لكل إنسان في هذه الدنيا أمنية يسعى لتحقيقها إلا أن أمنية الفتاة مها القحطاني 14 عاما هي الأسمى بين تلك الأمنيات، فهي فتاة تحلم أن تسجد لله سبحانه وتعالى في صلاتها، حيث يمنعها مرضها من ذلك.
تعاني مها من تقوس ظهرها الذي يزداد منذ الصغر، وهو ما حال بينها وبين تحقيق أمنيتها في أن تسجد لله وأن تمشي بين قريناتها من بنات جيلها. حيث حرمتها الإعاقة من مواصلة تعليمها بسبب حالتها التي تزداد يوما بعد يوم رغم تفوقها، حتى بعد أن واصلت تعليمها منتسبة لمدة سنتين إلا أن نظرات الطالبات لها وهي تزيد انحناء يوما بعد يوم حتى وصل إلى نسبة 140 في المائة بسبب عضلات ظهرها، وهو ما جعلها تترك الدراسة وتنقطع عنها وهي في الصف الخامس، لا سيما في ظل انعدام مدارس خاصة لمثل حالتها. وترجمت هذه الفتاة همومها وضيق ذات اليد في العلاج برسوم عدة أبدعت ريشتها في تصويرها بكل دقة، الأمر الذي اعتبرته مها تحقيقا لبعض أحلامها في هذه الحياة.
التقرير الطبي لمها شخص حالتها بأنها تعاني من ضمور في عضلات العمود الفقري أدى إلى اعوجاج بالفقرات الصدرية والقطنية للعمود الفقري وميل واعوجاج بعظام الحوض، وتمثل الجهة اليمنى الأعلى له مع تيبس في نسيج الرئة. كل هذه المعاناة ربما تزول في حال معالجة مها في مركز طبي متخصص، وبالتالي يتحقق لها أمنية السجود لله عز وجل.
وفي الوقت نفسه أبدت إحدى المراكز الطبية المتقدمة والمتخصصة في المملكة استعدادها لمعالجة حالة مها، ولكن الظروف المالية لتلك الفتاة ووالدتها المنفصلة عن والدها وقفت عائقا أمام تحقيق حلم العلاج والعودة لممارسة حياتها الطبيعية ومواصلة دراستها، ليتبقى الأمل يلوح لمها في الحياة في أصحاب القلوب الرحيمة، ومن يقف لمساعدتها ويهب لنجدتها ليتحقق لها حلمها الأثير؛