الإساءة
الإساءة لغةً:
مَصْدَرُ قَوْلِهِمْ: أَسَاءَ يُسِيءُ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ مَادَّةِ (س و أ) الَّتِي تَدُلُّ عَلَى القُبْحِ، تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: رَجُلٌ أَسْوَأُ، وَامْرَأَةٌ سَوْأَءُ أَيْ قَبِيحَةٌ وَسُمِّيَتِ السَّيِّئَةُ سَيِّئَةً، وَسُمِّيَتِ النَّارُ سُوأَى لِقُبْحِ مَنْظَرِهَا، وَعُبِّرَ عَنْ كُلِّ مَا يَقْبُحُ بِالسُّوأَى وَلِذَلِكَ قُوبِلَ بِالْحُسْنَى، وَالسَّيِّئَةُ الفَعْلَةُ القَبِيحَةُ، وَهِيَ ضِدُّ الحَسَنَةِ وَقَدْ تَعَدَّدَتْ مَعَانِيهَا فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ.
وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ سَاءَهُ سَوْءًا (بِالفَتْحِ)، وَمَسَاءَةً وَمَسَائِيَةً، نَقِيضُ سَرَّهُ، وَتَقُولُ: هَذاَ رَجُلُ سَوْءٍ بِالإِضَافَةِ، ثُمَّ تُدْخِلُ عَلَيْهِ الأَلِفَ وَاللاَّمَ، فَتَقُولُ: هَذَا رَجُلُ السَّوْءِ.
وَأَسَاءَ إِلَيْهِ نَقِيضُ أَحْسَنَ إِلَيْهِ، وَيُقَالُ: فُلاَنٌ سَيِّءُ الاخْتِيَارِ، وَقَدْ يُخَفَّفُ مِثْلُ هَيِّنٍ وَهَيْنٍ، وَيُقَالُ: سُؤْتُ بِهِ ظَنًّا، وَأَسَأْتُ بِهِ الظَّنَّ وَتَقُولُ مِنَ السُّوءِ: اسْتَاءَ الرَّجُلُ عَلَى وَزْنِ افْتَعَلَ كَمَا تَقُولُ: اغْتَمَّ مِنَ الغَمِّ .
وَقَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ:يُقَالُ: أَسَأْتُ بِهِ، وَإِلَيْهِ، وَعَلَيْهِ، وَلَهُ، وَكَذَلِكَ أَحْسَنْتُ، وسَاءَ الشَّيْءُ يَسُوءُ سَوْءًا، فَهُوَ سَيِّءٌ إِذَا قَبُحَ، وَرَجُلٌ أَسْوَأُ: قَبِيحٌ، وَالأُنْثَى سَوْآءُ: قَبِيحَةٌ، وسَاءَهُ يَسُوءُه سَوْءً ا: فَعَلَ بِهِ مَا يَكْرَهُ. وَالسُّوءُ: الفُجُورُ وَالْمُنْكَرُ.
وَقَالَ سُبْحَانَهُ:{ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا } (الإسراء/7). وَأَسَاءَ الشَّيْءَ: أفْسَدَهُ وَلَمْ يُحْسِنْ عَمَلَهُ. وَأَسَاءَ فُلاَنٌ الخِيَاطَةَ وَالعَمَلَ .
السيئة اصطلاحًا:
(1/1)
________________________________________
قَالَ الكَفَوِيُّ: السُّوءُ (بِالضَّمِّ) يَجْرِي مَجْرَى الشَّرِّ، وَمِنْهُ مُقَدِّمَاتُ الفَاحِشَةِ مِنَ القُبْلَةِ وَالنَّظَرِ بِالشَّهْوَةِ(1).
وَقَالَ الرَّاغِبُ: السُّوءُ كُلُّ مَا يَغُمُّ الإِنْسَانَ مِنَ الأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالأُخْرَوِيَّةِ، وَمِنَ الأَحْوَالِ النَّفْسِيَّةِ وَالبَدَنِيَّةِ وَالخَارِجِيَّةِ(2) مِثْلُ فَوَاتِ مَالٍ أَوْ جَاهٍ أَوْ فَقْدِ حَبِيبٍ، وَقَدْ لَخَّصَ الفَيْرُوزَ آبَادِيُّ ذَلِكَ فَقَالَ: كُلُّ مَا يَغُمُّ الإِنْسَانَ فِي أُمُورِ الدَّارَيْنِ مِنَ الأَحْوَالِ النَّفْسِيَّةِ وَالبَدَنِيَّةِ وَالخَارِجِيَّةِ.
