حين نتوه عن انفسنا

تحياتي اعزائي ـ،،،،

عندما نتوه عن انفسنا وحين نبحث عنها في داخلنا واستصعبنا الوصول اليها والتعرف عليها ،،

هل تسائلنا لماذا تهنا ؟

أين اضعناها ؟

في أي زحام ؟

انه احبائي زحام الشخصيات والوجوه المقنّعة كل يوم بقناع جديد وشخصية جديدة حتى لم نعد نذكر من كنّا اصلا ،،

هل تسائلت يوما ماذا سأفعل بنفسي حين اتعرف اليها ؟

هل ادعوها الى عشاء؟ هل نتبادل الأحاديث على طاولة مقهى أو على كرسي امام البحر ؟

حين اتعرف على نفسي ماذا سأقول لها ؟

مرحبا يا نفسي ،، كيفك وشو اخبارك ؟ وين كنتي ؟ وين هالغيبة

هل سأسألها ماذا تشربين ؟ ماذا ترغبين أم ايُ مائدة أفرش لك كي اكون عند حسن ظتك ؟

نقضي عمرنا ونحن نفتش عن انفسنا ولا نجدها في أكثر الأحيان ، وحين نلتقي وجها لوجه امام مرآة أو بعد صدمة ، نشعر بالغربة ، ونُدهش لأنّ ما كنا نبحث عنه كان يسكننا طوال الوقت ،،،

هوايتي منذ الطفولة مراسلة النفس في باب التعارف فمن الأولى ان اتعرف على نفسي اولاً قبل السعي الى معرفة الناس كتبت رسائل كثيرة ولكن ،،

لم أعرف يوماً عنوان لنفسي لذلك ،،،

كنتُ اكتب مشاعري وكان ساعي بريد يمضي الى عناوين مجهولة ولم يصلني يوماً أي جواب يطمئنني من نفسي ،،

حين تعرفتُ على نفسي أخيراً ،، عانقتها ، حضنتني ، نظرتُ اليها كغائبٍ عائد ، وصرتُ نادلاً وخادماً لها حتى اضجرتني ،،

أكتشفتُ بعد ذلك ،،

أن الطريق الى البيت أجمل من البيت ،،

وأنّ المشوار أجمل من الوصول ،،

وأنّ المفقود أجمل من حضوره وأنّ الغائب قد يبقى ساحراً وفاتناً ،،

لا شيء أجمل من الشجار مع النفس ، هو السؤال أبهى من الجواب ، وكلُ غائب عذرهُ معه لذلك ،،،

لن أشعر بالقلق على أي شيء مادي أو روحاني حتى لو كانت نفسي الضائعة ، ولن أبلغ أي مخفر ليفتش عنها ، ولن أضع إعلاناً تحت عنوان ،،،

خرجت نفسي ولم تعُد ،،،

أنا الذي ضيعت سنيني مع سبق الإصرار ، وأنا الذي تركتها تفلت مني ، بكامل وعيي ، لأنني أرغب في أن أكون مفتشاً ، تحرياً يترصّد آثار الضائع ،،

اضعتها في محاولتي للوصول لرضى الآخرين وإعجابهم ،،،

عزيزي ،،

لا تخف اذا لم تكن مطمئنا ولا تشعر بأمان ، تشاجر مع نفسك اولاً ثم تصالح معها ، لا تُسالم ، لا تستسلم لما انت عليه ، لا تركن ، لا تخمد ، لا تنطفيء ، قليل من الضياع يُنعش قلب الحياة ،، وقليل من السفر الى

اللآشيء ،، قد يوصلك الى المفقود ،،،

ليس مهماً أن تعرف نفسك ، المهم هو ان تتعرف نفسك اليك ، دع روحك تفتش عنك ، دع عمرك يدقُ بابك ، وافتح الباب والشباك والجدران ، ستجد أنُ ما تفتش عنه كان يحاورك طوال الوقت ، كان يطالبك ان

لا تخجل منه ، أن لا تُخفيه بوجوه أخرى هو أجمل منها ،،،،

ولكم تحية

فلسفة عميقة
قد لا يفهما الكل
لا بكل تاكيد قد مر بها الكل
فرحلة البحث طويلة وطرقها متعددة
وشاقة والأسوء من ذلك انها مجرد
سرآب
كم من الاوقات ضاعت
مع من لا يستحقها
انها تجربة الحياة
الذي يستفيد منها
يقول وبكل جراءة حان الوقت
لتمزيق كل الاقنعة الزائفة
من على وجوهنا اولا
ومن على وجوه الآخرين ثانيا
لاننا لم نعد ننخدع بها فقد لبسنها قبلهم
وعرفنا ان لحظة صدق واحدة
تساوي الف لحظة ولحظة بقناع مزيف

موضوعك دفعني للاسترسال والاطالة
تقبلي تحياتي

تحياتي لملك الإحساس ..

مهما عمقت فلسفتنا النفسية فستجد المرسى في نفوسنا وقلوبنا لأننا جميعا بشر مجتمعين على ان الراحة

والإطمئنان لا نحققه الا بالحقيقة ،، وجميعنا نبحث عن الطريق نفسه لأن لنا المطلب نفسه والحاجة نفسها

اتساءل كثيرا ..

ما الذي يدفعني (انا) للمجاملة مثلا

انا لا اطالب احد بمجاملتي بل بالعكس مهما كان الوجه الحقيقي فانه افضل كثيرا من القناع لأننا على الأقل

سنعرف مع من نتعامل

وانا كذلك ..

اواجه النقد الكثير والدائم ان لم اتجمل بقناع يناسب كل شخص للتعامل معه كما يرضيه ولكن ..

بالنهاية ما النتيجة ؟؟

اصبحت لا اعرف ما هو الوجه الحقيقي ،، هل هو الطيب المسامح ام هو الجاد القاسي

ماذا استفدتُ ممن تقنعت لإرضائهم ؟؟

لا شيء

اذا ..

علي ان ابقى واحافظ على وجهي الطبيعي ومن احبني وتقبلني كما انا فهو من احافظ عليه اما من يبحث فقط عن

المجاملات والزيف فلا يلزمني ولن يهمني رضاه

ملك الإحساس ..

اي طرح يلامس ما في نفوسنا تجده يمنحنا الحرية في التعبير والإسترسال لأننا كما قلت سابقاً جميعنا نبحث عن

الراحة ونسعى لها وجميعنا نتمنى ان نمتلك تلك الجرآة على نزع الأقنعة والعيش كما خلقنا الله بوجوهنا الحقيقية

التي هي بالتأكيد اجمل من اي وجه صناعي آخر نشكله لأنفسنا

اسعدني مرورك المميز وشرفني

لك كل الشكر والتقدير ومعه ...

اجمل تحية