أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود
شهد العقبة مع السبعين وبدرا والمشاهد كلها مع رسول الله وكان من الرماة المذكورين. وله من الولد: عبد الله، وأبو عمير: أمهما أم سليم بنت ملحان.
عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا، وكان أحب أمواله إليه بيرجاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب.
قال أنس: فلما نزلت: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال أبو طلحة: يا رسول الله، إن الله يقول: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، اللهم إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة الله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بخ، وذاك مال رابح، ذاك ما رابح وقد سمعت، وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين. فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله. قال: فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. أخرجاه في الصحيحين.
وعنه قال: كان أبو طلحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من خلفه ينظر إلى مواقع نبله. قال: فيتطاول أبو طلحة بصدره يقي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: يا رسول الله نحري دون نحرك )رواه الإمام أحمد(.
وروي أيضا عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة )رواه الإمام أحمد(.
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: من قتل قتيلا فله سلبه. فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا فأخذ أسلابهم. وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حلق في حجته بدأ بشقه الأيمن وقال: هكذا . فوزعه بين الناس فأصابهم الشعرة والشعرتان وأقل من ذلك وأكثر ثم قال بشقه الآخر: هكذا ، فقال: أين أبو طلحة? فدفعه إليه.
وعنه أن أبا طلحة ما أفطر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في مرض أو سفر، حتى لقي الله.
وعنه أن أبا طلحة سرد الصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين عاما.
وعنه أن أبا طلحة غزا البحر فمات فلم يوجد له جزيرة يدفن فيها، سبعة أيام، فلم يتغير.
قال الواقدي: أهل البصرة يرون أن دفن في جزيرة وإنما دفن بالمدينة سنة أربع وثلاثين وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه عثمان.