واصطلاحا:
قال ابن مسكويه: الكرم إنفاق المال الكثير بسهولة من النّفس فى الأمور الجليلة القدر، الكثيرة النّفع «2».
وقيل: هو التّبرّع بالمعروف قبل السّؤال، والإطعام في المحل، والرّأفة بالسّائل مع بذل النّائل.
__________
(1) لسان العرب (7/ 3681- 3684). وانظر الصحاح (6/ 2019- 2021). ومختار الصحاح (568). وبصائر ذوي التمييز (3/ 343). ومقاييس اللغة لابن فارس (5/ 172).
(2) تهذيب الأخلاق لابن مسكويه (30).
وقيل هو: الإعطاء بالسّهولة.
وقيل: الكرم هو إفادة ما ينبغي لا لغرض فمن يهب المال لغرض جلبا للنّفع، أو خلاصا عن الذّمّ، فليس بكريم. فالكريم من يوصل النّفع بلا عوض «1».
معنى اسم اللّه (الكريم):
قال أبو حامد الغزاليّ: والكريم من أسماء اللّه تعالى؛ هو الّذي إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى، وإذا أعطى زاد على منتهى الرّجاء، ولا يبالي كم أعطى ولمن أعطى، وإن رفعت حاجة إلى غيره لا يرضى، وإذا جفي عاتب، ولا يضيع من لاذبه والتجأ. ويغنيه عن الوسائط والشّفعاء، فمن اجتمع له جميع ذلك لا بالتّكلّف، فهو الكريم المطلق وذلك للّه سبحانه وتعالى فقط. وقيل: الكريم: هو الكثير الخير، الجواد المعطي الّذي لا ينفد عطاؤه، وهو الكريم المطلق. والكريم:
الجامع لأنواع الخير والشّرف والفضائل. والكريم اسم جامع لكلّ ما يحمد، فاللّه- عزّ وجلّ- كريم حميد الفعال وربّ العرش الكريم العظيم «2».
أنواع الكرم:
قال الكفويّ: الكرم إن كان بمال فهو جود.
وإن كان بكفّ ضرر مع القدرة فهو عفو. وإن كان ببذل النّفس فهو شجاعة «3».
الكرم أخلاق محمودة وأفعال مشهودة:
قال الفيرزاباديّ- رحمه اللّه-: والكرم إذا وصف اللّه به فهو اسم لإحسانه وإنعامه، وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة.
الّتي تظهر منه، ولا يقال: هو كريم حتّى يظهر منه ذلك. قال بعض العلماء: الكرم كالحرّية، إلّا أنّ الحرّيّة قد تقال في المحاسن الصّغيرة والكبيرة، والكرم لا يقال إلّا في الكبيرة؛ كإنفاق مال في تجهيز جيش الغزاة، وتحمّل حمالة ترقأ بها دماء قوم. وقوله تعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ (الحجرات/ آية 13)، إنّما كان كذلك لأنّ الكرم الفعال المحمودة، وأكرمها ما يقصد به أشرف الوجوه، وأشرف الوجوه ما يقصد به وجه اللّه، فمن قصد به ذلك فهو التّقيّ. فإذا أكرم النّاس أتقاهم، وكلّ شيء يشرف في بابه وصف بالكرم، نحو قوله تعالى أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (الشعراء/ 7)، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (الواقعة/ 77).
وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً (الإسراء/ 23) «4».
الفرق بين الكرم والجود:
قال الكفويّ: الكرم يكون مسبوقا باستحقاق السّائل والسّؤال منه.
والجود: صفة ذاتيّة للجواد ولا يستحقّ بالاستحقاق والسّؤال، والجواد يطلق على اللّه تعالى
__________
(1) التعريفات للجرجاني (184) والإحياء للغزالي (3/ 246)، التوقيف على مهمات التعاريف لابن المناوي (281).
(2) لسان العرب (7/ 3861).
(3) الكليات للكفوي (53).
(4) بصائر ذوي التمييز (4/ 343، 344).
دون السّخيّ.
وقال أبو هلال العسكريّ: الجود: كثرة العطاء من غير سؤال من قولك: جادت السّماء إذا جاءت بمطر غزير، واللّه تعالى جواد لكثرة عطائه فيما تقتضيه الحكمة.
