماها أوْ رمى ولدها فعليه الحد، وقضى أن لا بيت لها عليه ولا قوت من أجل أنهما يتفرقان من غير طلاق، ولا متوفَّى عنها، وقال: "إن جاءت به أصيهب أريصح أثيبج حمش الساقين فهو لهلالٍ، وإن جاءت به أورق جعداً جمالِيّا خدلج الساقين سابغ الأليتين، فهو للذي رميت به" فجاءت به أورق جعداً جمالياً خدلج الساقين سابغ الأليتين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لولا الأيمان لكان لي ولها شأنٌ" قال عكرمة: فكان بعد ذلك أميراً على مصر وما يدعى لأب.