سهيل بن عمرو بن عبد شمس
ابن عبدود بن نصر يكنى أبا يزيد اسر يوم بدر وفدي وهو الذي تولى المصالحة على القضية التي كتبت بالحديبية واقام على دينه إلى يوم الفتح وكان ابنه عبد الله من المهاجرين الأولين وممن شهد بدرا فبعث إليه يسأله ان يستأمن له رسول الله. صلى الله عليه وسلم فآمنه يوم الفتح ثم خرج مع رسول الله. صلى الله عليه وسلم إلى حنين وهو على شركه حتى أسلم بالجعرانة.
عن ابن قمادين قال لم يكن أحد من كبراء قريش الذين تأخر اسلامهم فأسلموا يوم فتح مكة أكثر صلاة ولا صوما ولا صدقة ولا أقبل على ما يعنيه من أمر الآخرة من سهيل بن عمرو حتى ان كان لقد شحب لونه وكان كثير البكاء رقيقا عند قراءة القرآن لقد رئي يختلف إلى معاذ بن جبل حتى يقرئه القرآن وهو بمكة حتى خرج معاذ من مكة من مكة فقال له ضرار بن الخطاب يا أبا يزيد تختلف إلى هذا الخزرجي يقرئك القرآن إلا يكون اختلافك إلى رجل من قومك من قريش فقال يا ضرار هذا الذي صنع بنا ما صنع حتى سبقنا كل السبق أي لعمري اختلف إليه لقد وضع الإسلام أمر الجاهلية ورفع الله بالإسلام قوما كانوا لا يذكرون في الجاهلية فليتنا كنا مع أولئك فتقدمنا.
وعن الحسن قال حضر باب عمر بن الخطاب رضي الله عنه سهيل بن عمرو والحارث وبلال وتلك الموالي الذين شهدوا بدرا فخرج آذن عمر فأذن لهم وترك هؤلاء فقال أبو سفيان لم أر كاليوم قط يأذن لهؤلاء العبيد ونحن على بابه لا يلتفت الينا فقال سهيل بن عمرو وكان رجلا عاقلا ايها القوم إني والله لقد أرى الذي في وجوهكم ان كنتم غضابا فاغضبوا على انفسكم دعي القوم ودعيتم فاسرعوا وأبطأتم فكيف بكم إذا دعوا يوم القيامة وتركتم أما والله لما سبقوكم إليه من الفضل مما لا ترون اشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي كنتم تنافسونهم عليه قال ونفض ثوبه وانطلق.
قال الحسن وصدق والله سهيل لا يجعل الله عبدا اسرع إليه كعبد أبطأ عنه.
خرج سهيل بن عمرو إلى الشام مرابطا فمات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة رضي الله عنه.