إطلاق البصر
الإطلاق لغة:
مَصْدَرُ قَوْلِهِمْ: أَطْلَقَ الشَّيْءَ يُطْلِقُهُ وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ مَادَّةِ (ط ل ق) الَّتِي تَدُلُّ عَلَى التَّخْلِيَةِ وَالإِرْسَالِ، يُقَالُ: أَطْلَقْتُهُ إِطْلاَقًا، وَالطِّلْقُ: الشَّيْءُ الْحَلاَلُ كَأَنَّهُ خُلِّيَ عَنْهُ فَلَمْ يُحْظَرْ، وَأَطْلَقْتُ النَّاقَةَ مِنْ عِقَالِهَا، وَطَلَّقْتُهَا فَطَلَقَتْ، أَيْ خَلَّيْتُهَا، وَرَجُلٌ طَلْقُ الوَجْهِ، وَطَلِيقُهُ، كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ وَهُوَ ضِدُّ البَاسِرِ، لأَنَّ البَاسِرَ الَّذِي لاَ يَكَادُ يَهَشُّ، وَلاَ يَنْفَسِحُ بِبَشَاشَةٍ.
وَقَالَ الرَّاغِبُ: أَصْلُ الإِطْلاَقِ: التَّخْلِيَةُ مِنَ الوَثَاقِ، وَمِنْهُ اسْتُعِيرَ: طَلَّقْتُ الْمَرْأَةَ أَيْ خَلَّيْتُهَا عَنْ حِبَالَةِ النِّكَاحِ، وَالْمُطْلَقُ فِي الأَحْكَامِ: مَالاَ يَقَعُ مِنْهُ اسْتِثْنَاءٌ. وَالطُّلَقَاءُ هُمُ الَّذِينَ خُلِّيَ عَنْهُمْ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَأَطْلَقَهُمْ رَسُولُ اللهِ J وَلَمْ يَسْتَرِقَّهُمْ، وَالطَّلِيقُ (أَيْضًا) الأَسِيرُ إِذَا خُلِّيَ سَبِيلُهُ وَالانْطِلاَقُ: الذَّهَابُ، وَانْطُلِقَ بِهِ (ذُهِبَ بِهِ) عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَنَاقَةٌ طَالِقٌ أَيْ مُرْسَلَةٌ تَرْعَى حَيْثُ شَاءَتْ .
الإطلاق اصطلاحًا:
قَالَ الكَفَوِيُّ: الإِطْلاَقُ: الفَتْحُ وَرَفْعُ القَيْدِ(1).
إطلاق البصر اصطلاحًا:
تَخْلِيَتُهُ مِنْ قَيْدِ الْخَوْفِ وَالْمُرَاقَبَةِ فَيَذْهَبُ وَيَقَعُ عَلَى كُلِّ مَا يَرَاهُ فَلاَ يَرْعَوِي عَنْ حَرَامٍ وَلاَ يَقِفُ عِنْدَ حَدٍّ.
إطلاق البصر نوعان:
__________
(1) الكليات للكفوي (1/6) ( ط . ثانية ) .
(1/1)
________________________________________
الأَوَّلُ: مَنْهِيٌّ عَنْهُ وَهُوَ إِطْلاَقُهُ نَحْوَ مَا حَرَّمَ اللهُ النَّظَرَ إِلَيْهِ مِنَ الْمَحَارِمِ وَغَيْرِهَا، وَيَنْدَرِجُ هَذَا النَّوْعُ تَحْتَ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ} فَقَدْ ذُكِرَ فِي تَفْسِيرِهَا: أَنَّهَا النَّظْرَةُ بَعْدَ النَّظْرَةِ (وَهَذَا هُوَ إِطْلاَقُ البَصَرِ) وَقِيلَ: النَّظَرُ إِلَى مَا نُهِيَ عَنْهُ ، الثَّانِي: إِطْلاَقُ النَّظَرِ فِيمَا يَنْبَغِي أَنْ يُتَخَلَّقَ بِهِ مِنَ البَصَرِ، يَقُولُ العِزُّ بْنُ عَبْدِالسَّلاَمِ: وَأَمَّا التَّخَلُّقُ بِهِ فَنَظَرُنَا ضَرْبَانِ: أَحَدُهُمَا: ضَرُورِيٌّ، وَهُوَ النَّظَرُ الاتِّفَاقِيُّ .