أَمَّا السَّيِّئَةُ، فَقَالَ الرَّاغِبُ: هِيَ الفَعْلَةُ القَبِيحَةُ(3)،وَمِنْ ثَمَّ تَكُونُ الإِسَاءَةُ: فِعْلَ أَمْرٍ قَبِيحٍ جَارٍ مَجْرَى الشَّرِّ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ غَمٌّ لإِنْسَانٍ فِي أُمُورِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، سَوَاءٌ أَكَانَ ذَلِكَ فِي بَدَنِهِ أَوْ نَفْسِهِ أَوْ فِيمَا يُحِيطُ بِهِ مِنْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ قُنْيَةٍ(4).
أقسام السيئة:
قِسْمَانِ:أَحَدُهُمَا بِحَسَبِ اعْتِبَارِ الشَّرْعِ والعَقْلِ ، الآخَرُ: بِحَسَبِ اعْتِبَارِ الطَّبْعِ.
أقسام الإساءة:
وَهِيَ تَنْقَسِمُ إِلَى أَقْسَامٍ، وَلِكُلِّ قِسْمٍ أَنْوَاعٌ:
القِسْمُ الأَوَّلُ: (الإِسَاءَةُ القَاصِرَةُ) وَهِيَ أَنْوَاعٌ:
__________
(1) الكليات (ص 2) .
(2) المفردات (2)
(3) المرجع السابق نفسه، وبصائر ذوي التمييز (3/8) .
(4) تم استخلاص هذا التعريف مما أوردته كتب المصطلحات عن السيئة والسوء .
(1/2)
________________________________________
الأَوَّلُ: التَّعَرُّضُ لأَذِيَّةِ اللهِ تَعَالَى، الثَّانِي تَخْرِيبُ الْمَسَاجِدِ، الثَّالِثُ: التَّهَاوُنُ بِالصَّلاَةِ، الرَّابِعُ سُوءُ الاسْتِمَاعِ، الخَامِسُ: تَقْلِيدُ الجَاهِلِ، السَّادِسُ: الجُلُوسُ فِي الطُّرُقَاتِ، السَّابِعُ: مُجَالَسَةُ أَهْلِ الشَّرِّ، الثَّامِنُ: الصُّوَرُ وَالكِلاَبُ فِي البُيُوتِ، التَّاسِعُ: التَّصْوِيرُ، العَاشِرُ: الفَزَعُ، الحَادِي عَشَرَ: اسْتِصْحَابُ الجَرَسِ وَالكَلْبِ، الثَّانِي عَشَرَ: اللَّعِبُ بِالنَّرْدِ، الثَّالِثَ عَشَرَ .
القِسْمُ الثَّانِي: (الإِسَاءَةُ القَوْلِيَّةُ وَالْفِعْلِيَّةُ) وَهِيَ أَنْوَاعٌ:
الأَوَّلُ: كَذِبُ الْمُلُوكِ، وَزِنَا الشُّيُوخِ، وَكِبْرُ الفُقَرَاءِ، وَالْمَلِكُ الكَذَّابُ، وَالعَائِلُ الْمُسْتَكْبِرُ وَالشَّيْخُ الزَّانِي مِمَّنْ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ،إِنَّمَا عَظُمَتْ ذُنُوبِ هَؤُلاَءِ لِضَعْفِ دَوَاعِيهِمْ إِلَى مَعَاصِيهِمْ .
