التخويف نوعان:
تخويف من المخلوق، وتخويف من الخالق، فأما التخويف من المخلوق فلا يصدر إلا من إنسان لا يملك الإيمان القوي بالله تعالى، ولو استقر الإيمان في قلبه لما خوَّف بمخلوق لا يملك الضر ولا النفع له مخلوق ليس له حول ولا قوة.
وأما التخويف من الله، فهو الحق، وهو المستحق سبحانه للخوف منه، لأنه هو وحده مالك النفع والضر، ومالك كل شيء، ولا يعجزه شيء في السماوات والأرض.
والفرق بين التخويفين، أن الأول ينتج عنه القلق، والفزع، والجزع، وجميع أنواع الخوف المسببة للكثير من الأمراض النفسية والجسدية.. خاصة لمن لا يملك إيماناً راسخاً، وأما التخويف من الله فإنه ينتج عنه الأمان والاستقرار والطمأنينة والشجاعة، والصلابة، والتحمل لأعباء الحياة، والهداية، والثبات، والابتعاد عن المعاصي، والكسل، وكل عائق يعوقك عن السير إلى الله تعالى.
ولهذا السبب فإن المغيرة بن مخادش عندما سأل الإمام الحسن البصري: "كيف نصنع بمجالسة أقوام يحدثوننا حتى تكاد قلوبنا تطير؟ فقال: أيها الشيخ، والله لأن تصحب أقواماً يخوفونك حتى تدرك أمناً، خيرٌ لك من أن تصحب أقواماً يؤمنونك حتى تلحقك