وَالثَّانِي: كَسْبِيٌّ، وَتَتَخَلَّقُ مِنْهُ بِكُلِّ نَظَرٍ أَوْجَبَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْكَ، أَوْ نَدَبَكَ إِلَيْهِ، كَالحِرَاسَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالنَّظَرِ فِي مَصْنُوعَاتِ اللهِ الدَّالَّةِ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ، وَتَمَامِ حِكْمَتِهِ، وَشُمُولِ عِلْمِهِ، وَنُفُوذِ إِرَادَتِهِ، فَإِنَّكَ تَسْتَدِلُّ بِالصَّنْعَةِ عَلَى القُدْرَةِ، وَبِالقُدْرَةِ عَلَى الإِرَادَةِ، وَبِالإِرَادَةِ عَلَى العِلْمِ، وَبِالعِلْمِ عَلَى الحَيَاةِ،وَدَلِيلُ التَّخَلُّقِ بِذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.
جناية النظر المحرم:
(1/2)
________________________________________
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِنَّ النَّظَرَ يُوَلِّدُ الْمَحَبَّةَ فَتَبْدَأُ عَلاَقَةٌ يَتَعَلَّقُ بِهَا القَلْبُ بِالْمَنْظُورِ إِلَيْهِ، ثُمَّ تَقْوَى فَتَصِيرُ صَبَابَةً يَنْصَبُّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ بِكُلِّيَّتِهِ، ثُمَّ تَقْوَى فَتَصِيرُ غَرَامًا يَلْزَمُ الْقَلْبَ كَلُزُومِ الْغَرِيمِ الَّذِي لاَ يُفَارِقُ غَرِيمَهُ، ثُمَّ تَقْوَى فَيَصِيرُ عِشْقًا وَهُوَ الْحُبُّ الْمُفْرِطُ، ثُمَّ يَقْوَى فَيَصِيرُ شَغَفًا وَهُوَ الْحُبُّ الَّذِي قَدْ وَصَلَ إِلَى شِغَافِ الْقَلْبِ وَدَاخِلِهِ، ثُمَّ يَقْوَى فَيَصِيرُ تَتَيُّمًا وَهُوَ التَّعَبُّدُ فَيَصِيرُ الْقَلْبُ عَبْدًا لِمَنْ لاَ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ هُوَ عَبْدًا لَهُ، وَهَذَا كُلُّهُ جِنَايَةُ النَّظَرِ فَحِينَئِذٍ يَصِيرُ الْقَلْبُ أَسِيرًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مَلِكًا، وَمَسْجُونًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مُطْلَقًا، فَيَتَظَلَّمُ مِنَ الطَّرْفِ وَيَشْكُوهُ .
الأحاديث الواردة في ذَمِّ "إطلاق البصر" معنًى
1*(عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ J وَمَيْمُونَةُ، قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J: [احْتَجِبَا مِنْهُ]، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَلَيْسَ هُوَ أَعْمَى لاَ يُبْصِرُنَا وَلاَ يَعْرِفُنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J: [أَفَعَمْيَا وَانِ أَنْتُمَا؟ أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ ])*(1).
__________
(1) أبو داود(2)، الترمذي(8) واللفظ له، وقال: حسن صحيح، وفي سنده بنهان المخزري:أبو يحيى المدني مولى أم سلمة، روى عنها هذا الحديث ورواه عنه الزهري، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: مقبول (التقريب(5)، والتهذيب(1/416).
(1/3)
________________________________________
2 - *(عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللهِ J وَمَعَ رَسُولِ اللهِ J مِدْرًى(1) يُرَجِّلُ(2) بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J : [لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ طَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جَعَلَ اللهُ الإِذْنَ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ])*(3) .
3 - *(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ بَعْضِ حُجَرِ النَّبِيِّ J فَقَامَ إِلَيْهِ بِمِشْقَصٍ أَوْ مَشَاقِصَ(4) فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ J يَخْتِلُهُ(5) لِيَطْعَنَهُ)*(6).
4-*(عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ J رَأَى امْرَأَةً فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهِيَ تَمْعَسُ(7) مَنِيئَةً(8) لَهَا، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: [إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ])*(9).
__________
(1) الْمِدْرَى: حديدة تشبه المشط.
(2) يرجل: ترجيل الشعر تسريحه ومشطه .
(3) البخاري-الفتح2(1)، مسلم(6) واللفظ له .
(4) المشاقص: جمع مشقص وهو نصل عريض السهم.
