my love
مؤسس أكاديمية الحب ALI ATHAB
عدد المساهمات : 4583 المدينة : طيبة الطيبة تاريخ التسجيل : 25/04/2009
| موضوع: الفساد الخميس فبراير 11, 2010 4:16 am | |
| الفساد الفساد لغةً: الْفَسَادُ: مَصْدَرُ فَسَدَ يَفْسُدُ فَسَادًا وَهُوَ ضِدُّ الصَّلاَحِ وَقِيلَ الْفَسَادُ (فِي الأَرْضِ) مَأْخُوذٌ مِنْ فَسَدَ اللَّحْمُ. يَقُولُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ} ، اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى الإِفْسَادِ الَّذِي أَضَافَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَي هَذَا الْمُنَافِقِ: فَقَالَ: تَأْوِيلُهُ مَا قُلْنَا فِيهِ مِنْ قَطْعِهِ الطَّرِيقَ، وَإِخَافَتِهِ السَّبِيلَ كَمَا حَدَثَ مِنَ الأَخْنَسِ بْنِ شُرَيقٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ مَعْنَي ذَلَكَ قَطْعُ الرَّحِمِ وَسَفْكُ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ ... وَقَدْ يَدْخُلُ فِي الإِفْسَادِ جَمِيعُ الْمَعَاصِي، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَمَلَ بِالْمَعَاصِي إِفْسَادٌ فِي الأَرْضِ، فَلَمْ يُخَصِّصِ اللهُ وَصْفَهُ بِبَعْضِ مَعَانِي الإِفْسَادِ دُونَ بَعْضٍ(1). وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاللهُ لاَيُحِبُّ الْفَسَادَ} قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفُضَيْلِ: الْفَسَادُ هُوَ الْخَرَابُ. وَالفَسَادُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {الَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا} ، فَمَعْنَاهُ أَخْذُ الْمَالِ ظُلْمًا بِغَيْرِ حَقٍّ. أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ} ، الْفَسَادُ هُنَا الْجَدْبُ فِي الْبَرِّ، وَالْقَحْطُ فِي الْبَحْرِ(2). وَتَفَاسَدَ الْقَوْمُ: تَدَابَرُوا وَقَطَعُوا الأَرْحَامَ . وَالْمَفْسَدَةُ: خِلاَفُ الْمَصْلَحَةِ . الفساد اصطلاحًا: __________ (1) جامع البيان للطبري (2/0). (2) تاج العروس (5/4- 5). (1/1) ________________________________________ قَالَ الرَّاغِبُ: الْفَسَادُ خُرُوجُ الشَّيءِ عَنِ الاعْتِدَالِ قَلِيلاً كَانَ الْخُرُوجُ عَلَيْهِ أَوْ كَثِيرًا، وَيُسْتَعْمَلُ فِي النَّفْسِ وَالْبَدَنِ وَالأَشْيَاءِ الْخَارِجَةِ عَنِ الاسْتِقَامَةِ(1). وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: وَالْفَسَادُ: تَغَيُّرُ الشَّيْءِ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الصَّلاَحِ، وَقَدْ يُقَالُ فِي الشَّيْءِ مَعَ قِيَامِ ذَاتِهِ، وَيُقَالُ فِيهِ مَعَ انْتِقَاضِهَا، وَيُقَالُ فِيهِ إِذَا بَطَلَ وَزَالَ. الفساد فِي الأرض: مِنَ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ مَا أَشَارَتْ إِلَيْهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ {وَإِذَا تَوَلَّي سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا} (البقرة/5) وَيَكُونُ هَذَا الْفَسَادُ بِقَطْعِ الطَّرِيقِ وَإِخَافَتِهَا، وَقِيلَ بِقَطْعِ الرَّحِمِ وَسَفْكِ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ يَدْخُلُ فِي هَذَا ارْتِكَابُ جَمِيعِ الْمَعَاصِي(2). الإفساد اصطلاحًا: قَالَ الْكَفَوِيُّ: الإِفْسَادُ هُوَ جَعْلُ الشَّيءِ فَاسِدًا خَارِجًا عَمَّا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَىْهِ وَعَنْ كَوْنِهِ مُنْتَفَعًا بِهِ، وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ: إِخْرَاجُ الشَّيءِ عَنْ حَالَةٍ مَحْمُودَةٍ لاَ لِغَرَضٍ صَحِيحٍ(3). حكم الفساد (أو الإفساد في الأرض): __________ (1) المفردات (7). (2) انظر تفسير القرطبي (2/0)، وراجع المقدمة اللغوية. (3) الكليات للكفوي (4). (1/2) ________________________________________ يَقُولُ ابْنُ حَجَرٍ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ الآيَةَ الْكَرِيمَةَ {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا} : كَمَا ذَكَرَ اللهُ تَعَالىَ تَغْلِيظَ الإِثْمِ فِي قَتْلِ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَالإِفْسَادَ فِي الأَرْضِ أَتْبَعَهُ بِبَيَانِ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ وَذَكَرَ أَنَّ عَدَّ هَذَا الْفَسَادِ كَبِيرَةً هُوَ مَا صَرَّحَ بِهِ جَمْعٌ، وَصَرَّحَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ بِمُجَرَّدِ قَطْعِ الطَّرِيقِ وَإِخَافَةِ السَّبِيلِ تُرْتَكَبُ الْكَبِيرَةُ، فَكَيْفَ إِذَا أَخَذَ الْمَالَ، أَو جَرَحَ، أَو قَتَلَ، أَوْ فَعَلَ كَبَائِرَ(1). الفرق بين الفساد والظلم: قَالَ الْكَفَوِيُّ: الْفَسَادُ أَعَمُّ مِنَ الظُّلْمِ؛ لأَنَّ الظُّلْمَ النَّقْصُ، فَإِنَّ مَنْ سَرَقَ مَالَ الْغَيْرِ مَثَلاً فَقَدْ نَقَصَ حَقَّ الْغَيْرِ، أَمَّا