هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اكاديمية الحب Academy of Love
منهج الحب التعليمي الاول على مستوى العالم الذي يدرس الحب وفق مقرر كامل يشمل جميع جوانب الحب يالاضافة لاكبر مكتبة حب عربية أقواال وعبارات حب كتب وأشعار ومؤلفات صور رومانسية ومقاطع صوت وفيديو امسيات شعرية وحوارات ابحاث ودرسات وكل ماهو مفيد وشيق في عالم الحب
سلامة الصدر أهنأ لي وأرحب لي *** ومركب المجد أحلى لي من الزلل
إن نمتُ نمتُ قرير العين ناعمـها *** وإن صحوت فوجه السعد يبسم لي
وأمتطي لمراقي المجد مركبــتي *** لا حقد يوهن من سعيي ومن عملي
مُبرَّأ القلب من حقد يبطئـــني *** أما الحقود ففي بؤس وفي خطــل
إن الحقد حمل ثقيل يُتعب حامله ؛ إذ تشقى به نفسه ، ويفسد به فكره ، وينشغل به باله ، ويكثر به همه وغمه . ومن عجبٍ أن الجاهل الأحمق يظل يحمل هذا الحمل الخبيث حتى يشفي حقده بالانتقام ممن حقد عليه . إن الحقد في نفوس الحاقدين يأكل كثيراً من فضائل هذه النفوس ، فيربو على حسابها.
معنى الحقد
إذا نظرنا إلى الحقد وجدناه يتألف من: بُغض شديد، ورغبة في الانتقام مضمرة في نفس الحاقد حتى يحين وقت النَّيْل ممن حقد عليه. فالحقد إذاً هو إضمار العداوة في القلب والتربص لفرصة الانتقام ممن حقد عليه.
لقد امتدح الله المؤمنين الذين صفت نفوسهم ، وطهرت قلوبهم ، فلم تحمل حقدًا على أحد من المؤمنين : (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:8- 11].
وقد تضعف النفس أحيانًا فتبغض أو تكره ، لكن لا تستقر هذه البغضاء في نفوس المؤمنين حتى تصير حقداً ، بل إنها تكون عابرة سبيل سرعان ما تزول ؛ إذ إن المؤمن يرتبط مع المؤمنين برباط الأخوة الإيمانية الوثيق ؛ فتتدفق عاطفته نحو إخوانه المؤمنين بالمحبة والرحمة ، فهل يتصور بعد هذا أن يجد الغل والحقد إلى قلبه سبيلاً ؟
حكم الحقد
لقد عد بعض العلماء الحقد من كبائر الباطن التي ينبغي على المؤمن أن يتنزه عنها ، وأن يتوب إلى الله منها.
علاج الحقد
أما علاج الحقد فيكمُنُ أولاً في القضاء على سببه الأصلي وهو الغضب ، فإذا حدث ذلك الغضب ولم تتمكن من قمعه بالحلم ، تذكُّر فضيلة كظم الغيظ ونحوهما ، فإن الشعور بالحقد يحتاج إلى مجاهدة النفس والزهد في الدنيا ، وعليه أن يحذّر نفسه عاقبة الانتقام ، وأن يعلم أن قدرة الله عليه أعظم من قدرته ، وأنه سبحانه بيده الأمر والنهي لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه ، هذا من ناحية العلم ، أما من حيث العمل ، فإن من أصابه داء الحقد ، فإن عليه أن يكلف نفسه أن يصنع بالمحقود عليه ضد ما اقتضاه حقدُهُ ، فيبدل الذمَّ مدحاً ، والتكبُّر تواضعاً ، وعليه أن يضع نفسه في مكانه ، ويتذكر أنه يحب أن يُعامل بالرفق والوُدِّ فيعامله كذلك.
إن العلاج الأنجع لهذا الداء يستلزمُ أيضًا من المحقود عليه إن كان عادياً ( معتديا ) على غيره أن يُقلع عن غيِّه ويصلح سيرته ، وأن يعلم أنه لن يستلَّ الحقد من قلب خصمه إلا إذا عاد عليه بما يُطمئنه ويرضيه ، وعليه أن يُصلح من شأنه ويطيب خاطرَهُ ، وعلى الطَّرف الآخر أن يلين ويسمح ويتقبل العُذر ، وبهذا تموتُ الأحقادُ وتحلُّ المحبةُ والأُلفة.
من مضارِّ الحقد
قال بعض العلماء: ( .. إن فساد القلب بالضغائن داءٌ عُضالٌ ، وما أسرع أن يتسرب الإيمان من القلب المغشوش، كما يتسرب السائلُ من الإناء المثلوم ). إن الشيطان ربما عجز أن يجعل من الرجل العاقل عابد صنمٍ ، ولكنه - وهو الحريص على إغواء الإنسان وإيراده المهالك - لن يعجز عن المباعدة بينه وبين ربه ، حتى يجهل حقوقه أشد مما يجهلها الوثني المخرّف ، وهو يحتال لذلك بإيقاد نار العداوة في القلوب ، فإذا اشتعلت استمتع الشيطان برؤيتها وهي تحرق حاضرَ الناس ومستقبلهم ، وتلتهم علائقهم وفضائلهم ، ذلك أن الشر إذا تمكن من الأفئدة ( الحاقدة ) تنافر ودها ، وارتد الناس إلى حالٍ من القسوة والعناد ، يقطعون فيها ما أمر الله به أن يوصل ، ويفسدون في الأرض.
إن الحقد مصدرٌ دفين لكثير من الرذائل التي رهَّب منها الإسلام ، فالافتراء على الأبرياء جريمة يدفع إليها الكره الشديد ( الحقد ) ، وقد عدها الإسلام من أقبح الزور، أما الغيبة فهي متنفَّسُ حقدٍ مكظوم ، وصدر فقير إلى الرحمة والصفاء ، ومن لوازم الحقد سوء الظن وتتبع العورات، واللمز ، وتعيير الناس بعاهاتهم ، أو خصائصهم البدنية أو النفسية ، وقد كره الإسلام ذلك كله كراهيةً شديدةً.
إن جمهور الحاقدين تغلي مراجل الحقد في أنفسهم ، لأنهم ينظرون إلى الدنيا فيجدون ما تمنوه لأنفسهم قد فاتهم ، وامتلأت به أكفٌّ أخرى ، وهذه هي الطامة التي لا تدع لهم قرارًا ، وهم بذلك يكونون خلفاء إبليس - الذي رأى أن الحظوة التي كان يتشهَّاها قد ذهبت إلى آدم - فآلى ألا يترك أحداً يستمتع بها بعدما حُرمها ، وهذا الغليان الشيطاني هو الذي يضطرم في نفوس الحاقدين ويفسد قلوبهم ، فيصبحون واهني العزم، كليلي اليد ، وكان الأجدر بهم أن يتحولوا إلى ربهم يسألونه من فضله ، وأن يجتهدوا حتى ينالوا ما ناله غيرهم ، إذ خزائنه سبحانه ليست حِكراً على أحد ، والتطلع إلى فضل الله عز وجل مع الأخذ بالأسباب هي العمل الوحيد المشروع ، عندما يرى أحدٌ فضل الله ينزلُ بشخصٍ معين ، وشتان ما بين الحسد والغبطة أو بين الطموح والحقد.