(5) يختله: أي يراوغه ويستغفله.
(6) البخاري-الفتح2(0)، مسلم(7) واللفظ له .
(7) المعس: الدلك.
(8) المنيئة: الجلد أول ما يوضع في الدباغ.
(9) مسلم(3).
(1/4)
________________________________________
5 - *(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: لَمْ أَرَ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ النَّبِيَّ J قَالَ: [إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَى، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ. فَزِنَى الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَى اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ])*(1).
6 - *(عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ أَنَّ مُخَنَّثًا كَانَ عِنْدَهَا وَرَسُولُ اللهِ J فِي الْبَيْتِ فَقَالَ: لأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ؛ إِنْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا فَإِنِّي أَدُلُّكَ عَلَى بِنْتِ غَيْلاَنَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللهِ J فَقَالَ: [لاَ يَدْخُلْ هَؤُلاَءِ عَلَيْكُمْ])*(2).
7 - *(عَنْ بُرَيْدَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [يَا عَلِيُّ، لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ])*(3).
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذَمِّ "إطلاق البصر"
__________
(1) البخاري - الفتح1(3)،ومسلم(7)واللفظ له.
(2) البخاري-الفتح8(4)، ومسلم(0) واللفظ له.
(3) أبو داود(9)، والترمذي(7) وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك. وأحمد (5/3، 7)، والحاكم(3/3)، وقال محقق جامع الأصول(6/0): حديث حسن.
(1/5)
________________________________________
1-*(رُوِيَ أَنَّ عِيسَى ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ خَرَجَ يَسْتَسْقِي فَلَمَّا ضَجِرَ، قَالَ لَهُمْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَنْ أَصَابَ مِنْكُمْ ذَنْبًا فَلْيَرْجِعْ، فَرَجَعُوا كُلُّهُمْ وَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ فِي الْمَفَازَةِ إِلاَّ وَاحِدٌ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَمَا لَكَ مِنْ ذَنْبٍ؟ فَقَالَ: وَاللهِ مَا عَمِلْتُ مِنْ شَيْءٍ غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ ذَاتَ يَوْمٍ أُصَلِّي فَمَرَّتْ بِيَ امْرَأَةٌ فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا بِعَيْنِي هَذِهِ فَلَمَّا جَاوَزَتْنِي أَدْخَلْتُ أَصْبُعِي فِي عَيْنِي فَانْتَزَعْتُهَا وَتَبِعْتُ الْمَرْأَةَ بِهَا، فَقَالَ لَهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فَادْعُ اللهَ حَتَّى أُؤَمِّنَ عَلَى دُعَائِكَ، قَالَ: فَدَعَا، فَتَجَلَّلَتِ السَّمَاءُ سَحَابًا، ثُمَّ صَبَّتْ، فَسُقُوا)*(1).
2- *(قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ}: هُوَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى الْمَرْأَةِ الْحَسْنَاءِ تَمُرُّ بِهِ أَوْ يَدْخُلُ بَيْتًا هِيَ فِيهِ فَإِذَا فُطِنَ لَهُ غَضَّ بَصَرَهُ، وَقَدْ عَلِمَ اللهُ أَنَّهُ يَوَدُّ لَوِ اطَّلَعَ عَلَى فَرْجِهَا، وَلَو قَدَرَ عَلَيْهَا لَوْ(2) زَنَى بِهَا)*(3).
3 - *(قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: [إِذَا مَرَّتْ بِكَ امْرَأَةٌ فَغَمِّضْ عَيْنَيْكَ حَتَّى تُجَاوِزَكَ])*(4).
__________
(1) إحياء علوم الدين(1/308).
(2) لو هنا: للتمنى والمعنى يتمنى أَنْ يقدر عليها ويزنى بها .
(3) فتح الباري(11/11).
(4) المرجع السابق(6).
(1/6)
________________________________________
4 - *(قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ لأَخِيهِ سَعيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ لَمَّا قَالَ لَهُ: إِنَّ نِسَاءَ الْعَجَمِ يَكْشِفْنَ صُدُورَهُنَّ وَرُءُوسَهُنَّ . قَالَ لَهُ: اصْرِفْ بَصَرَكَ عَنْهُنَّ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ})*(1).
5 - *(قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: مَا أُحِبُّ أَنِّي بَصِيرٌ، كُنْتُ نَظَرْتُ نَظْرَةً وَأَنَا صَغِيرٌ (وَهَذَا بَعْدَمَا عَمِيَ))*(2).