القِسْمُ الثَّالِثُ: الإِسَاءَةُ الفِعْلِيَّةُ. وَهِيَ أَنْوَاعٌ:
الأَوَّلُ: هَجْرُ الْمُسْلِمِ، الثَّانِي: الإِشَارَةُ بِالسِّلاَحِ، الثَّالِثُ: كِتَابَةُ البَاطِلِ وَأَخْذُ الأُجْرَةِ عَلَيْهَا، الرَّابِعُ: إبَاقُ العَبْدِ، الخَامِسُ: إِيرَادُ الْمُمْرِضِ عَلَى الْمُصِحِّ، السَّادِسُ: تَعْرِيضُ مَالِ الْمَوْلَى عَلَيْهِ لِلضَّيَاعِ، السَّابِعُ: الدُّخُولُ بِغَيْرِ إِذْنٍ، الثَّامِنُ: جُلُوسُ الضَّيْفِ بَعْدَ الأَكْلِ، التَّاسِعُ: إِحْصَاءُ الْمَالِ وَإِبْقَاؤُهُ، العَاشِرُ: الاحْتِكَارُ وَعَنَتُ الشَّرِيكِ وَالجَارِ، الحَادِي عَشَرَ: الْمَطْلُ مَعَ اليَسَارِ، الثَّانِي عَشَرَ: الإِخْرَاجُ مِنَ الدِّيَارِ بِغَيْرِ حَقٍّ .
(1/3)
________________________________________
القِسْمُ الرَّابِعُ: الإِسَاءَةُ القَوْلِيَّةُ وَهِيَ أَنْوَاعٌ:
الأَوَّلُ: سَبُّ الْمُسْلِمِ، الثَّانِي: مُشَاحَنَةُ الْمُسْلِمِ، الثَّالِثُ: إِفْشَاءُ الأَسْرَارِ، الرَّابِعُ: الرَّغْبَةُ عَنِ الآبَاءِ وَالادِّعَاءُ إِلَى غَيْرِهِمْ، الخَامِسُ: الطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، السَّادِسُ: الْمِنَنُ وَتَنْفِيقُ السِّلَعِ بِالحَلِفِ، السَّابِعُ: الهَمْزُ وَاللَّمْزُ وَالنَّمِيمَةُ وَكَثْرَةُ الحَلِفِ، الثَّامِنُ: الشَّفَاعَةُ فِيمَا لاَ يَجُوزُ،التَّاسِعُ: التَّنَاجِي الْمُؤْذِي، العَاشِرُ: التَّنَاجِي بِالْمَعَاصِي، الحَادِي عَشَرَ: الأَمْرُ بِالْمُنْكَرِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمَعْرُوفِ .
معنى كلمة السوء في القرآن الكريم:
الْوَجْهُ الأَوَّلُ: بِمَعْنَى الشِّدَّةِ .
الْوَجْهُ الثَّانِي: بِمَعْنَى العَقْرِ .
الْوَجْهُ الثَّالِثُ: بِمَعْنَى الزِّنَا .
الْوَجْهُ الرَّابِعُ: بِمَعْنَى البَرَصِ .
الْوَجْهُ الْخَامِسُ: بِمَعْنَى العَذَابِ .
الْوَجْهُ السَّادِسُ: بِمَعْنَى الشِّرْكِ .
الْوَجْهُ السَّابِعُ: بِمَعْنَى الشَّتْمِ .
الْوَجْهُ الثَّامِنُ: بِمَعْنَى بِئْسَ .
الْوَجْهُ التَّاسِعُ: بِمَعْنَى الذَّنْبِ مِنَ الْمُؤْمِنِ .
الْوَجْهُ الْعَاشِرُ: بِمَعْنَى الضُّرِّ .
الْوَجْهُ الْحَادِي عَشَرَ: بِمَعْنَى القَتْلِ وَالهَزِيمَةِ .
السيئة في القرآن الكريم:
اْلوَجْهُ اْلأوَّلُ: بِمَعْنَى القَتْلِ وَالهَزِيمَةِ .
الْوَجْهُ الثَّانِي: بِمَعْنَى الشِّرْكِ .
الْوَجْهُ الثَّالِثُ: بِمَعْنَى قَحْطِ الْمَطَرِ، وَالْجَدْبِ، وَقِلَّةِ النَّبَاتِ .
الْوَجْهُ الرَّابِعُ: بِمَعْنَى العَذَابِ فِي الدُّنْيَا .
الْوَجْهُ الْخَامِسُ: بِمَعْنَى الأَذَى وَقَوْلِ الفُحْشِ .
