سبق القدر رغبة بني البشر لا اعتراض في هذا وذاك
تخيل
في الليل تعانق وسادة صماء عمياء خرساء
وهي تعانق رجلا في ذاك المساء
هو رجلها شئت أم أبيت
بكيت أو عانيت
لا تقل شئنا بل قل القدر شاء
تخيل
أن تنام وشفتاك تعاني نقص رحيق الهوى
وهي شفتاها مبتلة من رحيق الجوى
مؤلما هذا الشعور
لكن تلك أمورا قد كتبت في صحائف الأقدار
والغيب قد استوى
تخيل
أنك في صحراء عطشا تتمنى قطرة من ماء
فإذا الماء يسكب عند شفتيك فلا يصلك سوى هواء
يغور في الأرض حسرتا فتبقى دون ارتواء
مؤلما هذا الشعور فسر يا صاحبي الماء بعد الجهد بالماء
تخيل
الليل والنهار الفجر والأسحار
تنقضي عليك دون وجودها
والأيام تتولى والعمر يمضي هباء
مؤلما هذا الشعور لدرجة البكاء
تخيل
تعشقها لحد البكاء
شوقا وحبا وتارة تعاني من بعض الجفاء
وتارة أخرى تجدها عندك
لكن محرما عليك كل شي فيها
فتستسلم لنوبة من البكاء
تخيل
أنا والشمس والقمر
يغيب الاثنين متى اليوم قد اكتمل
وتبقى أنت وحيدا تنتظرهما
لتشكوا مشاعر عشق لا تحتمل
تخيل
النجوم حين تأتلق
في السماء دون خوف أو قلق
فكل الخوف والقلق
سكنت فيك وضمتك بلهفة
تخيل
أن تعشقها عشق الأرض للمطر
عطشى حين يلوح الجدب في الأرض
ويختفي الزهر
أنا ياسادة في حبها أفوق عشق الأرض للمطر
تخيل
أبات الليل مبتل الجفون
شاخص البصر مبحلق العيون
حين يتراءى لي جسدها وقد حواه رجل لست أنا
بل من ناصبته الكره والعداء
فهو كان اسبق سطر حرف الألف
وأنا ياسادة قد اكتفيت بالنون
أحبها
وأنا في حبها أراهن أن لا يحبها مثلي أحد
أمها أو أبوها أو حتى زوجها
أحبها
وأنا من فرط حبها
أسميت الأماكن والزمان باسمها
البحر والليل وأماكن معها تخيلتها
ذات مرة ..
نقشت على يدي حروف اسمها
مبعثرة حروفها
لن تصدقوا إن قلت بأني في الصباح
وجدت أنه قد تشكل اسمها
وذات مساء أردتها
وبحثت عنها فلم أجدها
هنا وهناك لا اثر لها
فتشت عنها ذرات الهواء وخلايا الدماء
وأنا بين حين وأخر يخمد بي الرجاء
فأنزوي في ركن من أركان غرفتي
وأطلق لنفسي عنان البكاء __ بسخاء
حياتي بين أمرين
هما انتظار ورجاء
وغير هذا اختنــاق
كانتقاص الرئتين من الهواء
أنا اعلم بأني بائس كأي احد من البؤساء
أو كأقوام جياع
لا هم لهم سوى سد رمقهم أو كساء
اختلف عنهم بأن بؤسي لا ينتهي
لأنه وباختصار هي تصاريف أقدار
ليس بيدي تغير الأقدار
يا حبيبي كل شيء بقضاء
ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا
ذات يوم بعدما عز اللقاء
فإذا أنكر خــل خله
وتلاقينا لقـاء الغرباء
ومضى كل إلى غايته
لا تقل شئنا فإن الحظ شاء
إنها تصاريف الأقدار أيها السيدات والسادة