شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر
يكنى أبا يعلى وكانت له عبادة واجتهاد عن حسان بن عطية قال كان شداد بن أوس في سفر فنزل منزلا فقال لغلامه ائتنا بالسفرة نعبث بها فانكرت عليه فقال ماتكلمت بكلمة منذ أسلمت الأوانا خطمها وازمها غير كلمتي هذه فلا تحفظوهاعلي واحفظوا عني ما اقول لكم سمعت رسول الله. صلى الله عليه وسلم يقول إذا كثرت الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات اللهم اني أسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد وأسألك شكر نعمتك وأسألك حسن عبادتك وأسألك قلبا سليما وأسألك لسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم واستغفرك لما تعلم انك أنت علام الغيوب.
وعن ثابت البناني قال قال شداد بن أوس يوما لرجل من أصحابه هات السفرة نتعلل بهاقال فقال رجل من أصحابه ما سمعت منك مثل هذه الكلمة منذ صحبتك فقال ما افلتت مني كلمة منذ فارقت رسول الله. صلى الله عليه وسلم إلا مخطومة أو مزعومة غير هذه وايم الله لا تنفلت.
وعن أسد بن وداعة عن شداد بن أوس أنه كان إذا دخل الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم فيقول اللهم ان النار اذهبت مني النوف فيقوم فيصلي حتى يصبح.
وعنه قال كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كان حبة على مقلى فيقول اللهم ان النار قد اسهرتني ثم يقوم إلى الصلاة.
وعن زياد بن ماهك قال كان شداد بن أوس يقول انكم لن تروا من الخير إلا أسبابه ولن تروا من الشر إلا أسبابه الخير كله بحذافيره في الجنة والشر بحذافيره في النار وان الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر والاخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قاهر ولكل بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا.
وقال أبو الدرداء وان من الناس من يؤتى علما ولا يؤتى حلما وان أبا يعلي قد أوتي علما وحلما.
وعن أبي الدرداء أنه كان يقول ان لكل أمة فقيها وان فقيه هذه الامة شداد بن أوس.
وعن ممود بن الربيع قال قال شداد بن أوس لما حضرته الوفاؤ ان اخوف ما أخاف على هذه الامة الرئاء والشهوة الخفية.
قال ابن سعد نزل شداد بن أوس فلسطين ومات بها سنة ثمان وخمسين وهو ابن خمس وسبعين سنة رضي الله عنه.