المنطقة المركزية في المدينة المنورة

المنطقة المركزية في المدينة المنورة

المنطقة المركزية في المدينة المنورة: هي المساحة المحيطة بالمسجد النبوي الشريف من جهاته الأربع والمحصورة بطريق الملك فيصل (الطريق الدائري الأول)، وهي منطقة بيضوية الشكل، رأسها إلى جهة الشرق وقاعدتها إلى جهة الغرب وتبلغ مساحتها (400.000م2).
تضم المنطقة المركزية مواقع وآثار ومعالم إسلامية متميزة وهي:
ـ المسجد النبوي الشريف ـ بقيع الغرقد، مجموعة من المساجد الأثرية التي يرجع تاريخها إلى عهد النبوة والصحابة الكرام وهي:
ـ مسجد المصلى ويسمى مسجد العيد ومسجد الغمامة.
ـ مسجد أبي بكر الصديق.
ـ مسجد عمر بن الخطاب.
ـ مسجد ذي النورين عثمان بن عفان.
ـ مسجد علي بن أبي طالب.
ـ مسجد أبي ذر الغفاري.
ـ مسجد السبق.
ـ سقيفة بني ساعدة، وغيرها.
كانت المنطقة المركزية قبل التطوير عبارة عن مجموعة من الأحياء المتلاصقة، يتألف كل منها من عدة أحواش يفصل بينها درب ضيق ومتعرج، ويتضمن كل حوش مجموعة من البيوت تشكل حلقة حول ساحة مكشوفة غير واسعة، لها باب واحد تعلوه في الغالب قنطرة تستقر فوقها الغرف، ويضاف إلى الأحواش بيوت مستقلة من طابق أو طابقين ـ وأحياناً يزيد الارتفاع عن طابقين ـ وتغطى معظم النوافذ بشبكات خشبية (مشربيات) تسمح بمرور الهواء والضوء وتحجب الرؤية.
وكانت الشوارع مرصوفة بالحجارة، وعلى بعض هذه الشوارع دكاكين اقتطعت من الطابق الأرضي للمساكن، وهذه الشوارع ضيقة ومتعرجة توافق طبيعة الحياة في العهود الماضية، وكانت الأحواش تُغلق ليلاً، فتبدو كأنها قلاع محصنة.
وكان أهل هذه المنطقة من المدينة يؤجرون الزوار غرفاً في بيوتهم أثناء المواسم أو يخلون هذه البيوت وينتقلون إلى أماكن أخرى بعيدة عنها.
وكانت أعداد الزوار محدودة لا تتجاوز بضعة آلاف ولا يجتمعون في وقت واحد.
ولكن الأوضاع تغيرت في العقود الأخيرة بسبب سهولة المواصلات وتعدد وسائلها البرية والبحرية والجوية، وأصبح زوار المدينة يفدون إليها بمئات الآلاف سنوياً، من هنا ولدت فكرة تطوير المنطقة المركزية في المدينة المنورة، وصدر في 27 / 12 /1410هـ الموافق 16 /7 /1990م قرار ملكي بتكوين لجنة تنفيذية لتطويرها: برئاسة سمو أمير منطقة المدينة المنورة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، وعضويه كل من:
ـ أمين المدينة المنورة المهندس/ عبد العزيز بن عبد الرحمن الحصين.
ـ رئيس مجموعة بن لادن السعودية/ المهندس/ بكر محمد بن لادن.
ومنحت اللجنة السلطات اللازمة لأداء عملها في توجيه ومتابعة عمليات التطوير ـ واختارت المستشار عبد الله بن داود الفايز (وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة حالياً) مديراً عاماً لمكتب اللجنة التنفيذية.
ومن أجل المكانة المقدسة للمدينة وللمسجد النبوي الشريف بشكل خاص، وما له من الفضائل جعل قلوب المسلمين في جميع أنحاء الأرض تهفو إلى زيارته والصلاة فيه وفي الروضة الشريفة والتشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه، ثم زيارة المعالم الأخرى في المنطقة المركزية بشكل عام، وقد تطول هذه الزيارة أو تقصر ولكنها في أغلب الأوقات لا تقل عن ثمانية أيام، وحرصاً على تأمين راحة هؤلاء الزوار الضرورية من السكن والطعام والشراب والهدايا والخدمات العامة، فضلاً عن سد حاجات سكان هذه المنطقة والعاملين فيها، والذي يقدر عددهم بعشرات الآلاف، وما يلزمهم من المرافق العامة كالمدارس والمستوصفات والأسواق التجارية والتموينية، كان لابد من تطوير هذه المنطقة المركزية التي نحن بصدد الحديث عنها.
من أسباب تطوير المنطقة المركزية مايلي:
ـ تحسين المناطق المحيطة بالمسجد النبوي الشريف وتطوير مستوى المباني والخدمات.
ـ تحقيق التناسق والانسجام بين توسعة الحرم النبوي الشريف والساحات حوله وبين المناطق المحيطة به.
ـ توفير السكن والخدمات التجارية لزوار المسجد النبوي الشريف والمقيمين في المنطقة.
ـ توفير بديل للمنشآت العمرانية والمحلات التجارية التي أزيلت بسبب توسعة المسجد النبوي والساحات المحيطة به.
ـ تلبية الطلب المتزايد للسكن بجوار المسجد النبوي والخدمات المرتبطة بالزوار ولتوفير مبانٍ وأسواق متناسقة ذات طراز إسلامي يضفي على المنطقة المركزية طابعاً مميزاً.
وقد حرص التخطيط للمنطقة أن تكون متميزة بأبنيتها المتناسقة والموحدة في الارتفاع، وفي الملامح العامة لشكلها الخارجي، وقسمت المنطقة إلى ستة أقسام:
قسم: يشغله بقيع الغرقد (مقبرة المدينة العامة) في توسعته الأخيرة وتبلغ مساحته (180.000م2)، والأقسام الخمسة للأبنية الباقية التجارية والسكنية وخدماتها، ويمثل منها حياً متكاملاً، وتبين الجداول البيانية والتوضيحية المرفقة طبيعة هذه الأقسام وصفاتها:
• بالنسبة لمواقف السيارات تم حساب المسطح على أساس مسطح ثلاث بدرومات للمجاورة الشمالية ومسطح بدرومين لباقي المجاورات.
• تضم البدرومات إلى جانب مواقف السيارات خزانات المياه الأرضية والمعدات الميكانيكية والكهربائية والخدمات وغيرها.
• تم احتساب المسطح التجاري على أساس مسطح دورين (الأرضي + الميزانين) لجميع المجاورات.
• تم احتساب المسطح السكني على أساس مسطح أربعة عشر طابقاً للمجاورة الشمالية ومسطح عشرة طوابق لباقي المجاورات.
• وبناءً على المساحة السكنية البالغة (3.586,011) متر مربع ستستغل من قبل نوعين من السكان، هما: سكان دائمون بنسبة تبلغ حوالي (20%) عشرون في المائة، وسكان موسميون بنسبة تبلغ حوالي (80%) ثمانون في المائة.
واستناداً إلى الإحصائيات والمعلومات المتوفرة من المباني التي تم إنشاؤها بالمنطقة يمكن التوصل إلى أن جملة المرافق المتوقعة بالمنطقة المركزية سوف تكون كما يلي:
مواقف السيارات المحلات التجارية الغرف الفندقية غرف السكن الموسمي غرف السكن الدائم
15.000 موقف 11.000 محل 23.000 غرفة 36.000 غرفة 17.500 غرفة
وبناء على المعدلات التالية:
• غرفة فندق الدرجة الأولى يشغلها شخصان.
• غرفة فندق الدرجة الثانية يشغلها أربعة أشخاص.
• غرفة السكن الموسمي (مساحة 15م2) يشغلها ستة أشخاص.
• غرفة السكن الدائم (مساحة 15م2) يشغلها شخصان.
فإنه من المتوقع أن تكون الطاقة السكنية الاستيعابية للمنطقة المركزية بعد استكمال مبانيها حوالي (297.000) نسمة، وتكون كثافة السكان من (2475) إلى (2500) نسمة لكل هكتار.
وتعد المنطقة المركزية نموذجية من حيث تصميم ومواصفات المباني المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، ومن حيث المرافق المتعلقة بها، وهذه المرافق هي:
ـ شبكات التغذية لمياه الشرب ـ شبكات مياه الري ـ شبكات الصرف الصحي ـ شبكات تجميع مياه الأمطار والسيول ـ شبكات الكهرباء (نقل ـ توزيع) ـ شبكات الهاتف (مقسم وتوزيع).
وقد روعي في تنفيذ هذه المواقع أن تكون على أعلى المستويات وذلك بأن تكون داخل عبّارات صندوقية، وخصص لها ثلاث شبكات منفصلة وهي:
ـ شبكة لعبارات الصرف الصحي ـ شبكة لعبارات تجميع مياه الأمطار والسيول ـ شبكة لعبارات الخدمات، وتشمل: مياه الشرب والري والهاتف والكهرباء.
وجميع هذه العبارات يمكن الوصول إليها من خلال فتحات في الشوارع تسمح بإجراء أعمال الصيانة الدورية، كما تسمح بإجراء توصيلات جديدة دون الحاجة إلى الحفر، وقد بلغ ما تم إنجازه حتى إعداد تاريخ هذه المعلومة (جمادى الآخرة 1420هـ) ما يلي:
• عدد المشاريع الموافق عليها (77 مشروعاً).
• عدد الرخص الصادرة (72 رخصة).
• عدد المشاريع التي اكتمل فيها البناء (31 مشروعاً).
• عدد المشاريع التي تحت التنفيذ (35 مشروعاً).
• عدد القطع المبيعة (87 قطعة).
• عدد القطع المخصصة لملاكها عوضاً عما سبق نزع ملكيته (82 قطعة).
• القطع المخصصة كمرافق عامة، والمخصصة لأسواق وقف المسجد النبوي الشريف (14 قطعة).
• وبلغت قيمة الأراضي التي أقيمت وستقام عليها المشاريع (4.5 مليار ريال سعودي).
وما يزال العمل جارياً ومتواصلاً في استكمال إنجاز هذه المشاريع في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، والتي ستكون واجهة حضارية لها بإذن الله، ومصدر راحة وطمأنينة للسكان والزائرين، تبث في نفوسهم الجمال والجلال، في جوار سيد الخلق محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
-----------------
للتوسع:
ـ مشروع تطوير المنطقة المركزية ـ المدينة المنورة (الفكرة ـ التطبيق) 1411ـ1416هـ.
ـ ملامح النمو الاقتصادي في المدينة المنورة ـ الغرفة التجارية مركز البحوث والمعلومات 1417هـ.
ـ مشروع تطوير المنطقة المركزية بالمدينة المنورة: إنجازات وأرقام 1418هـ.
ـ تقرير اللجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية / جمادى الأولى/ 1419هـ.
التقرير الإعلامي للجنة التنفيذية لتطويرالمنطقة المركزية 1420هـ (1999م).
ـ المهندس كمال طلبه / مقابلة 27 / 6 / 1420هـ.

