للبطالة أسباب كثيرة. قد تكون عاطلا عن العمل لأسباب فردية أو شخصية. كأن يتم فصلك من العمل أو إعلان الشركة التى تعمل بها إفلاسها. وقد تكون نموذجا ممتازا للاجتهاد والطموح ولكن لظروف اقتصادية، اجتماعية، أو ثقافية اضطرتك أن تنضم لصفوف البطالة.
عامة أريد أن اطمئنك: أينما كنت فى أى مكان فى العالم، لست وحدك. ففى السعودية مثلا يعانى خريجو الجامعة وحتى أصحاب الخبرة من عدم توفر فرص العمل وذلك بسبب إصرار منشآت القطاع الخاص بغسل يدها من توظيف أبناء البلد على حساب توفير فرص عمل للوافدين وتقديم عروض مغرية لهم، ورغم تقديم وزارة العمل حل يسمى "السعودة" والذى كان من المفترض أن "يفرض" على القطاع الخاص توفير فرص للسعوديين فى بلادهم إلا أن القطاع الخاص لم يبد للأمر أهمية. وبحسب ما ذكرته جريدة عكاظ فى عددها 3237 الصادر فى 28 أبريل 2010 تحت عنوان "الوزارة تعترف لا فائدة.. الوافدون 8 أضعاف المواطنين فى القطاع الخاص" فقد ذكرت الجريدة (أنه بحسب تقرير لوزارة العمل فقد ارتفعت نسبة الاستقدام إلى 1.3 فى المائة بواقع 765.5 ألف سعودى فى مقابل 5.8 مليون وافد يعملون فى القطاع الخاص). كما نشرت جريدة الرياض مقالا لـ د.أنور أبو العلا تحت عنوان "السعوديون أقلية فى بلادهم" حلل فيه خبرا نشر فى نفس الجريدة بتاريخ 7 من أبريل 2010 (بأن هيئة الاستثمار السعودى نجحت فى استقطاب 143 مليار ريال من الاستثمارات الأجنبية. وفرت من خلاله 335 ألف وظيفة 27% للسعوديين بينما 73% منها للوافدين.) على حسب ما حلل الكاتب د.أنور أبو العلا فى مقاله.
هنا ورغم التناقض الغريب فى الأرقام، يجب توضيح أن طالبى العمل السعوديين عندما يطالبون بفرصة عمل فى بلادهم فهم لا يريدون طرد أو قطع أرزاق الغير ولكنهم فقط يطالبون القائمين على منشآت القطاع الخاص فى السعودية بأن يتم معاملتهم بالمثل مع الأخوة الوافدين وذلك من حيث العدد ومن حيث العرض المادى. ولا أظن أن هناك ظلما ولا جورا فى ذلك.
عموما، هذه كانت نبذة صغيرة عن بعض أسباب البطالة فى السعودية، ومن المؤكد أن الأسباب تختلف عند الحديث عن سوق العمل فى مصر. تتعدد الأسباب وتختلف ولكن هذه الأرقام إنما تثبت أنه حتى فى السعودية يعانى الشباب ويشتكى من البطالة كما الشباب المصرى.
ولكن عندما تأتى الأزمات فلا يسعك غير أن تحمد الله على كل حال. ثم تجتهد فى أن تنظر للأمور من زاوية مختلفة. وما أدراك فلعل بتصالحك من ظروفك تستطيع أن تستدل على نور الأمل فى نهاية النفق. ولكن قبل أن تنظر نتحدث عن الزاوية الأخرى: أ- تأكد أن الله هو الرزاق الكريم ومن كان رزقه على الله فلا يحزن. ب- تأكد بأنك قمت بطرق كل الأبواب وتركت لهم كل الوسائل ليتصلوا بك. والآن إليك أشياء كثيرة تستطيع أن تنعم بها وتبتسم حتى تعود للعمل:
1.اطبع لنفسك كارت أكتب عليه اسمك وتحته اكتب فى مكان الوظيفة (بنى آدم) كائن حى يعيش ويتعايش، حتى إذا قابلك أحد من المهوسيين بكروت أعمالهم ومركزهم الوظيفى، فقدم له أنت الآخر بطاقتك وابتسم ملء ثغرك.
2. بما أنك لا تحصل على راتب فى آخر الشهر، أذن هنا يجب أن يظهر الصديق فى وقت الضيق، بمعنى أن أصدقاءك الذين يعملون من واجبهم أن يدفعوا لك الحساب خاصة إذا أصروا أن تذهبوا للعشاء فى مكان فاخر. كلهم يشتركون فى دفع حسابك. واطلب عزيزى ما تشتهى فأنت فى أزمة ويجب أن تدلل.
3. استمتع بساعات نومك ولا تبال للأرق فطالما أن لا أحدا ينتظرك أن تكون على مكتبك فى الثامنة من كل صباح، فتمطع كيفما تشاء. ثم اتصل بمعارفك الذين فى العمل لتسألهم أن يفسروا لك أحلامك ولا تغلق السماعة قبل أن يستجيبوا لما تريد.
4. إن كان لديك رغبة دفينة منذ الصغر أن تصبح ممثلا أو مطرب. فخذ دورة فى التمثيل وحاول لربما ومن يدرى فقد يكون هذا قدرك أن تكون مشهورا. أو اعمل فيديو كليب. أو اكتب فيلما أو رواية. ممكن تضرب معاك والله أعلم.
5. كل من يعمل يشتكى بأن ليس لديه الوقت ليجلس مع أسرته أو أصدقائه. استثمر وقتك مع والديك. اطمئن على أصدقائك. ساعدهم فعليا. إذا كان أحد منهم لديه مشكلة مع خطيبته أو خطيبه. صالحهم. إذا كان أحد من أصدقائك يبحث عن عمل تطوع حتى تجد له فرصة وساعده. وتأكد أنك عندما تمد يد العون لغيرك وأنت فى أشد الحاجة لها، فإن شاء الله، سيكون هناك من يقدم لك العون أيضا.
6. على ذكر الصيف. يجب أن يكون لديك الحق بأن تأخذ إجازة من إجازتك مفتوحة المدة. تأكد أن خطتك الصيفية موضوعة إذا كنت فى مصر فالساحل الشمالى أو عين سخنة ومرادفاتهم. وفكر بينما يركض من يعمل حولك ليلحق يوما أو اثنين. أنت لديك الشهر كله عشان تاكل جندوفلى على البحر وتحلى بفريسكا.
7. هل تعرف اسم تلك الشركة التى طالما أردت العمل بها ولكنهم أبوا أن يعطوك أى فرصة؟ الآن لديك الوقت ولا شىء لتخسره. اظهر دون سابق إنذار على بوابة هذه الشركة وأنت فى كامل أناقتك. معروفة سيارة، ساعة، نضارة، واطلب فى ثقة وغطرسة مقابلة رئيس الشركة. وعندما تقابله اجلس أمامه وابتسم وابق بالنضارة الشمسية على عيناك. ثم ألق عليه قصيدة أمل دنقل "لا تصالح" : أترى حين أفقأ عينيك.. ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى؟ هى أشياء لا تشترى.. ثم انهض وغادر سريعا. ففى بعض من الجنون سعادة لا تشترى. وابتسم أينما كنت فأنت عاطل. كن مؤمنا بأن كل شىء نصيب واحمد الله. خلاصة القول "لا تعايرنى ولا أعايرك الهم طايلنى وطايلك".