الـعذاب إذا ابــتــســم..بقلمي..
ليلة اكتمال القمــر....."
كانت كل شهر تتمتع بتأمله على
الشاطئ أشعته التي تثقب سماء الليل كأنها تنسج خيوطا من الفضه على صفحة المياه الحالمه في صورة تولت وحدها النطق بألف لسان ولسان منظر آخاذ يحبس الأنفاس ابعد ما يكون عن الحقيقه يحمل قلبها ومشاعرها لعالم آخر يجعلها وبلا وعي منها ترمي بنفسها في أحضان المياه البارده لتحتضن القمر ......."
ولكن هذا الشهر لن تتمكن من إعادة تلك المغامره اللذيذه
إنه المرض ذلك اللص الذي تسلل إلى جسدها وسرق منه الصحه ليختطف بريق عينيها ويحل الدموع بديلا عنه ليكسوها ثوبا من الشحوب والنحول ....."
في ذلكـ المساء المتثائب بمنزلها قررت التسلل إلى الخارج
أصرت على قضاء الليل في الخارج تحت سحر القمر
احتجت عظامها على فكرة قضاء الليل هكذا ....
لكنها أصرت على ذلك بحرقة العاجز وغصة المحروم
كما كانت دائما تصغي لقلبها فقط تحقق جميع رغباته مهما كانت ....
تمددت على الكرسي بإسترخاء
تلاعبت نسمات الهواء بخصلات شعرها الذهبيه كما تلاعب ضوء القمر بدقات قلبها عندما
رفعت بصرها إليه
كم تعشقه........
منظره جعلها تحلق على أجنحة الخيال ....
وهنا راحت الأسئله تتلاطم في بحر افكارها
وكأن كتابا من الأوقات القديمه
يفتح أمامها
جاهدت كثيرا لمقاومة تيار الإحباط
لقد اصبح مجرد ذكر اسمه أمرا يبعث على المراره
كانت تتوخى الحذر وتنظر جيدا
أمامها حتى لاتتعثر عندما تمر بمحاذات ذكرياته ....
اسمته "الرجل السراب"
عندما كانت تعبد الطريق المؤدي إلى مشاعره ....
لم يرق له ذلك الإسم حينها
وكأنه ينفي عن نفسه أعظم صفاته!....
هكذا هو دائما يتسلل من نافذة
النسيان ليختبئ بدفاترها
تجده بكل سطر تقرأه بكل مكان تمر به متعلقا بذاكرتها بشكل يذهل الخلود
لااااااا....
لابد أنه سحر القمر من جره عنوة وزج به في ذاكرتها
نعم هو من جر ذكرياتهما عندما كانا يحترفان الحب ....
لكن الآيام ستتكفل بمحوه من ذكرياتها هكذا أيقنت
عندما بدأت أول دمعة بالنزول
معلنة شوقا حزينا فوق زوايا فمها...
هو أول من مزق ذلك الغشاء الرقيق الذي كان يغلف قلبها
كانت تصغي إليه بكل اهتمام كما لوكانت تستمتع بنغمات عود بلحن خليجي شجي...
كانت كلماته تحمل حنانا يلامس الخيال كان لايكف عن تمجيد حبه لها كيف لاتصدقه وهي المسكونة بأنفاسه...
عادت حمم الألم تغلي في جوارحها كيف لها أن تنساه وهو يسكن بداخلها ويراقب قلبها !..
كثيرة هي لحضات حبهما التي دونها العشق بدفاتره ....
كانا لا يكفان عن أختلاس المشاعر بين الحين والآخر
كانت مشاعرهما مجتمعه تضاهي الكون في قوتها ولكنها تبقى معلقة بنحر الخواطر
عادت مزاجية القدر لتشتتهما بعنف ...
هي عادت لمعاندت قدرها
عدته وطنها تبا لوطن يبلله الوهن ...
حري بها أن ترمي به عند أول قارعة غياب ...
هزت رأسها لتخرج منه هذه الفكره المستحيله بنظرها...
عادت تمعن النظر في السماء
خالته ذلك النجم الحزين هناك
جالت بنظرها حولها ليقع على تلك الورود التي تفيض بقطرات الندى ...
ابتسمت لنفسها قائله : الورود أيضا تبكي ....
لابد أنها شاركتني السباحة في نهر الذكريات هذه الليله
فعندما خرجت منه كانت مبلله تماما بدموعها مثلي...
ارخت رأسها وأغمضت عينيها لتسافر إلى دنيا الأحلام ...
تراقصت ذرات ذهبية من النور على وجنتيها وغمرتها أشعة السعاده الدافئه ...
عادت الشمس لتطل برأسها من جديد من خلف ستار الظلام
معلنة يوم جديد تنشر أشعتها في أرجاء المكان لتمد القمر
بالقوه للظهور من جديد ...."
" ....غـــ البشرــيـر...."