الدكتور عبدالعزيز الخويطر أورد حكاية ظريفة، فارسها قاضي تبوك، وفي مقدمتها قال: كنت بصحبة سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله في رحلة لتبوك، في برنامج إنشاء القواعد العسكرية، وفي انتظار أذان المغرب، قال مدير الشرطة، يا سمو الأمير دع الشيخ القاضي، يحكي قصته، مع زوجته غير المعلنة.
فقال الشيخ: إني تزوجت بخفية دون علم زوجتي الأولى، ولكنها أحسّت بذلك دون دليل، وصرت كلما أثارت الموضوع أقنعتها بأن ما تخيلته وهم، ثم اتفقت أنا وزوجتي الأخيرة على خطة لإقناعها، ولتنفيذ الخطة ذهبت هذه الزوجة، إلى بيتي وقت صلاة الظهر، وقالت لزوجتي الأولى: إني أريد أن أستشير الشيخ في أمرٍ ما.
فرّحبت بها الزوجة الأولى وقالت: انتظريه، فسوف يعود بعد الصلاة، عاد الشيخ من الصلاة، وأخبرته أن امرأة في الصالون تنتظره، فدخل ومعه زوجته الأولى، واستمع الشيخ لما لدى المرأة من أمر، يتلخص في أن لها زوجاً تحبّه ويحبّها، ولكنها لاحظت في الأيام الأخيرة، ما جعلها تشك أنه قد تزوج عليها. وفاتحته فأنكر، وأقنعها أن هذه وساوس الشيطان الذي لم يرضه الانسجام التام بيننا.
وكلما أثرت الموضوع معه، لأني لا أصبر، أقنعني بأن ما أتوهمه بعيد عن الحقيقة، فقال الشيخ بعدما انتهت الزوجة الثانية من حديثها: اسمعي يا بنتي، زوجك صادق، هذه وسوسة من وساوس الشيطان، يقدمها أمامه، إذا أراد أن يفسد بين المرء وزوجه، فاستعيذي منه، وأبعدي الشكوك من رأسك، ، ثم قال:
لماذا نذهب بعيداً، هذه زوجتي قد عشش إبليس في رأسها، وأوهمها بأني متزوج، وكلما قدمت لها الأدلة اقتنعت ولكنه لا يتركها، ويعود إلى وسوستها ثم تعود إلى المناكفة، وأنا أمامك الآن أقول: إن كان لي زوجة خارج هذه الغرفة، فهي طالق، فقفزت زوجته الأولى، وقبلت ركبتيه وقالت: ما بعد هذا شيء، سوف ادحر إبليس، ولن أقول لك كلمة واحدة بعد الآن.
فقال للزوجة الثانية، خذي من هذه عبرة وكل امرأة سعيدة مع زوجها، هي هدف الشيطان، فشكرته ووعدته أن تطوي صفحات هذا الموضوع...