الفارس مشرف منتدى الحوار والنقاش الجاد
عدد المساهمات : 174 المدينة : مملكة الوفاء تاريخ التسجيل : 06/06/2010
| موضوع: دروس مستفادة من قصة يوسف عليه السلام الأحد مارس 13, 2011 10:55 pm | |
| الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين،
وبعد: فإن يوسف عليه السلام قد أوتي من الجمال والبهاء ما يعجز الواصف عن وصفه؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أُعطيَ يوسفُ شَطْر الحُسْن )؛ ومع ذلك فقد تعرض لمحن شديدة وابتلاء،وهذه سنة الله تعالى في الصالحين فإنهم أشد الناس ابتلاء في هذه الدنيا لما في ذلك من زيادة الأجر ورفعة القدر.
هذه المحنة العظيمة أعظم على يوسف من محنة إخوته، وصبره عليها أعظمُ أجرًا، لأنه صَبْرُ اختيار مع وجود الدواعي الكثيرة، لوقوع الفعل، فقدم محبةَ اللهِ عليها، ولهذا فإنه جدير بالمسلم أن يتعلم هذه الدروس القيمة ليستنير بأنوار القرآن، فإن في كل آية نورًا، بل في كل كلمة، بل في كل حرف.
وقصة يوسف عليه السلام فيها دروسٌ وعبرٌ لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، دروس هداية ورحمة امتلأت بها السورة الكريمة من أولها إلى آخرها،فقد قال تبارك وتعالى:
( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ،مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ).
وسأكتفي بعرض تفسير آية واحدة شارحًا ما فيها من المعاني من كتب التفاسير:
{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُون }.
قوله تعالى:
(وراودته التي هو في بيتها عن نفسه) وهي امرأة العزيز، طلبت منه أن يواقعها،وأصل المراودة الإرادة والطلب برفق ولين.
يقال: فلان يمشي رويدًا، أي برفق، فالمراودة الرفق في الطلب، يقال في الرجل: راودها عن نفسها، وفي المرأة راودته عن نفسه.
{ وغَلّقت } أي تغليقاً كثيراً { الأبوابَ } زيادة في التمكن، قالوا : وكانت سبعة أبواب؛ والإغلاق : إطباقُ الباب بما يَعسُر معه فَتحه { وقالت هيتَ } أي تهيأتُ وتصنعتُ وتَزينتُ { لك } خاصةً فأقْبل إليّ وامتثل أمري.
قالت له: يا يوسف ! ما أجَملَ وجْهَك ! قال: في رحم أمي صَورني ربي.
قالت: يا يوسف ما أحسنَ شعرك !
قال: هو أولُ شيءٍ يَبْلى مني في قبري،
قالت: يا يوسف ! ما أحَسَنَ عينيك ؟
قال: بِهما أنظر إلى آيات ربي.
قالت: يا يوسف ! ارفع بَصرَك فانْظر إلى جَمال وجهي، قال: إني أخافُ العَمَى في آخرتي.
قالت: يا يوسف ! أدنو منك وتتباعدُ مني ؟ !
قال: أريد بذلك القُربَ من ربي.
قالت: يا يوسف ! قُم فادخلْ معي حجرتي ،
قال: الحجرةُ لا تسترني من ربي.
قالت: يا يوسف ! فِراشُ الحرير قد فرشته لك،
قم فاقض حاجتي، قال: إذًا يذهبُ نصيبي مِنْ جنات ربي. إلى غير ذلك من كلامها وهو يراجعها.
ولما قالت ما قالت وفعلت ما فعلت ، مع ما هي عليه من القدرة في نفسها ولها عليه من التسلط، وهو عليه من الحسن والشباب { قال } يوسف عليه السلام { معاذ } أي أعوذ من هذا الأمر، معاذَ { اللهِ } أي ألزمُ حِصنَ الذي له صفات الكمال، وهو محيطٌ بكل شيء علماً وقدرة ، وملجئي الذي ينبغي أن أعتصم به وأفر إليه ؛ ثم علل ذلك بقوله : { إنه } اللهُ { ربي } أي موجدي ومدبري والمحسن إليّ في كل أمر ، فأنا أرجو إحسانه، فقد { أحسن مثواي } بأن جعل لي في قلب سيدك مكانة عظيمة حتى خولني في جميع ما يملك وائتمنني على كل ما لديه ، فإن خالفت أمر ربي فخنتُ مَن جعلني موضعاً للأمانة كنتُ ظالماً واضعاً للشيء في غير موضعه،
{ إنه لايفلح الظالمون }.
تلك آيات بينات، وعبر واضحات ،وإشارات، ومعاني ليتدبر مافيها أولي الألباب .
وأما الآية التالية فهي آية الهم .
{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}
وهي آية اختلف الناس فيها اختلافًا كثيرًا، وسوف يكون لنا معها لقاء آخر بإذن الله تعالى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
| |
|
همس الحنين كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 2585 تاريخ التسجيل : 23/12/2009
| موضوع: رد: دروس مستفادة من قصة يوسف عليه السلام الثلاثاء أبريل 19, 2011 5:10 am | |
| جزاك الله كل خير وبارك الله فيك وفيما سطرت ولا حرمك الله الاجر والمثوبه
| |
|