مارك .. ذلك الفتى الأشقر .. يعمل حاليا مديرا عاما لإحدى الشركات الكبيرة في بريطانيا ..
عاش مارك في بيئة صحية ساعدته على التفوق والإبداع ..
فهو يلقى التشجيع دوما من والديه , ومن المجتمع حوله .. حتى أصبح واثقا من نفسه ..
فتقدم بخطأً واثقة وارتقا سلم المجد , فاستفاد منه المجتمع بأسره ..
لقد كان منهج والديه يعتمد على زرع الثقة فيه .. فهو دائما ما يسمع كلمات الثناء والتشجيع منهم ..
فكلمات : أنت قادر , وتستطيع , وحاول , لا تتردد , أنت قوي , أنت ذكي .. هي الكلمات التي تطرق مسامعه يوميا ..
وهذه الكلمات لها تأثير السحر عليه , فنشأ وهو يعتقد أنه قادر على فعل ما يريد , يحد أهدافه , ثم ينطلق إلى تحقيقها بكل ثقة ..
ليس لدى مارك أي مشكلة في مواجهة الجمهور , لذا هو متحدث لبق .. فقد عوده والداه على التحدث والانطلاق , وزرعوا فيه القدرة على التعبير فأبدع في خطاباته التي يلقيها على الجمهور في الاحتفالات والمناسبات الخاصة بالشركة ..
***
أحمد .. فتى أسمر .. يعمل حاليا في إحدى إدارات التربية والتعليم في وظيفة مكتبيه .. فشهادته الثانوية لم تسعفه في الحصول على وظيفة أفضل ..
نشأ أحمد في بيئة تجيد فن التحطيم .. فهو لا يسمع إلا عبارات التحقير , والاستهزاء ..
شعره المجعد كان السب وراء إطلاق لقب ( أبو الفلافل ) عليه ..
احدهم قال له ذات مره : شكلك تكد شعرك بمشط حديد لان المشط العادي يبي ينكسر من هالشعر الي كنه ليفة مواعين ..!!
في إحدى المرات طلبت منه أمه أن يحمل البن من المطبخ إلى السفرة ,, فتعثر الولد وسقط وانتثر البن , فضربت الأم صدرها وشهقت ثم هتفت :
- طول عمرك أرفل , الله يخلف علي بس ..!! أبوه في الجهة الأخرى يسمع صوت جلبه فيطل برأسه ويرى البن مسكوب فيقول :
- أكيد الي كابه هالدلخ , انا من شفت رأسه هالمثلث وأنا غاسل يدي منه ..!!
وهكذا تمضي الايام على الفتى أحمد .. لا يسمع فيها إلا :
( دلخ , غبي , أبو فلافل , رأسه مثلث , الله يخلف علينا بولد غيره , ما يعرف شيء , ثور , حمار .. الخ )
فنشأ احمد وهو مترد غير واثق من نفسه , ناقم على المجتمع بأسره , لقد أهدى والداه للمجتع شخصا متردد وسلبي ..
الخلاصة : مجتمعنا خير مجتمع يجيد فن التحطيم , وتكسير المجاديف
..
السؤال : هل عشت حياتك مثل ( مارك ) أو مثل ( أحمد ) ؟؟