وورد لفظ السيئات على خمسة أوجه في القرآن الكريم:
أَحَدُهَا: يَكُونُ بِمَعْنَى الشِّرْكِ. ……… ثَانِيهَا: يَكُونُ بِمَعْنَى العَذَابِ.
(1/4)
________________________________________
ثَالِثُهَا: يَكُونُ بِمَعْنَى الضُّرِّ. ……… رَابِعُهَا: يَكُونُ بِمَعْنَى الشَّرِّ.
خَامِسُهَا: يَكُونُ بِمَعْنَى الفَاحِشَةِ .
الآيات الواردة في "الإساءة"
الإساءة بيان لأفعال وأقوال المسيئين :
{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاَءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ(49)}(1)
{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا(78)مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنْ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا(79)}(2)
{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(37)}(3)
{إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَهُمْ فَرِحُونَ(50)}(4)
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(102)}(5)
__________
(1) البقرة : 49 مدنية
(2) النساء : 78 – 79 مدنية
(3) التوبة : 37 مدنية
(4) التوبة : 50 مدنية
(5) التوبة : 102 مدنية
(1/5)
________________________________________
{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاَ أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ(24)وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(25)}(1)
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ الْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ(6)}(2)
{لاَ جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ(23)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ(24)لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ(25) }(3)
{وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ(33)}(4)
آيات (الإساءة) فيها للتنفير والبراءة منها ومن المتصفين بها :
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّبًا وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(168)إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(169)}(5)
__________
(1) يوسف : 24 – 25 مكية
(2) الرعد : 6 مدنية
(3) النحل : 24 – 25 مكية
(4) العنكبوت : 33 مكية
(5) البقرة : 168 – 169 مدنية
(1/6)
________________________________________
{وَلاَ تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلاً(22)}(1)
{لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا(148)إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا(149)}(2)
{قُلْ لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(188)}(3)
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لاَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ(53)}(4)
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ(58)يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ(59)لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(60)}(5)
{وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً(32)}(6)
{قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنْ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا(17)}(7)
__________
(1) النساء : 22 مدنية
(2) النساء : 148 – 149 مدنية
(3) الأعراف : 188 مكية
(4) يوسف : 53 مكية
(5) النحل : 58 – 60 مكية
(6) الإسراء : 32 مكية
(7) الأحزاب : 17 مدنية
(1/7)
________________________________________
{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ(24)}(1)
الإساءة في سياق الجزاء :
{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(81)}(2)
{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ(30)}(3)
{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا(31)}(4)
{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا(110)}(5)
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ(29)}(6)
{وَأَقِمْ الصَّلاَةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ(114)}(7)
{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ(45)}(8)
__________
(1) الزمر : 24 مكية
(2) البقرة : 81 مدنية
(3) آل عمران : 30 مدنية
(4) النساء : 31 مدنية
(5) النساء : 110 مدنية
(6) الأنفال : 29 مدنية
(7) هود : 114 مكية
(8) النحل : 45 مكية
(1/8)
________________________________________
{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا(7)}(1)
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ(45)قَالَ يَاقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(46)}(2)
{رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(8)وَقِهِمْ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِي السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(9)}(3)
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ(46)}(4)
{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ(25)}(5)
{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى(31)}(6)
الأحاديث الواردة في ذَمِّ "الإساءة"
__________
(1) الإسراء : 7 مكية
(2) النمل : 45 – 46 مكية
(3) غافر : 8 – 9 مكية
(4) فصلت : 46 مكية
(5) الشورى : 25 مدنية
(6) النجم : 31 مكية
(1/9)
________________________________________
1 - *( عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِJ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ. كَبَّرَ ثَلاَثًا ثُمَّ قَالَ: [{سُبْحَنَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ *وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} (الزخرف/ 3ـ1) اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى. اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ] وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ:[ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ])*(1).
2 - *( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ J يَقُولُ: [إِذَا أَسْلَمَ العَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ يُكَفِّرُ اللهُ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ كَانَ زَلَفَهَا(2)، وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ القِصَاصُ. الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا، إِلاَّ أَنْ يَتَجَاوَزَ اللهُ عَنْهَا])*(3).