أطلس المدينة المنورة
د. محمد شوقي بن إبراهيم مكي ص 44 - 45
ط1- 1405هـ 1985م
نمو المنطقة المركزية
يعتمد تحديد المنطقة التجارية المركزية على بعض المعايير البسيطة مثل سمات استخدام الأرض ونوعية المؤسسات الموجودة في المراكز وأطرافه. وقد كان لموقع المسجد النبوي والتوسعات التي حدثت فيه أثر كبير في موقع واتجاه نمو المنطقة التجارية المركزية في المدينة المنورة. كما أن مواقع بعض الأسواق القديمة عند تقاطع الطرق الرئيسية (المناخة والقماشة) كان لها أثر في موقع المنطقة التجارية المركزية وامتداداتها. ولم تقابل المنطقة التجارية المركزية أي عائق طبيعي قوي يمنع توسعها، فارتباطها بالمركز الديني (المسجد النبوي) جعل من الممكن هدم الكثير من المباني التي استغلت أماكنها لبناء مباني جديدة للاستخدام التجاري. ويمكن أن يعتبر هذا التغيير مرحلة للتحول نحو المفهوم الغربي للمنطقة التجارية المركزية حيث تقل الاستخدامات السكانية، كما أن العامل الديني هو السبب أيضاً في التغير السريع لاستخدامات الأرض والمباني في المدينة المنورة. بينما في المدن الغربية نجد أن منطقة الأعمال المركزية تبنى منذ البداية مع نشأة المدينة وأي توسع يمكن أن يحدث في مراكز مكملة في الأطراف. وقد أقامت أمانة المدينة المنورة في السنوات الأخيرة مراكز تجارية متفرقة في المدينة المنورة لتلبية حاجات السكان الضرورية والتخفيف من الضغط على المركز التجاري فيها، ولكننا نجد أن أحجام هذه المراكز صغيرة جداً (مساحة بعضها لا تزيد على (264 م2). ولهذا فإن الضغط على المنطقة التجارية المركزية لا زال كبيراً جداً من قبل سكان المدينة المنورة، ولقد توسعت المنطقة التجارية حديثاً نحو الشمال الشرقي والجنوب الغربي وتداخلت النشاطات مع بعضها البعض وبدأت تظهر مجمعات تجارية حديثة كما هي الحال في منطقة الصافية وقربان.
أما عن الاستخدامات في هذه المنطقة فإننا نجد أن الأسواق التجارية وأماكن بيع السيارات تقع في أطراف المنطقة التجارية المركزية. وهذه المنطقة لا تضم الأعمال التجارية فقط، بل تضم استخدامات أيضاً مثل المسجد النبوي الذي يمثل المنطقة الرئيسية في المدينة المنورة والذي أحيط من الشرق والشمال والغرب بالاستخدامات التجارية.وهناك أيضاً بعض المباني الإدارية مثل مباني البلدية والمواصلات في جنوبي المنطقة . كما أننا نجد بعض مباني الخدمات مثل مستشفى الملك، ومستشفى الولادة بالإضافة إلى تركيز الفنادق والبنوك والمصارف فيها. وتمتد حدود هذه المنطقة إلى شوارع المطار والباب الشامي والسيح والنخاولة وأبي ذر وقربان.ويوجد خارج قلب المنطقة التجارية المركزية بعض الاستخدامات السكانية في الأدوار العليا (كما في الساحة والمناخة). ونتيجة للازدحام الشديد في المنطقة التجارية المركزية في بعض المواسم الدينية وأهمها الحج يمنع دخول السيارات إليها.

زائر

جهود مميزه ملكنا

تشكر عليها