سوء الظن من حُسن الفطن

بسم الله الرحمن الرحيم

مقولة نسمعها دائما ....

سوء الظن من حُسن الفِطن

هل يعني ذلك ان نُسيء الظن بالآخرين دوما ولو حسُنت نواياهم ؟؟؟؟

أم يتحتم علينا التعامل مع الآخرين بحيطة وحذر مبرر وغير مبرر ؟؟؟

التعامل السوي مع الناس ما كيفيته ؟

التعامل بحرية مطلقة لنشعرهم بقربهم منا وودنا لهم ؟

ام علينا الإحتفاظ بخطوط نقف عليها ولا نتخطاها ولا نسمح لأحد بتخطيها ؟؟

ام هي تختلف من شخص لآخر ؟

هذه المرة لن اكتب انا بل سأترك لمن اراد المجال لإبداء رأيه في هذه الأسئلة وردودها بصراحة ؟

تحياتي ................ نجاة

ملكة الحوار واستاذة الكلمة نجاة
حسن الظن من دين المسلم والاصل في التعامل هو حسن الظن
وكذلك الحيطة والحذر من أهم الامور
وكما يقال كل اناء بما فيه ينضح
فنتعامل مع الشخص كما نعرفه عنه
والغرباء طبعا بحذر شديد حتى نعرفهم تماما ومن ثم نتعامل معهم كما عرفناهم
هذا مالدي بختصار وادع التفصيل لبقية الاخوه
ولك مني أجمل تحية