أمّا الكرم: فيتصرّف على وجوه: منها: العزّة، ومنها الفضل، ومنها الحسن، ومنها التّفضيل، ومنها:
السّيادة، ويجوز أن يقال: الكرم هو إعطاء شيء عن طيب نفس قليلا كان أو كثيرا، والجود سعة العطاء سواء أكان عن طيب نفس أو لا، ويجوز أن يقال:
الكرم هو إعطاء من يريد (المعطي) إكرامه وإعزازه، والجود قد يكون كذلك وقد لا يكون «1».
من معاني الكرم في القرآن الكريم:
1- الحسن، قال تعالى: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (النمل/ 29).
2- السّهل، قال تعالى: وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً (الإسراء/ 23).
3- الكثير، قال تعالى: وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً (الأحزاب/ 31).
4- العظيم، قال تعالى: رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (المؤمنون/ 116).
5- الفضل. ومنه قوله تعالى في (بني آدم): أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ (الإسراء/ 62). أي فضّلت عليّ، وفيها «2»: وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ (آية/ 70).
6- الصّفوح، ومنه قوله تعالى في (الانفطار) (آية 6) ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ «3».
[للاستزادة: انظر صفات: الإنفاق- الإيثار- الجود- السخاء- المسارعة في الخيرات- تفريج الكربات- المواساة- الإحسان- الصدقة- كفالة اليتيم.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: الأثرة- البخل الشح- الكنز- التفريط والإفراط].
__________
(1) الكليات للكفوي (353)، والفروق اللغوية لأبي هلال (167، 168) بتصرف.
(2) أي سورة الإسراء.
(3) المفردات للراغب (246) وبصائر ذوي التمييز (4/ 344، 345)، ونزهة الأعين النواظر (521، 522).
الآيات الواردة في «الكرم»
الكرم بمعنى الإحسان:
1- وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21) «1»
الكرم بمعنى عظمة القدر والشأن:
2- طسم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (4) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (6) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) «2»
3-* وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (53) إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (58) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (59) «3»
4- اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ (28) قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) «4»
5- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8)
خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)
هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (11) «5»
__________
(1) يوسف: 21 مكية
(2) الشعراء: 1- 7 مكية
(3) الشعراء: 52- 59 مكية
(4) النمل: 28- 31 مكية
(5) لقمان: 8- 11 مكية
6- كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (27) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (28) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ (29) «1»
7- مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11) «2»
8- إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18) «3»
الكرم بمعنى السهل:
9-* وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً (23) «4»
الكرم بمعنى الكثير:
10- يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
(4) «5»
11- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) «6»
__________
(1) الدخان: 25- 29 مكية
(2) الحديد: 11 مدنية
(3) الحديد: 18 مدنية
(4) الإسراء: 23 مكية
(5) الأنفال: 1- 4 مدنية
(6) الأنفال: 72- 75 مدنية
12- قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49)
فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (50) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (51) «1»
13- الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) «2»
14- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29) يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30)* وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً (31) «3»
15- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً (47) وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48) «4»
الكرم بمعنى العظمة:
16- قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)
قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)
قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) «5»
__________
(1) الحج: 49- 51 مدنية
(2) النور: 26 مدنية
(3) الأحزاب: 28- 31 مدنية
(4) الأحزاب: 41- 48 مدنية
(5) النمل: 38- 40 مكية
17- كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (26)
وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (27)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (28) «1»
18- فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (77)
تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (78) «2»
19- أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118) «3»
20- فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (80) «4»
21- عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)
أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (2)
وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)
أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (4)
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (5)
فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)
وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)
وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (8)
وَهُوَ يَخْشى (9)
فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)
كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ (11)
فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (12)
فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13)
مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14)
بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15)
كِرامٍ بَرَرَةٍ (16) «5»
الكرم بمعنى الفضل والشرف:
22- وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (61)
قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) «6»
23-* وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا (70) «7»
__________
(1) الرحمن: 26- 28 مكية
(2) الرحمن: 77- 78 مكية
(3) المؤمنون: 115- 118 مدنية
(4) الواقعة: 75- 80 مكية
(5) عبس: 1- 16 مكية
(6) الإسراء: 61- 62 مكية
(7) الإسراء: 70 مكية
24- يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) «1»
الكرم بمعنى الفضل:
25- فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)
وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (16)
كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17)
وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (18)
وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا (19)
وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا (20) «2»
26- اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)
خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (2)
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)
عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (5) «3»
الإكرام عاقبة المؤمنين في الجنة:
27- إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً (31) «4»
28- يس (1)
وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2)
إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3)
عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)
تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)
لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (6)
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (7)
إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8)
وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (9)
وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) «5»
29- وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)
اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (23)
إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24)
إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)
__________
(1) الحجرات: 13 مدنية
(2) الفجر: 15- 20 مدنية
(3) العلق: 1- 5 مكية
(4) النساء: 31 مدنية
(5) يس: 1- 11 مكية
قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26)
بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) «1»
30- وَما تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (44) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45)
بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48)
كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) «2»
31-* إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19)
إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20)
وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21)
إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)
الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (23)
وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)
لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)
وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)
وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27)
إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (29)
إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)
فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (31)
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (32)
وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (33)
وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (34)
أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) «3»
الكرم صفة الملائكة والنبيين:
32- إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ (15)
يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)
* وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) «4»
33- فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (38) وَما لا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (43) «5»
34- فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) «6»
__________
(1) يس: 20- 27 مكية
(2) الصافات: 39- 49 مكية
(3) المعارج: 19- 35 مكية
(4) الدخان: 15- 17 مكية
(5) الحاقة: 38- 43 مكية
(6) التكوير: 15- 21 مكية
35- يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (10) كِراماً كاتِبِينَ (11)
يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ (12) «1»
36-* وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) «2»
37- وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ (26)
لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) «3»
38- هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24)
إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) «4»
لا يكرم من يهن اللّه:
39- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (18) «5»
وصف الكافر بالكرم على سبيل
40- إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43)
طَعامُ الْأَثِيمِ (44)
كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)
كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)
خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (47)
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (48)
ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)
إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) «6»
__________
(1) الانفطار: 6- 12 مكية
(2) يوسف: 30- 31 مكية
(3) الأنبياء: 25- 28 مكية
(4) الذاريات: 24- 25 مكية
(5) الحج: 18 مدنية
(6) الدخان: 43- 50 مكيةويحبّ معالي الأخلاق، ويكره سفسافها «1»»)* «2».
5-* (عن أبي أسيد مالك بن ربيعة السّاعديّ رضي اللّه عنه- قال: بينا نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذ جاءه رجل من بني سلمة؛ فقال: يا رسول اللّه! هل بقي من برّ أبويّ شيء أبرّهما به بعد موتهما؟ قال:
«نعم، الصّلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرّحم الّتي لا توصل إلّا بهما، وإكرام صديقهما»)* «3».
6-* (عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: جاء رجل من بني الصّعق- أحد بني كلاب- إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فسأله عن عسب «4» الفحل فنهاه عن ذلك، فقال: «إنّا نكرم على ذلك «5»»)* «6».
7-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:
خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر- رضي اللّه عنهما- فقال: «ما أخرجكما من بيوتكما هذه السّاعة؟. قالا: الجوع. يا رسول اللّه! قال:
«وأنا. والّذي نفسي بيده لأخرجني الّذي أخرجكما، قوموا فقاموا معه. فأتى رجلا من الأنصار. فإذا هو ليس في بيته، فلمّا رأته المرأة، قالت: مرحبا وأهلا، فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أين فلان؟». قالت: ذهب يستعذب «7» لنا من الماء، إذ جاء الأنصاريّ فنظر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وصاحبيه، ثمّ قال: الحمد للّه، ما أحد اليوم أكرم أضيافا منّي، قال فانطلق فجاء هم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال: كلوا من هذه، وأخذ المدية «8» فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إيّاك والحلوب». فذبح لهم، فأكلوا من الشّاة. ومن ذلك العذق وشربوا؛ فلمّا أن شبعوا ورووا، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لأبي بكر وعمر- رضي اللّه عنهما-: «والّذي نفسي بيده! لتسألنّ عن هذا النّعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثمّ لم ترجعوا حتّى أصابكم هذا النّعيم»)* «9».