3 - *( عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عَنِ النَّبِيِّ J، قَالَ: [إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا])*(4).
__________
(1) مسلم (2).
(2) زلفها: أي اقترفها وفعلها .
(3) البخاري ـ الفتح 1(1)واللفظ له. ومسلم (9).
(4) مسلم (9).
(1/10)
________________________________________
4-*(عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ J يَسْأَلُهُ عَنِ الوُضُوءِ فَأَرَاهُ الوُضُوءَ ثَلاَثًا ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ: [هَكَذَا الوُضُوءُ. فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا، فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ])*(1).
5 - *( عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ J، وَهُوَ يُوعَكُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوعَكُ(2) وَعْكًا شَدِيدًا قَالَ: [أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ] قُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ. قَالَ: [أَجَلْ، ذَلِكَ كَذَلِكَ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ(3) الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا])*(4).
6 - *( عَنْ عَبْدِاللهِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللهِ J [كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ وَإِذَا أَسَأْتُ؟. قَالَ النَّبِيُّ J: [إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: أَنْ قَدْ أَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ أَسَأْتَ])*(5).
__________
(1) النسائي (1/8) وقال الألباني: حسن صحيح (1/0) (6). وأبو داود(5). وابن ماجة (2)
(2) توعك: الوعك قيل هو: الحمى . وقيل: ألمها.
(3) تحط: تلقيه منتثرًا .
(4) البخاري - الفتح 0(8)واللفظ له. ومسلم (1).
(5) ابن ماجة(3) وفي الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
(1/11)
________________________________________
7 - *( عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ:يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الجَاهِلِيَّةِ. قَالَ: [مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلاَمِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلاَمِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ)*(1).
8 - *( عَنْ أَبِي ذَرٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ J: [اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ])*(2).
9-*( عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ J مُعْتَكِفًا، فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلاً، فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي، وَكَانَ سَكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ J أَسْرَعَا. فَقَالَ النَّبِيُّ J: [عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ]. فَقَالاَ: سُبْحَانَ اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: [إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءً ا] أَوْ قَالَ: [شَيْئًا])*(3).
__________
(1) البخاري ـ الفتح2(1) واللفظ له. ومسلم (0).
(2) الترمذي (7) وقال: حديث حسن صحيح، ورواه أحمد(5/153).
(3) البخاري ـ الفتح 6(1) واللفظ له. ومسلم (5).
(1/12)
________________________________________
10 - *( عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ J يَعْنِي مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لأَصْحَابِهِ: هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا؟.. الحَدِيثُ وَفِيهِ [وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ J، وَأَمَّا الوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الفِطْرَةِ] قَالَ:فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَارَسُولَ اللهِ، وَأَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J: [وَأَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ. وَأَمَّا القَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرًا مِنْهُمْ حَسَنٌ وَشَطْرًا قَبِيحٌ، فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا(1) تَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُمْ])*(2).
11 - *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلِمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلِمَتِهِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ)*(3).
الأحاديث الواردة في ذَمِّ "الإساءة" معنًى
__________
(1) هكذا فى الأصل: بنصب [شطر] ورفع [قبيح وحسن وليس له وجه واضح وقد رواه النسفي والاسماعيلي برفع الجميع .. وهو الراجح لاسيما وأن كان هنا تامة، والجملة فى محل نصب حال .. ينظر فتح البارى (2/6).
(2) البخاري - الفتح2(7) واللفظ له. مسلم (5).
(3) البخاري ـ الفتح 5(9).
(1/13)
________________________________________
12- *(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ J يَقُولُ: [أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا، مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ؟. قَالُوا: لاَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ(1) شَيْئًا. قَالَ: [فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الخَطَايَا])*(2).
13 - *( عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَمَّا كَانَ رَسُولُ اللهِ J يَدْعُو بِهِ اللهَ. قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: [اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ])*(3).
14 - *( عَنْ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِJ: [كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ])*(4).
15 - *( عَنْ ثَوْبَانَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِJ: [لاَ يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلاَّ البِرُّ، وَلاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِخَطِيئَةٍ يَعْمَلُهَا])*(5).
