أتى رمضــان مــزرعة العبــاد ... لتطـهير القلــوب
من الفســاد
فــأد حقــوقــه قــولا وفعــلا ... وزادك فــاتـخـذه إلى
الـمعــاد
فـمـن زرع الحبوب وما سقاها ... تـأوه نـادمـا يــوم
الـحصــاد
نقطة تحول ( هل نبدأ حياة جديدة في رمضان ؟!) تقريراً
كاملا
نقطة تحول
هل نبدأ حياة جديدة في رمضان
هل أنت بحاجة
إلى التغيير ؟
اسأل نفسك أولا : هل أنت
راضي عن وضعك الآن ؟ هل أنت
مقتنع بواقعك ؟ عبادتك ، عاداتك
تصرفاتك ، نظرتك للحياة ؟
حتى وزنك
؟
إذا كنت ترى أن هناك أمور لا
تعجبك .. فمعنى هذا أنك بحاجة إلى تغييرها
إلى شكل آخر يرضيك .
بعزم حديدي ..
وإرادة صخرية تتحطم فوقها أمواج
الأهواء ...
الإرادة .. ذلك المفتاح السحري لكل كنز ...
الإرادة .. إدارة
للذات في الطريق الصحيح .. ونحو هدف واضح ...
وقد سطرنا لنا التاريخ روائع
من القصص والأحداث .. استطاع أبطالها أن يغيروا أنفسهم
إلى الحلم .. سواء
دنيويا أو أخروياً ..
ماذا يعلمنا رمضان ؟
رمضان يعلمنا الإرادة .. فأنت
بإرادتك تركت الطعام
والشراب ولم يمنعك أحد منها إلا خوفا من الله .. إذاً
أنت
أردت ترك الطعام فاستطعت فخذي منه درسا .. وكما أنك
استطعت ختم القرآن في
رمضان فيمكنك ختمه في غيره
.. إرادتك بيدك ..
فهذا مصعب بن عمير .. كان
زينة الشباب .. في وقته .. جمع بين الرفاهية والنعومة والثراء .. وكان محط أنظار
الجميع ..
بعد أن دخل الإيمان في خلاياه .. استطاع تغيير واقعه نحو الهدف الأسمى
.. فعاف حياة الدعة والنعومة .. وعاش داعية زاهدا مجاهدا .. ولما استشهد لم يجدوا
ما يستروا به جسده النحيل إلا ثوبه القصير وأعوادا من عشب ..
وهذا عمر بن
عبد العزيز .. الخليفة العادل .. وضع خططا لحلم ظل يراوده وسعى له حتى تحقق .. يقول
:
في شبابي تاقت نفسي إلى فاطمة بنت عبد الملك .. فتزوجتها .. ثم تاقت نفسي إلى
إمارة المدينة المنورة فتوليتها .. ثم تاقت نفسي إلى الخلافة .. فحزتها .. ثم تاقت
نفسي إلى الجنة .. فأنا أسأل الله أن يرزقنها .
وهو لما حلم بهذه الأمور ربطها
بعمل جاد دؤوب مستمر ..
كشافات لإضاءة طريقك .. !
1 ـ التغيير مطلوب فيه جهد
البشر يقول الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. ) (
الرعد:11 )
2 ـ خلال فترة الانتقال والتغير .. إذا استطعت أن تتغلب على مقاومة
نفسك وصلت إلى مطلوبك ، أما إذا لم تستطيع فقد .. خسرت المعركة .. !!
3 ـ أكبر
عائق لك حين تريد تغيير نفسك هو .. أنت .. !!
الهمة الضعيفة والإرادة النائمة
هي من سيقطع عليك الطريق ..
4 ـ المسلم الجاد في رغبة التغير إذا وضعت نصب عينيك
هدف فستصل .. ستصل ..
وضعك لن يتغير إلا إذا .. أنت غيرته .
وليس هذا
فقط .. ولكننا نسمع ونرى العجيب من الهمم الشامخة .. فسمعنا بمن بدا تجارته من
الصفر .. حتى تحول في غضون أعوام إلى مليونير ..
ومن كان له جسد ثقيل تنوء عظامه
بحمل المئات من الكيلو غرامات .. كيف أذابها تحت حرارة العزيمة والإرادة الصادمة ..
وعجبنا مرات من أناس لم يبق لهم من الأطراف إلا ربعها كيف دخلوا في معمعات
الحياة .. وقارعوا الأصحاء وتغلبوا عليهم .. ونجحوا ..
* الصيام على ألسنة
الحكماء
* قيل للأحنف بن قيس : ( إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك فقال : إني
أعده لسفر طويل ، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه 0
*
قال وكيع الجراح ( رحمه الله ) في قوله تعالى ) كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى
الأيام الخالية ( الحاقة : 24 ، هي أيام الصيام إذ تركوا فيها الأكل والشرب
0
الحبيب يشد المئزر
- عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول
الله محمد صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل أيقظ أهله وشد المئزر
)
- وكان محمد صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في
رمضان .
كل إنسان له أحلام وكمال .. لكنه يكون هو السبب في تدميرها
أحيانا .. حين يميتها بالخور والخمول والكسل ..
ليكن دخول شهرنا الحبيب
رمضان العزة والصبر .. بداية التحول في حياتنا ..
ليكن دفعة قوية لتحقيق أهداف
محزنة في أدراج النسيان ..
خـــــل الـذنوب صغــــــــــيرها
وكبيرها ذاك الـتقى
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تـحـقـرن
صـغيرةً إن الجبـــــــالَ من الحـــــــــــصى
وما أحسن قول
القائل
:
رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانهـا
وترك الذنوب
حياة القلوب *** وخـير لنفسك عصيانهـا
ومن أراد السعادة فليلزم عتبة العبادة
، وليجتنب الإساءة ..يقول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه: ( لو طهرت
قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل ) و يقول الحسن البصري رحمه الله : ( إذا لم
تقدر على قيام الليل ، ولا صيام النهار ، فاعلم أنك محروم ، قد كبلتك الخطايا
والذنوب