8-* (عن السّائب بن عبد اللّه- رضي اللّه عنه- قال: جيء بي إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يوم فتح مكّة جاء بي عثمان ابن عفّان وزهير فجعلوا يثنون عليه، فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تعلموني به قد كان صاحبي
__________
(1) السّفساف: الأمر الحقير والرديء من كل شيء، وهو ضد المعالي والمكارم، وأصله ما يطير من غبار الدقيق إذا نخل، والتراب إذا أثير.
(2) الحاكم (1/ 48) واللفظ له وقال: صحيح الإسناد. والطبراني في الكبير (6/ 181).، وقال العراقي في تخريج الإحياء: إسناده صحيح (3/ 344) وعزاه للخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي، وذكره الألباني في الصحيحة (3/ 336، 337). وصححه في صحيح الجامع (1801).
(3) أبو داود (5142) واللفظ له. وابن ماجة (3664). وأحمد (3/ 498). وابن حبان رقم (418). والحاكم (4/ 154) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وذكره الألباني في الصحيحة رقم (913).
(4) عسب الفحل: ماؤه فرسا كان أو بعيرا أو غيرهما وضرابه أيضا، ولم ينه عنهما بل نهى عن الكراء الذي يؤخذ عليه.
(5) أي يعطون عليه شيئا من باب الهدية والإكرام لا من باب الأجرة والثمن.
(6) النسائي (7/ 310) واللفظ له. وذكره الألباني في صحيحه (3/ 967) حديث (4357) وقال: صحيح.
(7) يستعذب الماء: أي يأتي بالماء العذب الصافي.
(8) المدية: السكين.
(9) مسلم (2038).في الجاهليّة». قال: قال: نعم، يا رسول اللّه، فنعم الصّاحب كنت. قال: فقال: «يا سائب! انظر أخلاقك الّتي كنت تصنعها في الجاهليّة فاجعلها في الإسلام. اقر الضّيف، وأكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك»)* «1»
9-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:
قيل للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: من أكرم النّاس؟. قال: «أكرمهم أتقاهم». قالوا: يا نبيّ اللّه، ليس عن هذا نسألك.
قال: «فأكرم النّاس يوسف نبيّ اللّه ابن نبيّ اللّه ابن نبيّ اللّه ابن خليل اللّه». قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال:
«أفعن معادن العرب تسألونني؟». قالوا: نعم. قال:
«فخياركم في الجاهليّة خياركم في الإسلام. إذا فقهوا «2»»)* «3».
10-* (عن عوف بن مالك الأشجعيّ رضي اللّه عنه- قال: صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على جنازة فحفظت من دعائه، وهو يقول: «اللّهمّ اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنّة وأعذه من عذاب القبر (أو من عذاب النّار)». قال: حتّى تمنّيت أن أكون أنا ذلك الميّت)* «4».
11-* (عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدويّ النّحل، فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة، فسرّي عنه، فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال:
«اللّهمّ زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنّا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنّا» ثمّ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنزل عليّ عشر آيات، من أقامهنّ دخل الجنّة» ثمّ قرأ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ حتّى ختم عشر آيات)* «5».
12-* (عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: كانت الأنصار يوم الخندق تقول:
نحن الّذين بايعوا محمّدا ... على الجهاد ما حيينا أبدا
فأجابهم (أي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم):
«اللّهمّ لا عيش إلّا عيش الآخرة. ... فأكرم الأنصار والمهاجره»)* «6».
13-* (عن ثوبان- رضي اللّه عنه- قال:
__________
(1) أحمد (3/ 425) واللفظ له وذكره الحافظ- في الإصابة (2/ 10) في ترجمته وقال لعله هو السائب بن أبي السائب وكان شريك النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، روى هذا أبو داود والنسائي وابن أبي شيبة. وقال الهيثمي في المجمع: رواه ابو داود باختصار، ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (8/ 190).
(2) معناه: أن أصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية إذا أسلموا وفقهوا فهم خيار الناس.
(3) البخاري- الفتح واللفظ له 6 (3374). ومسلم (2378).
(4) مسلم (963).
(5) الترمذي (3173) واللفظ له. وأحمد (1/ 34) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (1/ 255) حديث (223). والحاكم (535) وقال: صحيح ووافقه الذهبي.
