رجل من البادية يمتطي فرسه عائد من رحلة قنص .. وأثناء سيرة رأى على حد بصره رجل يسير ببطء ويشير بيديه .. وعندما اقترب منه بدأ ينادي ويستغيث ..
يا أخي !!
يا أخي !!
استجاب الرجل لهذا النداء وهذه الاستغاثة .. فوقف عنده .. وإذا به رجل يشكو من رجله التي لا يستطيع السير عليها طويلاً .. فما كان من هذا الرجل ألا رق لحاله وقال له: ما ذا تريد ؟؟ فقال: أريد أن تحملني معك ... فعمل على مساعدته فوراً وأردفه (حمله معه) على فرسه .. ( ترافقا ) الاثنان معاً .. وبعد مدة من المسير وبعد حلول الليل .. وقف الرجل صاحب الفرس .. فشب ناره وسوى عشاءه من صيده ..و (شارك ) أخيه ورفيقه في زاده وطعامه .. ثم استأذن الرجل منه في أن ينام ..فنام الرجل وبقى الآخر صاحياً في فراشه ..
ثم وسوس له الشيطان بفكرة خبيثة .. حيث قال : لماذا لا أمتطي الفرس وأهرب بها وأترك هذا الرجل على نومه ؟؟ فتلفت يميناً وشمالاً !! وبعد أن تأكد من استغراق الرجل في النوم .. فك رباط الفرس .. وقفز قفزة سريعة وإذا هو على ظهرها يسابق الريح ..
حيث أنه لا يشكو من شيء في قدمه وما كان ذلك إلا خدعة وحلية!!
استيقظ الرجل من نومه على صوت فرسه .. وإذا به يشاهد من ساعده قد أمتطى فرسه هارباً !!!
فأخذ يصيح بأعلى صوته ..
يا رجل !!
يا رجل !!
فوقف بعيداً .. وقال له : نعم ..
فقال له الرجل قف مكانك حيث تسمع صوتي وأنا (ظنّي) أنّك لن ترجع لي أبداً ..رلكني أطلب منك طلبا واحدا وهو أن لا تعلم أحدا بما فعلته معي أبداً .. وخذ الفرس لك !!
قال له : ( لماذا) هل تخشى أن يقول الناس أنني ضحكت عليك وأخذت فرسك ؟!!
قال : لا والله ولكني أخشى أن ينقطع المعرف بين الناس ... فتموت الشيمة وتفقد النخوة .. ولا تجد من ( يساعد) المحتاج أو المنقطع لظنه أنه سيفعل مثل ما فعلت أنت ..
فما كان من هذا السارق ألا استيقظ ضميره .. وعاد إلى فطرته السليمة .. وعاد إلى صاحب الفرس .. وأعاد إليه فرسه ..