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في ذَمِّ "الإساءة"
__________
(1) درنه: أي وسخه.
(2) البخاري ـ الفتح 2(8) واللفظ له. ومسلم (7).
(3) مسلم (6).
(4) الترمذي (9). وابن ماجة (1) واللفظ له. وحسنه الألباني، صحيح الجامع (1).
(5) الترمذي (9)وقال:حديث حسن.وابن ماجة 1(0) وحسنه الألباني،صحيح ابن ماجة (3)واللفظ له .
(1/14)
________________________________________
1*(قَالَ عَبْدُاللهِ بْنُ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: [مَا أَظُنُّ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ حُزْنُ عُمَرَ يَوْمَ أُصِيبَ عُمَرُ إِلاَّ أَهْلَ بَيْتِ سُوءٍ. إِنَّ عُمَرَ كَانَ أَعْلَمَنَا بِاللهِ، وَأَقْرَأَنَا لِكِتَابِ اللهِ، وَأَفْقَهَنَا فِي دِينِ اللهِ])*(1).
2- *( عَنْ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: [يَاأَهْلَ مَكَّةَ، اتَّقُوا اللهَ فِي حَرَمِكُمْ هَذَا، أَتَدْرُونَ مَنْ كَانَ سَاكِنَ حَرَمِكُمْ هَذَا مِنْ قَبْلِكُمْ؟ كَانَ فِيهِ بَنُو فُلاَنٍ. فَأَحَلُّوا حُرْمَتَهُ فَهَلَكُوا، وَبَنُو فُلاَنٍ فَأَحَلُّوا حُرْمَتَهُ فَهَلَكُوا، حَتَّى عَدَّ مَا شَاءَ اللهُ. ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لأَنْ أَعْمَلَ عَشْرَ خَطَايَا بِغَيْرِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْمَلَ وَاحِدَةً بِمَكَّةَ])*(2).
3*(قَالَ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: [ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الحَسَنَةَ فَيَتَّكِلُ عَلَيْهَا، وَيَعْمَلُ الْمُحَقَّرَاتِ حَتَّى يَأْتِيَ اللهَ وَقَدْ حَظَرَ بِهِ ـ كَذَا قَالَ ـ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَيَفْرَقُ مِنْهَا حَتَّى يَأْتِيَ اللهَ آمِنًا])*(3).
4 - *( قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ [عَمِلُوا للهِ بِالطَّاعَاتِ، وَاجْتَهَدُوا فِيهَا، وَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ عَلَيْهِمْ. إِنَّ الْمُؤْمِنَ جَمَعَ إِيمَانًا وَخَشْيَةً، وَالْمُنَافِقَ جَمَعَ إِسَاءَةً وَأَمْنًا])*(4).
5 - *( قَالَ الشَّاعِرُ:
دَاوِ جَارَ السَّوءِ بِالصَّبْرِ وَإِنْ……لَمْ تَجِدْ صَبْرًا فَمَا أَحْلَى النُّقَلِ)*(5).
__________
(1) المصنف، لابن أبي شيبة (2/6).
(2) شعب الإيمان للبيهقي (3/2).
(3) الزهد، لابن المبارك ( ص 3).
(4) بصائر ذوي التمييز، للفيروزآبادي(2/5).
(5) الترغيب والترهيب (3/5).
(1/15)
________________________________________
من مضار "الإساءة"
(1) الإِسَاءَةُ خُلُقٌ ذَمِيمٌ، وَسُلُوكٌ مُشِينٌ.
(2) الْمُسِيءُ بَعِيدٌ عَنِ اللهِ وَبَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ.
(3) طَرِيقٌ مُوَصِّلٌ إِلَى غَضَبِ اللهِ وَسَخَطِهِ.
(4) تُذْهِبُ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ وَنُورَ الإِسْلاَمِ.
(5) الإِسَاءَةُ مِعْوَلٌ هَدَّامٌ وَشَرٌّ مُسْتَطِيرٌ.
(6) تُؤْذِي وَتَضُرُّ وَتَجْلِبُ الخِصَامَ وَالنُّفُورَ.
(1/16)