(6) البخاري- الفتح 7 (3796) واللفظ له. ومسلم (1805).كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا انصرف من صلاته، استغفر ثلاثا وقال: «اللّهمّ أنت السّلام ومنك السّلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام»)* «1».
14-* (عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول عند الكرب: «لا إله إلّا اللّه العظيم الحليم، لا إله إلّا اللّه ربّ العرش العظيم، لا إله إلّا اللّه ربّ السّماوات وربّ الأرض وربّ العرش الكريم»)* «2».
15-* (عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الحلقة، ورجل قائم يصلّي، فلمّا ركع وسجد جلس وتشهّد ثمّ دعا فقال: اللّهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلّا أنت الحنّان بديع السّماوات والأرض ذا الجلال والإكرام، يا حيّ يا قيّوم. إنّي أسألك. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أتدرون بم دعا؟». قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: «والّذي نفسي بيده! لقد دعا اللّه باسمه العظيم الّذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى»* «3».
16-* (عن جرير بن عبد اللّه- رضي اللّه عنه- قال: لمّا بعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أتيته، فقال: «يا جرير! لأيّ شيء جئت؟». قال: جئت لأسلم على يديك، يا رسول اللّه! قال: فألقى إليّ كساءه ثمّ أقبل على أصحابه، وقال: «إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه».
وقال: وكان لا يراني بعد ذلك إلّا تبسّم في وجهي)* «4».
17-* (عن سعد بن أبي وقّاص- رضي اللّه عنه- قال: لمّا كان يوم فتح مكّة أمّن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم النّاس إلّا أربعة نفر وامرأتين، وقال «اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلّقين بأستار الكعبة». عكرمة بن أبي جهل، وعبد اللّه بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد اللّه بن سعد بن أبي السّرح. فأمّا عبد اللّه بن خطل، فأدرك وهو متعلّق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمّار بن ياسر، فسبق سعيد عمّارا وكان أشبّ الرّجلين فقتله، وأمّا مقيس بن صبابة فأدركه النّاس في السّوق فقتلوه. وأمّا عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصفة. فقال أصحاب السّفينة: أخلصوا فإنّ آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ههنا، فقال عكرمة: واللّه لئن لم ينجّني من البحر إلّا الإخلاص، لا ينجّينّي في البرّ غيره، اللّهمّ إنّ لك عليّ عهدا إن أنت عافيتني ممّا أنا فيه أن آتي محمّدا صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى أضع يدي في يده فلأجدنّه عفوّا كريما، فجاء فأسلم. وأمّا عبد اللّه ابن سعد بن أبي السّرح، فإنّه اختبأ عند عثمان بن عفّان، فلمّا دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم النّاس إلى البيعة جاء به حتّى أوقفه على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: يا رسول اللّه: بايع عبد اللّه، قال: فرفع رأسه
__________
(1) مسلم (591).
(2) البخاري- الفتح 11 (6346). ومسلم (2730) واللفظ له
(3) النسائي (3/ 52) وذكره الألباني وقال: صحيح (1/ 279) رقم (1233). وابن ماجة (3858). وأحمد (3/ 158) واللفظ له.
(4) ابن ماجة (3712) من حديث ابن عمر بدون القصة. وسنن البيهقي (8/ 168). وذكره الألباني في الصحيحة (3/ 204) رقم (1205) فانظره هناك فقد ذكر له طرقا كثيرة.فنظر إليه ثلاثا، كلّ ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث، ثمّ أقبل على أصحابه فقال: «أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟». فقالوا: وما يدرينا يا رسول اللّه ما في نفسك؟ هلّا أومأت إلينا بعينك؟ قال: «إنّه لا ينبغي لنبيّ أن يكون له خائنة أعين»)* «1».
18-* (عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما كان من صداق أو حباء «2» أو هبة قبل عصمة النّكاح «3» فهو لها، وما كان بعد عصمة النّكاح فهو لمن أعطيه أو حبي، وأحقّ ما يكرم الرّجل به ابنته أو أخته»* «4».
19-* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من أذنب فى الدّنيا ذنبا فعوقب به، فاللّه أعدل من أن يثنّي عقوبته على عبده، ومن أذنب ذنبا في الدّنيا فستر اللّه عليه وعفا عنه، فاللّه أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه»)* «5».
