قبل
أن يبدأ رمضان ويهل هلاله بخيراته ونفحاته الإيمانية يبدأ التحضير له، كل
فئة حسب طريقتها لجذب الصائمين وأشغالهم أو كما يقولون لتسليتهم من خلال
تلك المسلسلات والبرامج المختلفة والتي يتم الإعداد لها منذ أشهر لهذا
الشهر الفضيل، عندئذ تبدأ القنوات الفضائية بعرض بضائعها المختلفة على
شاشاتها لحجز أكبر عدد من الصائمين لمشاهدة تلك المسلسلات والبرامج والتي
تبدأ مع فجر أول يوم لرمضان إلى أيام العيد تلك المسلسلات والبرامج التي
أعدت خصيصاً للصائمين في رمضان، التي تصفد شياطين الجن فيه لتظهر لنا
شياطين الإنس خاصة تلك القنوات التي اشتهرت بتلك الأعمال والبرامج
والأغنيات الهابطة والتي تثير فيها غرائز الشباب وتعتمد على النصب
والاحتيال على اتصالاتهم ورسائلهم الهاتفية وعلى عري تلك الفتيات التي يتم
اختيارهن لعرض مفاتهن على الشاشة.
في الوقت نفسه نجد أن هناك قنوات ملتزمة إن كانت حكومية أو خاصة إلى جانب
القنوات الدينية التي تقدم تلك البرامج التي تهم الصائم وتعود بفائدة عليه
من خلال برامجها الرمضانية الهادفة والمفيدة.
ليست القنوات الفضائية وحدها التي تعد العدة للصائمين هناك العديد من
الفنادق التي طورت من برامجها بإعداد الخيام الرمضانية وتقديم المنوعات
والشيش بالإضافة إلى الأكل والطرب، ويعلنون عن برامج خاصة لتسلية الصائم
وكأن الصائم في حاجة إلى تسلية ورمضان شهر تسلية لا شهر قرآن وعبادة وعمل
وتراحم بين المسلمين ولجذب البعض إلى تلك الخيام التي أقاموها وما يتبعها
من تسالٍ لإشغالهم عن العبادة.
وفي الوقت نفسه تواصل المجمعات التجارية أيضا دعوة الصائمين الى برامجها
التي أعدتها ولصرف ما في جيوبهم وأما المجمعات الغذائية وتجار المواد
الغذائية والذين كانوا يكنزون هذه المواد ومتطلبات رمضان فهذا هو شهرهم
ليكنزوا المال بعد كنز المواد الغذائية واحتكارها وفرض أسعارها بحجة
الغلاء العالمي وتلك حجة واهية الدول المجاورة أفشلتها بعد أن شاع عن
عالمية الغلاء و كان المتضرر الوحيد هو المستهلك ولعل بعض المستهلكين
الذين يعتقدون بأن رمضان هو شهر الأكل تجدهم هم العنصر الأساسي الذي يشجع
هؤلاء الجشعين من التجار لاغتنام فرصة شهر رمضان بفرض أسعارهم. لذا أجد أن
إدارة حماية المستهلك تقع عليها عبئاً كبيراً في تحديد الأسعار والرقابة
الصارمة وتفعيلها وذلك منعاً لتلاعب بعض ضعاف النفوس من تجار المواد
الغذائية ومسؤولي المجمعات التجارية في أسعار المواد الغذائية خاصة تلك
التي يقبل عليها المستهلكون في رمضان.
أما المطاعم المنتشرة في أرجاء البلاد فحدث ولا حرج والتي بدأت تعلن عن
وجباتها المغرية تحتاج إلى رقابة جدية خاصة ونحن في فصل الصيف مع الحر
والحرارة وانتشار الأمراض الموبوءة فالرقابة الصحية وتشديدها تقع على
الجهات الصحية المسؤولية في مراقبة تلك المطاعم المنتشرة في البلاد إلى
جانب انتشار محلات الكباب والحلويات والتي يجب أن يشملها المزيد من
الرقابة والاهتمام من أجل الصحة العامة.
عجباً باسمك يا رمضان هؤلاء يبحثون عن المال ليكنزوه ليوهموا الصائمين
بأنهم يعدون العدة لهم ولتسليتهم وملأ بطونهم، وكأن قدومك يا رمضان تعب
وإرهاق وعذاب للصائمين، هذا ما يراه شياطين الإنس أو يعتقدون ذلك، وقد
تناسوا أن قدومك يا رمضان خير وبركة وأنك شهر عبادة وذكر وقرآن بل شهر
تتنزل فيه الملائكة فيك المغفرة والرحمة والعتق من النار.
أدعو الله أن يشملنا جميعاً من نفحاتك وأن يترك في نفوسنا الأثر العظيم
إلى طاعة الرحمن وإلى قيام الليل وصلة الأرحام وأفعال الخير وأن يغنينا عن
هؤلاء الذين أعدوا العدة لإشغالنا عنك وعن طاعة الرحمن ويهدينا ويهديهم
سواء السبيل.