الْفَسَادُ فَيَقَعُ عَلَى ذَلِكَ وَعَلى غَيْرِهِ كَالابْتِدَاعِ وَاللَّهْوِ وَاللَّعِبِ(2). الفرق بين الفاسد والباطل: وَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ: الْفَاسِدُ مَا أَمْكَنَ الانْتِفَاعُ بِهِ رَغْمًا عَنْ رَدَاءَتِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ فَسَدَ اللَّحْمُ إِذَا أَنْتَنَ، وَالبَاطِلُ مَا لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْتَفَعَ بِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ بَطَلَ اللَّحْمُ إِذَا دَوَّدَ وَسَوَّسَ بِحَيْثُ لاَ يُمْكِنُ الانْتِفَاعُ بِهِ(3). الآيات الواردة في "الفساد" الفساد بمعنى العصيان : __________ (1) الزواجر (5، 8)، وانظر أيضا الكبائر للذهبي (0). (2) الكليات (2). (3) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها. (1/3) ________________________________________ {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ(8)يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ(9)فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ(10)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11)أَلاَ إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لاَ يَشْعُرُونَ(12)}(1) {يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ(219)فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(220)}(2) {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ(55)وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ(56)}(3) {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ(88)}(4) __________ (1) البقرة : 8 – 12 مدنية (2) البقرة : 219 – 220 مدنية (3) الأعراف : 55 – 56 مكية (4) النحل : 88 مكية (1/4) ________________________________________ {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ(83)مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(84)}(1) {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(36)فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ(37)}(2) الفساد بمعنى القتل : {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ(90) الآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ(91)فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ(92)}(3) {وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ(10)الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ(11)فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ(12)فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ(13)إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ(14)}(4) الفساد بمعنى التخريب والتدمير : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(30)}(5) __________ (1) القصص : 83 – 84 مكية (2) العنكبوت : 36 – 37 مكية (3) يونس : 90 – 92 مكية (4) الفجر : 10 – 14 مكية (5) البقرة : 30 مدنية (1/5) ________________________________________ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ(73)وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ(74)}(1) {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ(22)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ(23)}(2) الفساد بمعنى القحط : {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(41)}(3) الأحاديث الواردة في ذَمِّ "الفساد" 1- *( عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J:[ إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا كَسَبَ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ. لاَ يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا])*(4). 2- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J:[ إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسادٌ عَرِيضٌ ])*(5). __________ (1) الأنفال : 73 – 74 مدنية (2) محمد : 22 – 23 مدنية (3) الروم : 41 مكية (4) البخاري - الفتح 3(7)، ومسلم (4) واللفظ له. (5) الترمذي (4) واللفظ له وقال محقق جامع الأصول (1/5): حديث حسن. (1/6) ________________________________________ 3- *(عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J:[ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ] قَالُوا: بَلَى. قَالَ:[صَلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْن؛ هِيَ الْحَالِقَةُ])*(1). 