20-* (عن أبي بكرة- رضي اللّه عنه- قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من أكرم سلطان اللّه- تبارك وتعالى- في الدّنيا أكرمه اللّه يوم القيامة، ومن أهان سلطان اللّه- تبارك وتعالى- في الدّنيا أهانه اللّه يوم القيامة»)* «6».
21-* (عن أبي شريح العدويّ- رضي اللّه عنه- قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلّم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته «7»، قيل: وما جائزته يا رسول اللّه؟ قال: «يوم وليلة، والضّيافة ثلاثة أيّام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت»)* «8».
22-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر
__________
(1) النسائي (7/ 105، 106) واللفظ له. وقال الألباني: صحيح (2/ 853) رقم (3791). وأبو داود (2683).
(2) الحباء: العطيّة وهو ما يعطيه الزوج سوى الصداق بطريق الهبة، أو بلا تصريح بالهبة.
(3) قبل عصمة النكاح: أي قبل عقد النكاح.
(4) أبو داود (2129). والنسائي (6/ 120). وابن ماجة (1955) واللفظ له. وأحمد (2/ 182) وقال أحمد شاكر: اسناده صحيح (10/ 178) حديث (6709). والبيهقي (7/ 248).
(5) الترمذي (2626) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. وابن ماجة (2604). وأحمد (1/ 99) واللفظ له وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (2/ 118) رقم (577). والحاكم (2/ 455) وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم وأقره الذهبي.
(6) أحمد في المسند (5/ 242) والترمذي (4/ 2224) وابن أبي عاصم في السنة (2/ 478) وحسّنه الألباني والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 162) وهو حديث حسن بشواهده.
(7) أي يضاف ثلاثة أيام، ثم يعطيه ما يجوز مسافة يوم وليلة.
(8) البخاري- الفتح 10 (6019) واللفظ له. مسلم (48).فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت»)* «1».
23-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «المؤمن غرّ «2» كريم، والفاجر خبّ «3» لئيم»* «4».
24-* (عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رجلا أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلّا الماء. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من يضمّ أو يضيف هذا؟» فقال رجل من الأنصار: أنا. فانطلق به إلى امرأته، فقال: أكرمي ضيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقالت: ما عندنا إلّا قوت صبياني فقال: هيّئي طعامك وأصبحي «5» سراجك ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيّأت طعامها وأصبحت سراجها ونوّمت صبيانها، ثمّ قامت كأنّها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنّهما يأكلان، فباتا طاويين «6»، فلمّا أصبح غدا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: «ضحك اللّه اللّيلة أو عجب من فعالكما، فأنزل اللّه وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ (الحشر/ 9))* «7».
الأحاديث الواردة في (الكرم) معنى
25-* (عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: إنّا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية «8» شديدة، فجاءوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق فقال: أنا نازل. ثمّ قام وبطنه معصوب «9» بحجر، ولبثنا ثلاثة أيّام لا نذوق ذواقا. فأخذ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم المعول فضرب في الكدية، فعاد كثيبا «10» أهيل «11» أو أهيم. فقلت: يا رسول اللّه! ائذن لي إلى البيت، فقلت لا مرأتي: رأيت بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم شيئا ما كان في ذلك صبر. فعندك شيء؟. فقالت: عندي شعير وعناق.
فذبحت العناق «12» وطحنت الشّعير، حتّى جعلنا اللّحم بالبرمة «13». ثمّ جئت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم والعجين قد انكسر، والبرمة بين الأثافيّ «14» قد كادت أن تنضج، فقلت: طعيّم لي، فقم أنت يا رسول اللّه ورجل أو رجلان. قال: «كم هو؟». فذكرت له. فقال: كثير
__________
(1) البخاري- الفتح 10 (6018) واللفظ له. ومسلم (47).
(2) الغر: الرجل غير المجرب.
(3) الخب: الرجل الخداع.
(4) أبو داود (4790) واللفظ له وقال الألباني: صحيح (3/ 909). والترمذي (1964). والحاكم (1/ 43). والبخاري في الأدب المفرد (418) ص (151). وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 382). وذكره الألباني في الصحيحة (2/ 644) رقم (935). وقال محقق «جامع الأصول» (11/ 701): وهو حديث حسن.
(5) أصبحي السراج: يعني أوقديه.
(6) طاويين: جائعين.
(7) البخاري- الفتح 7 (3798) واللفظ له. ومسلم (2054).
(8) الكدية: القطعة الشديدة الصلبة من الأرض.
(9) معصوب: مربوط.
(10) كثيبا: رملا.
(11) أهيل: غير متماسك.
(12) العناق: أنثى المعز.
(13) البرمة: القدر.
(14) الأثافي: الحجارة التي توضع عليها القدور.
طيّب. قال: «قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التّنّور حتّى آتي. فقال: «قوموا». فقام المهاجرون والأنصار.
فلمّا دخل على امرأته. قال: ويحك، جاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم. قالت: هل سألك؟
قلت: نعم. فقال: «ادخلوا ولا تضاغطوا» «1». فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللّحم ويخمّر «2» البرمة والتّنّور إذا أخذ منه، ويقرّب إلى أصحابه ثمّ ينزع «3» فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتّى شبعوا وبقي بقيّة.
قال: «كلي هذا وأهدي، فإنّ النّاس أصابتهم مجاعة»)* «4».
26-* (عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهنّ شيئا. قالت الأولى:
زوجي لحم جمل غثّ على رأس جبل، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل. قالت الثّانية: زوجي لا أبثّ خبره، إنّي أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره. قالت الثّالثة: زوجي العشنّق، إن أنطق أطلّق، وإن أسكت أعلّق. قالت الرّابعة: زوجي كليل تهامة، لا حرّ ولا قرّ ولا مخافة ولا سآمة. قالت الخامسة:
زوجي إذا دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عمّا عهد. قالت السّادسة: زوجي إن أكل لفّ، وإن شرب اشتفّ، وإن اضطجع التفّ، ولا يولج الكفّ ليعلم البثّ. قالت السّابعة: زوجي غياياء أو عياياء طباقاء، كلّ داء له داء، شجّك أو فلّك أو جمع كلّا لك. قالت الثّامنة: زوجي المسّ مسّ أرنب، والرّيح ريح زرنب.
قالت التّاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النّجاد، عظيم الرّماد، قريب البيت من النّاد. قالت العاشرة:
زوجي مالك وما مالك، مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، وإذا سمعن صوت المزهر، أيقنّ أنّهنّ هوالك. قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع، فما أبو زرع، أناس من حليّ أذنيّ، وملأ من شحم عضديّ، وبجّحني فبجحت إليّ نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشقّ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط، ودائس ومنقّ، فعنده أقول فلا أقبّح، وأرقد فأتصبّح، وأشرب فأتقنّح. أمّ أبي زرع، فما أمّ أبي زرع؟، عكومها رداح، وبيتها فساح، ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع؟، مضجعه كمسلّ شطبة، ويشبعه ذراع الجفرة، بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها، وطوع أمّها، وملء كسائها، وغيظ جارتها. جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع؟ لا تبثّ حديثنا تبثيثا، ولا تنقّث ميرتنا تنقيثا، ولا تملأ بيتنا تعشيشا؛ قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمّانتين، فطلّقني ونكحها، فنكحت بعده رجلا سريّا، ركب شريّا، وأخذ خطّيّا، وأراح عليّ نعما ثريّا، وأعطاني من كلّ رائحة زوجا، وقال: كلي أمّ زرع، وميري أهلك، قالت: فلو جمعت كلّ شيء
__________
(1) ولا تضاغطوا: أي لا تزدحموا.
(2) يخمّر البرمة: أي يغطيها.
(3) ثم ينزع: أي يأخذ اللحم من البرمة.
(4) البخاري- الفتح 7 (4101). ومسلم (2039).أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع. قالت عائشة: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كنت لك كأبي زرع لأمّ زرع»)* «1».