اما بعد/
اختنا الفاضله : المشرفه العامه
دائما وابدا نبدأ بشكركم على طروحكم
سوء الظن من حسن الفطن هل هى غريزة بشريه أم مرض يصيب النفس الانسانيه ...اذا كانت غريزة بشريه كغرائز الخير والشر المتصارعه فى النفس البشريه وجب علينا ترويضها وأن نعمل على تغلب جانب الخير فى الانسان وطرق تأديب النفس البشريه معلومه لنا جميعا كما اوصانا الخالق تبارك وتعالى وبينها الرسول ..أما اذا عجزنا ان نغلب الخير فينا فما علينا الا ان نلتمس المعاذير ونعلق الامور على القضاء والقدر (وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) سوره السجده هكذا قال رب العزة تبارك وتعالى ولو شئنا
وبما ان الله كل شئ بمشيئته فهو بعلمه الازلى كتب على أن احمل فى نفسى بذور سوء الظن .....مهلا حتى افرغ ما فى جعبتى هذا اذا اردنا ان نقول انه غريزة بشريه
ولكن اذا كان مرضا يصيب النفس الانسانيه فما علينا الا ان نعرف الداء ونحدده ثم نصف الدواء وتعالوا معنا لنتأمل هل هناك دوافع تؤدى الى الاصابه بهذا المرض
حرى بنا ان نحدد ان سوء الظن هو شك بل هو فقدان الثقه بين الفرد والمجتمع ...ولنذكر اولا حادثتين عظمتين فى حياة نبى الاسلام (محمد صلى الله عليه وسلم )
اولا : حادثه الافك : وكلكم يعلمها جيدا وحاله الرسول الكريم مذ سماع الاقاويل وحاله الحزن التى سيطرت عليه بصفته انسان قبل ان يكون رسولا الى نزول ايات التبرئه من السماء فالاقوال والاشاعات هى السبب الاول للحاله التى كان عليها رسول الله وتأدبا منا لا يجب ان نقول حاله شك لانها احدى امهات المؤمنين ولكننى اتحدث عن الاسباب التى تؤدى الى استفحال سؤء الظن بالانسان ....ولولا انه رسول وهى ام المؤمنين ما نزلت ايه واحده ( احدى الدروس الخفيه فى القرأن الكريم )
وكان وراء حديث الافك عصبه من المنافقين الذين قيل عنهم انهم مسلمين
ثانيا : كلكم يعلم ايضا رأس المنافقين (عبد الله بن أبّى بن سلول ) وعدواته الخفيه للاسلام وقناع المحبه الزائف التى كان يرتديه للاسلام والمسلمون حتى وصل الامر برسول الله الى الاستغفار فكانت تلك الايه من سوره التوبه
اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80
ثم كان الامر الالهى بعدم الصلاة على احدا منهم ولا يقم على قبرة ( وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) درس خفى أخر من دروس القرأن الكريم
الى هنا نقف عند سوء الظن ونتقل الى حسن الظن الغريزة الطيبه او النفس السليمه الغير مريضه ...ولنقرأ فقط جزء من الاايه 12 من سورة الحجرات
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثمٌ) الى هنا نترك الحوار الدينى الذى نستدل به على قوة هذه الحكمه او ضعفها
1- نعود الى حديث الافك المشار اليه بعاليه ونؤكد انه لولا رسول الله ما نزلت ايه واحده لتبرئه ام المؤمنين ولو انه شخص اخر لنمت بذرة سوء الظن وكان الشك بعينه فلولا الاصل ما كان الفرع
2- أحسن الرسول الكريم الظن برأس المنافقين حتى انه منع ابنه من قتله بعد نزول ايات بينات من السماء تؤكد انه من المنافقين طمعا فى ان يهديه الله مع انه لا تبديل لكلمات الله وهو اعلم بمن ضل وهو اعلم بمن اهتدى
ولنستخلص حوارنا فى النفاق ولنعرف اولا ماهو النفاق ثم من هو المنافق ولماذا اعد الله له مكانا فى الدرك الاسفل من النار
النفاق : هو ان يكون الانسان ظاهرة عكس باطنه كقولنا يتظاهر بالاسلام وفى داخله لا يؤمن بتعاليم الاسلام ...
والمنافق هو الذى يصلى امام الناس ويصوم امام الناس ويزكى حتى يقال عنه انه رجل خير ويمسك مسبحه طولها سبعون ذراعا ويحج ويعتمر حتى يقال انه اكمل الفرائض المفروضه على المسلمين
ولماذا الدرك الاسفل من النار لانه يمشى بالفتنه ويسعى فى الارض فسادا ويخون الامانه وهو يرتدى زى الاسلام وينطق بأيات الله وهم هم من جعل الله لهم حد الحرابه عقابا لهم ....فكم بلغ عدد هؤلاء فينا بصريح القول هو من المسلمين ومحسوب عليهم ...تلك هى القضيه كم بلغ عدد هؤلاء بين ظهرنينا
اليس سوء الظن من حسن الفطن فى وجود هؤلاء وزياده عددهم ...اترك لكم الاجابه بعد الربط بين الحكمه محور الحديث وبين النفاق
اختنا الفاضله : المشرفه العامه سعدت بلقائى الاول بكم هنا وإن كان ليس بجديد عليكم ابداع الفكرة
دمتم بحفظ الله .....والسلام

تحياتي لملك الإحساس ..

وبما انّ الدين مناسب لكل زمان ومكان نجد الآن ان الحيطة والحذر المفروض ان تسبق حسن الظن الى ان يثبت العكس ..

فالحياة بتقدم والأخلاق بتراجع مما يضطرنا للحذر حتى لو سمي سوء ظن الى ان نفهم من نتعامل معه فنغير

مسار علاقاتنا ونصححه

لأن سوء الظن ممكن ان يتدارك ولكن ان احسنا الظن وعادت علينا بنتيجة سيئة قد لا نستطيع اصلاحها فلن يفيدنا

حينها حسن الظن

نتابع الردود والآراء ولنا عودة

ملك الإحساس

اشكرك جزيل الشكر والتقدير لمرورك الرائع ولك ..

خالص تحياتي

مليكتي
أهنئك على اختيارك الطرح الذي يجب ان يتخذه كثير من الناس دستورا لهم لنهم يفهمون المور على عكسها
واذا ماأحسنا لهم ينقلب أحساننا على رؤسنا
كما اتوجه بالشكر والتقدير للبارع المتالق في سماء النقاش السيد الفاضل محمد زاهر
فقد أثرى بفكره المستنير هذا الطرح بنهله من اكثر من معين ليزيد من روعة طرحك مستعينا بحادثة هي من أعظم الحوادث التي ابتلي بها المسلمون في عهد الحبيب صلى الله عليه وسلم الا وهي حادثة الافك التي كانت محورا مهما في حال الأمة
أشكركم جزيل الشكر

زائر

لاتعليق

محمد زاهر تحياتي ,,,,

من البديهي ان خلق الإنسان جمع بشخصيته النقيضان بكل شيء

الخير والشر .. الحسن والسيء .. الجمال والقبح .. وغيرها من الصفات

لم يُخلق شيطان بهيئة انسان ولا ملاك بهيئة انسان

من هنا نبدأ ..