6 - *(قَالَ الزُّهْرِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ:[لاَ يَصْلُحُ النَّظَرُ إِلَى شَيْءٍ مِنَ النِّسَاءِ اللاَّتِي لاَ تَحِيضُ مِمَّنْ يُشْتَهَى النَّظَرُ إِلَيْهَا وَإِنْ كَانَتْ صَغِيرَةً])*(3).
7 - *(قَالَ العَلاَءُ بْنُ زِيَادٍ الْعَدَوِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: لاَ تُتْبِعْ بَصَرَكَ حُسْنَ رِدْفِ الْمَرْأَةِ فَإِنَّ النَّظَرَ يَجْعَلُ الشَّهْوَةَ فِي الْقَلْبِ)*(4).
8 -*(قَالَ وَكِيعُ بْنُ الجَرَّاحِ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: مَرَرْتُ مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَلَى دَارٍ مَشِيدَةٍ فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَيْهَا . فَقَالَ: لاَ تَرْفَعْ رَأْسَكَ تَنْظُرْ إِلَيْهَا، إِنَّمَا بَنَوْهَا لِهَذَا)*(5).
9 - *(قَالَ وَكِيعٌ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ: خَرَجْنَا مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا غَضُّ أَبْصَارِنَا)*(6).
__________
(1) البخاري - الفتح تعليقًا (1/1).
(2) الورع لابن أبي الدنيا (2).
(3) البخاري - الفتح(1/1) بتصرف .
(4) الورع لابن أبي الدنيا(8).
(5) الورع للإمام أحمد بواسطة حاشية الورع لابن أبي الدنيا(7).
(6) الورع لابن أبي الدنيا(3).
(1/7)
________________________________________
10 - *(قَالَ اْلكَرْمَانِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ}: إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ النَّظْرَةَ الْمُسْتَرَقَةَ إِلَى مَا لاَ يَحِلُّ)*(1).
11 - وَقَالَ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ عِنْدَ تَفْسِيرِ الآيَةِ: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ...}: أَيْ يَغْضُضْنَ أَبْصَارَهُنَّ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِنَّ مِنَ النَّظَرِ إِلَى غَيْرِ أَزْوَاجِهِنَّ)(2).
12 - *(قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: النَّظَرُ سَهْمُ سُمٍّ إِلَى الْقَلْبِ)* .
وَقَالَ آخَرُ: مَنْ حَفِظَ بَصَرَهُ أَوْرَثَهُ اللهُ نُورًا فِي بَصِيرَتِهِ)*(3).
13 - *(قَالَ الشَّاعِرُ:
كُلُّ الحَوَادِثِ مَبْدَاهَا مِنَ النَّظَرِ……وَمُعْظَمُ النَّارِ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ
كَمْ نَظْرَةٍ فَتَكَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَآ……فَتْكَ السِّهَامِ بِلاَ قَوْسٍ وَلاَ وَتَرِ
الْمَرْءُ مَا دَامَ ذَا عَيْنٍ يُقَلِّبُهَا……فِي أَعْيُنِ الْعِينِ مَوْقُوفٌ عَلَى الخَطَرِ
يَسُرُّ مُقْلَتَهُ مَا ضَرَّ مُهْجَتَهُ……لاَ مَرْحَبًا بِسُرُورٍ بَعْدَهُ الضَّرَرُ)*(4).
من مضار "إطلاق البصر"
(1) إِطْلاَقُ البَصَرِ بَرِيدُ الزِّنَا وَرَسُولُهُ الأَوَّلُ.
(2) لَوْعَةُ الْقَلْبِ وَهِيَاجُ الشَّوْقِ فَيَجُرُّ إِلَى الحَرامِ.
(3) يُفْسِدُ القَلْبَ وَالخُلُقَ.
(4) دَلِيلُ قِلَّةِ الْحَيَاءِ وَفَقْدِ الْحِشْمَةِ.
(5) مِنْ أَسْبَابِ شُيُوعِ الفَاحِشَةِ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ فَتَسْقُطُ وَتَنْهَارُ.
__________
(1) الفتح(1/1).
(2) تفسير ابن كثير 3(4).
(3) المرجع السابق (3/3) بتصرف .
(4) بواسطة التبرج لنعمات صدقي (8).
________________________________________ (1/8)