حفظ الجوارح ( القلب)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.. وبعد
كما نعلم جميعا فإن القلب ملك الجوارح
وما سمي القلب إلا من تقلبه والرأي يصرف بالإنسان أطوارا
فسمي القلب قلبا لكثرة تقلبه بالعقائد والأفكار والخواطر كما أنه كثير التقلب من حال إلى حال من هدي إلى ضلالة ومن إيمان إلى كفر أو نفاق عياذا بالله
قال تعالى( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)
وقال صلى الله عليه وسلم( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)
ومعلوم أن المرء بأصغريه.. قلبه ولسانه
يقول الحسن البصري رحمه الله ( داو قلبك فإن حاجة الله إلى عباده صلاح قلوبهم إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم)
ومن الأمور التي يتم بها صلاح القلب المجاهدة يقول ابن المنكدر( كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت لي)
ومما يصلح القلب كثرة ذكر الموت وزيارة القبور ورؤية الـمحتضرين فإنها اللحظات التي يخرج بها الإنسان من الدنيا ويفارق اللذات والشهوات والأهل والمال.. وينكسر الجبارون,, ويخضع المتكبرون..
ومما يحيي القلب مجالسة الصالحين الذين يذكرون الله عز وجل قال ابن القيم رحمه الله ( إن في القلب وحشة لا يذهبها إلا الأنس بالله وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وفيه فاقة لا يذهبها إلا صدق اللجوء إليه.. ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تذهب تلك الفاقة أبدا)
أختي اخي:
عليك بمجاهدة نفسك وحفظ قلبك.. وأكثر من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك..