يثرب
• وقد شاع اسم يثرب قديما حيث وجد في نقوش وكتابات تاريخية قديمة ، فقد ذكرت في جغرافية بطليموس باسم يثربا ، وفي النقوش السبئية كما عرفت ايضا بهذا الاسم من كلمة ( مدينتا ) التي تعني بالارامية ( الحمى ) ثم اختصرت فقيل لها المدينة ، ولم يرض رسول الله ( ص ) بتسميتها يثرب لانه لمح معنى التثريب ( وهو اللوم والتوبيخ ) فغير اسمها وسماها المدينة ، وبعد قدومه اليها من مكة اصبح اسمها مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
طابة
• عن جابر بن سمرة قال سمعت النَّبىَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يـقول: (( إنَّ الله تعالى سمَّى المدينةَ طابـَةَ )) .
• عن أبى حُميْدٍ الساعدى قال : خرجنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فى غزوة تبوك ، وساق الحديث وفيه : ثُمَّ أقبلنا حتَّى قدمـنا وادى القرى ، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( إنى مُسْرعٌ ، فمَنْ شـاء منكم فليُسرعْ معى ، ومَنْ شاء فليمكُثْ )) ، فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة ، فقال : (( هذه طابَةٌ )) .
طيبة
• عن زيد بن ثابت أن رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرج إلى أحُدٍ، فرجع أناسٌ خرجوا معه ، فكان أصحابُ رسولِ الله فيهم فرقتان : فرقةٌ تقول نقتلهم ، وفرقةٌ تقول لا ، فأنزل اللهُ (( فَمَا لكُمَ فى المُنَافِقينَ فِئتين )) ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنَّها طَيْبةُ ـ يعنى المدينة ـ ، وإنَّها تنفى الخبثَ كما تنفى النَّارُ خبثَ الفضَةِ )) .
والاسمان طيبة وطابة اسمان للمدينة مشتقان من الطاب والطيب ، وهى الرائحة الحسنة .
قال العلامة ابن منظور فى (( لسان العرب )) : (( الطَّاب : الطَّيِّبُ والطِّيبُ أيضاً ، يُقالان جميعاً . وشئٌ طابٌ أى طيِّبٌ، إما أن يكون فاعلاً ذهبـت عينه، وإما أن يكون فِعْلاً.
قال كُثيِّـرُ بن كُثيِّـرٍ النوفلى يمدح عمر بن عبد العزيـز :
يا عُمَــرَ بْنَ عُمَرَ بْنَ الخَطَابْ
مُقَابِلَ الأعَراقِ فى الطَّابِ الطَّابْ
بَيْنَ أبى الـعاصِ وآلِ الخطـَّابْ
إنَّ وُقُــوفـاً بفِـناءِ الأبـوابْ
يَدفعُـنِى الحَاجـبُ بعـدَ البوَّابْ
يَعْدِلُ عنْـدَ الحُرِّ قَـلْعَ الأنْيـابْ
قال ابن سِـيده : إنما ذهب به إلى التأكيد والمبالغة . ويُروى : فى الطَّيبِ الطابْ . وهو طيِّبٌ وطابٌ ، وهى طيِّبةٌ وطابَةٌ .
المدينة
وفي تسمية المدينة بهذا الاسم قولان:
الأول: وبه جزم قطرب وابن فارس أنها مشتقة من دان إذا أطاع، سـميت به لأنــه يُقام فيها طاعة وإليها. قال النابغة الجعدى:
بُعثتَ على البريَّة خيرَ داعٍ فأنتَ إمامُها والنَّاسُ دِيـنُ
الثانى: أنها مشتقة من مدن بالمكان إذا أقام ، والجمع مُدن ومدائن ومدايـن .
ومن أسماء المدينة
قال عمر بن شبة فى (( تاريخ المدينة )) : حدَّثنا مـحمد بن يحيى قال : لم أزل أسمع أن للمدينة عشرة أسماء هى :
المدينة
وطيْبَة
وطابة
والطَّيِّبة
والمسكينة
والعذراء
والجابرة
والمجبُورة
والمحبَّبة
والمحبُوبة
حدَّثنا محمد بن يحيى حدَّثنى عبد العزيز بن محمد الدراوردى عن أبى سهيل بن مالك عن أبيه عن كعب الأحبار قال : نجد فى كتاب اللَّه الذى أنزل على موسى أنَّ اللَّه قال للمدينة (( يا طيبة يا طابة يا مسكينة ، لا تقبلى الكنوز ؛ أرفع أجاجيرك على أجاجير القرى )) .
دعاء الرسول للمدينة
عن أبى هريرة قال : كان النَّاسُ إذا رأوا أوَّل الثمر جاءوا به إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فإذا أخذه قال : (( اللهمَّ بَارِكْ لنا فى ثمرنا ؛ وبَاركْ لنا فى مدينتنا ؛ وبَاركْ لنا فى صاعنا ؛ وبارك لنا فى مُدِّنا . اللهمَّ إنَّ إبراهيمَ عبدَك ونبيَّك ، وإنِّى عبدُك ونبيُّك ، وإنَّه دعاك لمكَّـة ، وإنَّى أدعُوك للمدينةِ بمثل ما دعاك به لمكَّـة ومثله معه )) . ثمَّ يدعو أصغرَ وليدٍ يراه ، فيُعْطِيه ذلكَ الثمَرَ .
عن أنس بن مالكٍ أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قـال : (( اللهمَّ بَاركْ لهمْ فى صاعهم وبَاركْ لهمْ فى مُدِّهم )) يعنى أهل المدينة .
عن أنسٍ قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( اللهمَّ اجعل بالمدينة ضِعْفَىْ ما بمكَّـة من البركةِ )) .
عن على بـن أبى طـالبٍ قـال : خـرجنا مـع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى إذا كُنَّا بالحرَّة بـالسقيا التى كانت لسعدٍ ؛ قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( ايْتـُونى بوضوءٍ )) . فلما توضأ قـام ، فاستقبل القبلة ثمَّ كبَّر ثمَّ قال : (( اللهمَّ إنَّ إبراهيمَ عبدَك وخليلَك دعاك لأهل مكَّـة ، وأنا محمَّدٌ عبدُك ورسـولُك أدعوك لأهل المدينة أن تباركَ لهم فى مُدِّهم وصاعهم ، مثل ما باركت لأهل مكَّـة مع البركة بركتين )) .
مع تحياتي عصام البشير