4- *( عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، وَعَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ، وَالْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ، وَأَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ J قَالَ:[ إِنَّ الأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ فِي النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ ])*(2). __________ (1) الترمذي (9) واللفظ له وقال: هذا حديث صحيح، أبو داود (9) وقال الألباني (3/9): صحيح. (2) أبوداود (9) وقال الألباني (3/4): صحيح بما قبله. انظر الرقم (9) في صحيح سنن أبي داود للألباني. وأحمد (6/4). (1/7) ________________________________________ 5- *( عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ أَنَّ عَبْدَاللهِ بْنَ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ J قَالَ: [إِنَّ شِرَارَ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ، وَلاَ يَصْلُحُ مِنَ الْكَذِبِ جِدٌّ وَلاَ هَزْلٌ، وَلاَ يَعِدُ الرَّجُلُ ابْنَهُ ثُمَّ لاَ يُنْجِزُ لَهُ، إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ. وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ . وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّهُ يُقَالُ لِلصَّادِقِ صَدَقَ وَبَرَّ، وَيُقَالُ لِلْكَاذِبِ كَذَبَ وَفَجَرَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا، وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعِضَهُ(1)؟ وَإِنَّ الْعِضَهَ هِيَ النَّمِيمَةُ الَّتِي تُفْسِدُ بَيْنَ النَّاسِ ])*(2). 6- *( عَنْ مُعَاوِيَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ J يَقُولُ:[ إِنَّكَ إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ])*(3). فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كَلِمَةً سَمِعَهَا مُعَاوِيَةُ مِنْ رَسُولِ اللهِ J نَفَعَهُ اللهُ تَعَالَى بِهَا. __________ (1) والعضه: البهتان والكذب الذي لا حقيقة له. (2) الدارمي (5)، وأصله عند مسلم (2). (3) أبو داود (8) واللفظ له وقال الألباني (3/4): صحيح، وقال محقق جامع الأصول (6/4): وإسناده حسن ورواه ابن حبان في صحيحه. (1/8) ________________________________________ 7- *( عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ J يَقُولُ: [إِنَّمَا الأَعْمَالُ كَالوِعَاءِ إِذَا طَابَ أَسْفَلُهُ، طَابَ أَعْلاَهُ وَإِذَا فَسَدَ أَسْفَلُهُ فَسَدَ أَعْلاَهُ])*(1). 8- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ:[ بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلاَّ فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا(2)، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزَا، أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةُ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ])*(3). 9- *( عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللهِ J أَنَّهُ قَالَ: [الْغَزْوُ غَزْوَانِ: فَأَمَّا مَنِ ابْتَغَى وَجْهَ اللهِ، وَأَطَاعَ الإِمَامَ، وَأَنْفَقَ الْكَرِيمَةَ، وَيَاسَرَ الشَّرِيكَ، وَاجْتَنَبَ الْفَسَادَ فَإِنَّ نَوْمَهُ وَنَبْهَهُ أَجْرٌ كُلُّهُ، وَأَمَّا مَنْ غَزَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَسُمْعَةً، وَعَصَى الإِمَامَ، وَأَفْسَدَ فِي الأَرْضِ فَإِنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ بِالْكَفَافِ])*(4). 10- *( عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: __________ (1) ابن ماجه (9) وقال في الزوائد: في إسناده عثمان بن إسماعيل، لم أر من تكلم فيه . وباقي رجال الإسناد موثقون. (2) مفندا: الفند ضعف العقل والفهم والتخليط في الكلام من الهرم. (3) الترمذي (6) واللفظ له وقال: هذا حديث غريب، وقال محقق [جامع الأصول] (1/3، 4): وهو صحيح بشواهده. (4) أبوداود(5) واللفظ له وقال الألباني (2/8): حسن، والنسائي (7/5)، وأحمد (5/4)، والموطأ (2/3الجهاد). (1/9) ________________________________________ [مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلاَ فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ ])*(1). الأحاديث الواردة في ذَمِّ "الفساد" معنًى 11- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J:[ صِنْفَانِ(2) مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا. قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ(3) مُمِيلاَتٌ(4) مَائِلاَتٌ(5) رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ(6) الْمَائِلَةِ. لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا])*(7). __________ (1) الترمذي(6) واللفظ له وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقال محقق جامع الأصول (3/8): وهو حديث صحيح. (2) صنفان ... الخ: هذا الحديث من معجزات النبوة . فقد وقع هذان الصنفان وهما موجودان وفيه ذم هذين الصنفين . (3) كاسيات عاريات: قيل: معناه تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهارا لجمالها ونحوه . وقيل: معناه تلبس ثوبا رقيقا يصف لون بدنها . (4) مميلات: قيل يعلمن غيرهن الميل. وقيل: مميلات لأكتافهن. (5) مائلات: أي يمشين متبخترات . وقيل: مائلات يمشين المشية المائلة وهي مشية البغايا . ومميلات يمشين غيرهن تلك المشية . (6) البخت: قال في اللسان: البخت والبختيه دخيل في العربية. أعجمي معرب . وهي الإبل الخراسانية . تنتج من بين عربية وفالج، (والفالج: البعير ذو السنامين . وهو الذي بين البختي والعربي . سمي بذلك لأن سنامه نصفان). الواحد بختي . جمل بختي وناقة بختية . ومعنى رؤوسهن كأسنمة البخت، أي يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها . (7) مسلم (8). (1/10) ________________________________________ 12- *(عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ J:[ مَثَلُ الْمُدْهِنِ فِي حُدُودِ اللهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا مَثَلُ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا سَفِينَةً فَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَسْفَلِهَا، وَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَعْلاَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا يَمُرُّونَ بِالْمَاءِ عَلَى الَّذِينَ فِي أَعْلاَهَا، فَتَأَذَّوْا بِهِ، فَأَخَذَ فَأْسًا، فَجَعَلَ يَنْقُرُ أَسْفَلَ السَّفِينَةِ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا: مَالَكَ؟ قَالَ: تَأَذَّيْتُمْ بِي وَلاَبُدَّ لِي مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَنْجَوهُ وَنَجَّوْا أَنْفُسَهُمْ، وَإِنْ تَرَكُوهُ أَهْلَكُوهُ وَأَهْلَكُوا أَنْفُسَهُمْ])*(1). من الآثار وأقوال العلماء الواردة في ذَمِّ "الفساد" 1*( قَالَ عُمَرُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -:[ وَإِنَّا وَاللهِ مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرَنَا مِنْ أَمْرٍ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ أَنْ يُبَايِعُوا رَجُلاً مِنْهُمْ بَعْدَنَا، فَإِمَّا بَايَعْنَاهُمْ عَلَى مَالاَ نَرْضَى وَإِمَّا نُخَالِفُهُمْ فَيَكُونُ فَسَادًا، فَمَنْ بَايَعَ رَجُلاً عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلاَ يُتَابَعُ هُوَ وَلاَ الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةَ أَنْ يُقْتَلاَ ])*(2). 2- *( عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: [ لاَ تُفْسِدُوا عَلَيْنَا سُنَّةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ J. عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا])*(3). __________ (1) البخاري - الفتح 5(6). (2) البخاري - الفتح 2(0). (3) ابن ماجه (3). (1/11) ________________________________________ 3- *( عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَاللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ(1). قَالَ فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَمُرُّ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ. حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدُاللهِ بْنُ عُمَرَ . فَوَقَفَ عَلَيْهِ . فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ(2)، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ. أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا . أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا . أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا . أَمَا وَاللهِ إِنْ كُنْتَ مَاعَلِمْتُ صَوَّامًا . قَوَّامًا . وَصُولاً لِلرَّحِمِ . أَمَا وَاللهِ لاُّمَّةٌ أَنْتَ أَشَرُّهَا لأَمَّةُ خَيْرٍ. ثُمَّ نَفَذَ(3) عَبْدُاللهِ بْنُ عُمَرَ . فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ مَوْقِفُ عَبْدِاللهِ وَقَوْلُهُ . فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ(4). فَأُنْزِلَ عَنْ جِذْعِهِ . فَأُلْقِيَ فِي قُبُورِ الْيَهُودِ . ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ . فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ. فَأَعَادَ عَلَيْهَا الرَّسُولَ: لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ(5). قَالَ فَأَبَتْ وَقَالَتْ: وَاللهِ لاَ آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي . قَالَ فَقَالَ: أَرُونِي سَبْتَيَّ(6). فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ . ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ(7). حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا. فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللهِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، __________ (1) عقبة المدينة: هي عقبة بمكة . (2) أبا خبيب: كنية ابن الزبير، كني بابنه خبيب، وكان أكبر أولاده . (3) ثم نفذ: أي انصرف . (4) أرسل إليه: أي إلى عبدالله بن الزبير . (5) من يسحبك بقرونك: أي يجرك بضفائر شعرك . (6) سبتي: النعلين اللتين لا شعر عليهما . (7) يتوذف: يسرع . (1/12) ________________________________________ وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ . بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ: يَابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ(1)، أَنَا وَاللهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ . أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللهِ J، وَطَعَامَ أَبِي بَكْرٍ مِنَ الدَّوَابِّ . وَأَمَّا الآخَرُ فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لاَ تَسْتَغْنِي عَنْهُ . أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ J حَدَّثَنَا:[ أَنَّ فِي ثَقِيفَ كَذَّابًا وَمُبِيرًا ] . فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ . وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلاَ إِخَالُكَ إِلاَّ إِيَّاهُ . قَالَ: فَقَامَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا])*(2). __________ (1) ذات النطاقين: النطاق: ما تشد به المرأة وسطها . (2) مسلم (5). (1/13) ________________________________________ 4- *( عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ قَالَ: [لَمَّا كَانَ ابْنُ زِيَادٍ وَمَرْوَانُ بِالشَّامِ وَثَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، وَوَثَبَ الْقُرَّاءُ بِالْبَصْرَةِ، فَانْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ فِي دَارِهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ عُلِّيَّةٍ لَهُ مِنْ قَصَبٍ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَأَنْشَأَ أَبِي يَسْتَطْعِمُهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ: يَاأَبَابَرْزَةَ أَلاَ تَرَى مَا وَقَعَ فِيهِ النَّاسُ؟ فَأَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ: إِنِّي احْتَسَبْتُ عِنْدَ اللهِ أَنِّي أَصْبَحْتُ سَاخِطًا عَلَى أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ، إِنَّكُمْ يَامَعْشَرَ الْعَرَبِ،كُنْتُمْ عَلَى الْحَالِ الَّذِي عَلِمْتُمْ مِنَ الذِّلَّةِ وَالْقِلَّةِ وَالضَّلاَلَةِ، وَإِنَّ اللهَ أَنْقَذَكُمْ بِالإِسْلاَمِ وَبِمُحَمَّدٍ J حَتَّى بَلَغَ بِكُمْ مَا تَرَوْنَ، وَهَذِهِ الدُّنْيَا الَّتِي أَفْسَدَتْ بَيْنَكُمْ . إِنَّ ذَاكَ الَّذِي بِالشَّامِ وَاللهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلاَّ عَلَى دُنْيَا، وَإِنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ وَاللهِ إِنْ يُقَاتِلُونَ إِلاَّ عَلَى دُنْيَا، وَإِنَّ ذَاكَ الَّذِي بِمَكَّةَ وَاللهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلاَّ عَلَى الدُّنْيَا ])*(1). من مضار "الفساد" (1) الْمُنَافِقُونَ وَالْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسُ وَالْمُشْرِكُونَ وَمَنْ شَايَعَهُمْ وَمَاثَلَهُمْ مِنْ مِلَلِ الْكُفْرِ كُلُّهُمْ فَاسِدُونَ فِي مُعْتَقَدَاتِهِمْ، وَمُفْسِدُونَ فِي مُجْتَمَعَاتِهِمْ . __________ (1) البخاري - الفتح 3(2). (1/14) ________________________________________ (2) الْفَسَادُ فِي الأَرْضِ كَقَتْلِ النَّفْسِ، أَوْ أَشَدُّ وَلِذَا جَعَلَ اللهُ جَزَاءَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا،أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ. وَقَدْ يَجْمَعُ الْحَاكِمُ بَيْنَهَا إِذَا عَظُمَ الْفَسَادُ. وَإِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الذَّنْبِ. (3) إِذَا كَثُرَتْ مَظَاهِرُ الْفَسَادِ فِي مُجْتَمَعٍ مِنَ الْمُجْتَمَعَاتِ فَقَدْ دَنَا مَا يَنْتَظِرُهُمْ مِنْ سَخَطِ اللهِ وَأَلِيمِ عِقَابِهِ . (4) الْمُفْسِدُ مِعْوَلُ هَدْمٍ فِي الْمُجْتَمَعِ . (1/15)
| |
|
نبع موقوف
عدد المساهمات : 3862 تاريخ التسجيل : 27/05/2009
| موضوع: رد: الفساد الأحد فبراير 14, 2010 6:34 am | |
| ربي يعطيك الف عافيه ملك الاحساس لاتحرمنا من جديدك تقبل ودي | |
|
همس الحنين كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 2585 تاريخ التسجيل : 23/12/2009
| موضوع: رد: الفساد الأحد فبراير 14, 2010 7:12 am | |
| جزاك الله خير ملك الاحساس ويسر لك طريق ا لخير دئما وأبدا | |
|
الامبراطور عضو مميز
عدد المساهمات : 400 المدينة : المدينة المنورة تاريخ التسجيل : 26/08/2009
| موضوع: رد: الفساد الأحد فبراير 14, 2010 5:22 pm | |
| جزاك الله خير وجعلها انشاءالله ياملك الاحساس في ميزان حسناتك | |
|