طبيعة الإنسان والنفس البشرية اما ان تكون ضعيفة وبها مداخل كثيرة للشيطان واما ان تكون قوية ومحصّنة ولكن

هذا لا يعني انها محكمة , فقد يدخل بها الشيطان من ثغر صغير الا وهو اننا بشر

طرحت في ردك جانبين اولهم الديني والثاني الإجتماعي

حادثة الإفك التي لا تخفى على احد هي اكبر دليل على اننا مهما احسنّا الظن ومهما ملكنا من الثقة بمن حولنا الا

اننا في نقطة ما وفي موقف معيّن قد نضعف ونرخي تمسكنا بهذه الثقة ونستبدل الحسن بالسوء

رسولنا الكريم وقدوتنا وخير من خلق على الأرض من البشر لم يجزم على براءة عائشه.. لماذا ؟

هل لأن السيدة عائشة لا تستحق الثقة ولا يجدي معها حُسن الظن ؟

بالتأكيد لا ولكن صفة الفرد وخصوصا المسلم تتغلب عليه ببعض المواقف التي تمس جانب معيّن مثل ( الشرف )

فلو تخيلنا انّ السيدة عائشة أتهمت بشيء آخر غير ما اتهمت به لما كان هذا رد الفعل عند الرسول الكريم

اما من الناحية الإجتماعية فسوء الظن او حسنه يُفرض علينا من خلال تجارب نمر بها او نسمع بها عن غيرنا

بمعنى ..

لو تعرض انسان لخديعة اكثر من مرة وفهم طبيعة من يتعامل معهم واستمر بطبيعته كمحسن للظن اعتقد ان

هذا يسمى مغفّل وليس الطيب المحسن

والعكس صحيح ول اقتصر تعاملنا على من وجدنا بينهم الوفاء والإخلاص لتعاملنا مع الناس بحسن نية وحسن ظن

اذا هي نتاج خبرات نمر بها او نتعلمها من الغير

بالنسبة للمظهر فلا علاقة له ابدا بالحكم على الآخرين لا بسوء ولا بخير فليس بالضرورة من يلبس زي الإسلام

ويرتاد المساجد ان يكون من الصالحين ولا من كان لباسه عاديا بالضرورة ان يكون من الفاسقين

هذه المظاهر هي قشور للشخصية الحقيقية التي تسكن النفس ويستطيع اي شخص ان يختار لنفسه الشكل الذي

يحب ان يكون به امام الناس لإرضائهم وهذا هو المنافق

للأسف وللإجابة على سؤالك فقد كثرت هذه الشخصيات في مجتمعاتنا فاصبح المظهر اهم من الجوهر وهذا

ما استدعى فرض فكرة سوء الظن من حسن الفطن

محمد زاهر

لك مرور مميز اشكرك عليه ولك خالص التحية والتقدير

تحياتي للفارس ..

من المعتاد ان يحكم الناس على الأمور من مظهرها ولذلك قد يختلف الحكم على نفس الشخص من الناس

كلٌ حسب تفكيره ونيته

اعتقد والله اعلم ان كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته لم يقصد بها فقط من هم تحت وصاية الشخص ..

بالبداية تقع نفسه وترويضها وتحسين سلوكها تحت هذا البند لأنه المسؤول عنها

ولن اعلق على كلامك للمبدع محمد زاهر فلن اوفيه حقه من الشكر والتقدير

كما اقدم لك خالص تقديري وشكري على مرورك المميز دائما ويسبقه ..

اجمل تحية

تحياتي موج البحر ..

لن اقبل بمرورك الهاديء

اتمنى ان تتعالى امواجك قليلا لتخرج لنا دررا من اعماق بحرك

اجمل تحية