27-* (عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: لمّا قدم المهاجرون المدينة من مكّة، وليس بأيديهم، (يعني شيئا)، وكانت الأنصار أهل الأرض والعقار، فقاسمهم الأنصار على أن يعطوهم ثمار أموالهم كلّ عام ويكفوهم العمل والمؤنة، وكانت أمّه أمّ أنس، أمّ سليم كانت أمّ عبد اللّه بن أبي طلحة، فكانت أعطت أمّ أنس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عذاقا «2». فأعطاهنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أمّ أيمن مولاته أمّ أسامة بن زيد. قال ابن شهاب: فأخبرني أنس بن مالك أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا فرغ من قتال أهل خيبر، فانصرف إلى المدينة، ردّ المهاجرون إلى الأنصار منائحهم «3»- من ثمارهم- فردّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى أمّه عذاقها، فأعطى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أمّ أيمن مكانهنّ «4» من حائطه «5»»)* «6».
المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في (الكرم)
28-* (عن جبير بن مطعم- رضي اللّه عنه- قال: بينما أسير مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ومعه النّاس مقفله «7» من حنين، فعلقت «8» النّاس يسألونه حتّى اضطرّوه إلى سمرة، فخطفت رداءه فوقف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: «أعطوني ردائي، لو كان لي عدد هذه العضاه «9» نعما لقسمته بينكم، ثمّ لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا»)* «10».
29-* (عن المقداد- رضي اللّه عنه- قال:
أقبلت أنا وصاحبان لي، وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد، فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فليس أحد منهم يقبلنا. فأتينا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فانطلق بنا إلى أهله، فإذا ثلاثة أعنز. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «احتلبوا هذا اللّبن بيننا». قال: فكنّا نحتلب فيشرب كلّ إنسان منّا نصيبه. ونرفع للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نصيبه ... الحديث)* «11».
30-* (عن سهل بن سعد- رضي اللّه عنه- قال: جاءت امرأة إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ببردة. فقال سهل للقوم: أتدرون ما البردة؟. فقال القوم: هي شملة.
__________
(1) البخاري- الفتح 9 (5189) واللفظ له. مسلم (2448). وسبق تفسير ألفاظه الغريبة في صفات سابقة عديدة فأغنانا ذلك عن إعادته هنا.
(2) العذاق: جمع عذق وهي النخلة.
(3) منائحهم: جمع منيحة والمنيحة هي المنحة.
(4) مكانهن: أي بدلهن.
(5) حائطه: أي بستانه.
(6) البخاري- الفتح 5 (2630) واللفظ له. ومسلم (1771).
(7) مقفله: زمان رجوعه.
(8) فعلقت: أي طفقت وأخذت.
(9) العضاه: شجر ذو شوك.
(10) البخاري- الفتح 6 (2821).
(11) مسلم (2055).
[b]فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها فقالت:
يا رسول اللّه! أكسوك هذه. فأخذها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فلبسها، فرآها عليه رجل من الصّحابة فقال: يا رسول اللّه ما أحسن هذه، فاكسنيها. فقال: «نعم». فلمّا قام النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لامه أصحابه، فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أخذها محتاجا إليها. ثمّ سألته إيّاها وقد عرفت أنّه لا يسأل شيئا فيمنعه. فقال: رجوت بركتها حين لبسها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لعلّي أكفّن فيها)* «1».
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الكرم)
1-* (قال حكيم بن حزام- رضي اللّه عنه-:
«ما أصبحت صباحا قطّ فرأيت بفنائي طالب حاجة قد ضاق بها ذرعا فقضيتها إلّا كانت من النّعم الّتي أحمد اللّه عليها، ولا أصبحت صباحا لم أر بفنائي طالب حاجة، إلّا كان ذلك من المصائب الّتي أسأل اللّه- عزّ وجلّ- الأجر عليها»)* «2».
2-* (قال جويرية بن أسماء: «قطع برجل بالمدينة فقيل له: عليك بحكيم بن حزام، فأتاه وهو في المسجد فذكر له حاجته، فقام معه، فانطلق معه إلى أهله، فلمّا دخل داره رأى غلمانا له يعالجون أداة من أداة الإبل، فرمى إليهم بخرقة معه فقال: استعينوا بهذه على بعض ما تعالجون، ثمّ أمر له براحلة مقتّبة محقّبة، وزادا»)* «3».
3-* (قال ابن عمر- رضي اللّه عنهما-:
«أهدي لرجل رأس شاة، فقال: إنّ أخي وعياله أحوج منّا إلى هذا فبعث به إليه، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر